لم يُساهم تحسن أسعار النفط في دعم سوق الأسهم السعودية الذي ينتظر محفزات للخروج من نطاقه العرضي الضيق، وسط هدوء في التداولات وضغوط بيعية على بعض الأسهم.
التحركات العرضية للمؤشر الذي لم يربح سوى 72 نقطة منذ بداية العام، خلقت مستوى مقاومة هام قرب 12100 نقطة. وبالتالي، "إذا لم يظهر المزيد من المعطيات المحفزة لتوجهات المستثمرين، قد تجد السوق صعوبة في تجاوز هذه المستويات قريباً"، بحسب أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول لدى صحيفة "الاقتصادية"، بمقابلة مع "الشرق".
ارتفع خام برنت بأكثر من 5% خلال الجلستين السابقتين، واستقر اليوم قرب 81 دولاراً للبرميل. ومع ذلك، كانت استجابة أسواق الأسهم محدودة لهذا الارتفاع، كما لم يتغير سهم شركة "أرامكو" تقريباً خلال جلسات هذا الأسبوع.
ويبدو أن السوق ينتظر تأكيدات على استمرار أسعار النفط، وظهور تقديرات جديدة لمساره خلال العام الجاري.
لعدة أشهر، كان الإجماع في سوق النفط العالمية يُشير إلى أن عام 2025 سيتسم بفائض كبير وأسعار ثابتة إلى ضعيفة. لكن على نحو مفاجئ، وبعد حزمة العقوبات الأميركية الأكثر شدة حتى الآن ضد صناعة الطاقة في روسيا، أصبحت التوقعات أكثر تعقيداً.
استهدفت العقوبات -التي تم الكشف عنها قبل أقل من أسبوعين من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه- كبار المنتجين وشركات التأمين، فضلاً عن العشرات من الناقلات المستخدمة لنقل الشحنات حول العالم.
استمرار صعود النفط مع تشديد العقوبات على النفط الروسي، قد يؤثر في سهم "أرامكو"، صاحب الوزن الأكبر في مؤشر "تاسي"، وقد يُخرج السوق من المسار العرضي القائم"، بحسب رشيد.
عبد الله الحامد، رئيس الاستشارات الاستثمارية في "جي آي بي كابيتال" قال في حديثه مع "الشرق" إن أسعار النفط لها تأثير إيجابي بشكل عام على نواح كثيرة في الاقتصاد السعودي، في مقدمتها البورصة التي تتأثر بشكل مباشر بالتفاعلات النفطية.
وبجانب ذلك، يرى الحامد أن مسار أسعار الفائدة، وأداء القطاع غير النفطي في المملكة، الذي توقع أن يستمر نموه بمعدل فوق 4% خلال العام الجاري، سيدعمان سوق الأسهم السعودية هذا العام.
محركات السوق
أصبحت الآن أخبار الشركات المحرك الأساسي للسوق، وسط غياب المحفزات، وفق المحللة المالية للشرق ماري سالم. وبجانب ظهور تأكيدات على استمرار ارتفاع أسعار النفط، يترقب السوق نتائج أعمال الشركات، والبيانات الأميركية التي قد تعطي مؤشراً على مسار أسعار الفائدة، بحسب سالم.
تترقب الأسواق بيانات التضخم الأميركية الأربعاء المقبل، والتي ستحدد بشكل كبير الخطوة التالية للاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة. ويلتزم البنك المركزي السعودي بسياسة نقدية تحافظ على استقرار الريال، فتعكس قراراته لتحديد سعر الفائدة اتجاهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
على رادار السوق
سيكون على رادار المستثمرين اليوم سهم شركة "التعدين العربية السعودية" (معادن)، بعد الإعلان أمس عن عدم المضي قدماً في صفقة اندماج لوحدات الألمنيوم مع شركة "ألمنيوم البحرين" (ألبا)، دون الإفصاح عن سبب عدم إلغاء الصفقة.
ووصفت ماري سالم إلغاء الصفقة بأنه "كان مفاجئاً لأن الشركتين أعلنتا في نهاية ديسمبر الماضي تمديد المفاوضات حتى أبريل المقبل، لكنهما اختلفتا على الأرجح بشأن التقييمات".
وانخفض سهم "معادن" 1.77% بنهاية تداولات أمس مسجلاً 47.15 ريال. في حين هوى سهم "ألبا" بحوالي 10%.
في الوقت عينه، سيُبقي المتداولون أعينهم على سهم شركة "سينومي ريتيل"، بعد انهيار المفاوضات بشأن صفقة محتملة تتضمن الدمج بين عدد من وكالات الأزياء التجارية، كما أفصحت الشركة أمس، موضحةً أنها تقوم حالياً بدراسة خيارات استراتيجية أخرى تشمل احتمالية إجراء صفقة مع مستثمر استراتيجي.
هبط سهم "سينومي ريتيل" بنهاية تداولات الاثنين بنسبة 5.6% إلى 14.6 ريال.
السيادي يتمم صفقة "إعادة"
السوق ستضع تحت المجهر سهم "الشركة السعودية لإعادة التأمين" (إعادة)، بعد أن استكمل صندوق الاستثمارات العامة صفقة الاستحواذ على 23% من أسهمها، بحسب إفصاح أمس على موقع "تداول".
أسهم الشركة بدأت تتعرض لعمليات جني أرباح، بعد مكاسب زادت عن 145% منذ الإعلان عن استثمار الصندوق السيادي السعودي منتصف هذا العام وحتى نهاية تداولات الأسبوع الماضي.
انخفض سهم "إعادة" بنسبة 0.5% إلى 60.2 ريال بختام جلسة تداول أمس الاثنين.
وقال إسحاق علي، رئيس إدارة الأصول والاستشارات في وينفستن المالية بالسعودية، إن الصفقة تمثل "استثماراً استراتيجياً من صندوق الاستثمارات العامة، وسيوفر ما يكفي من رأس المال للمضي قدماً في برامج الشركة للتوسع والاستفادة من حصة سوقية إضافية".