واصلت المؤشرات الأميركية الرئيسية عمليات البيع المكثفة لليوم الخامس على التوالي، مما دفع أسعار الأسهم إلى خسارة أكثر من تريليون دولار. وضاعفت الهجمات القاتلة من قلق الأسواق، لتبدأ أول أيام التداول لهذا العام على نحو متشائم.
تراجع مؤشر "ناسداك 100" بأكثر من 1%. وعوّض مؤشر التكنولوجيا ومؤشر "إس آند بي 500" الخسائر ليغلقا يوم الخميس منخفضين بنسبة 0.2%. وانخفض سهم شركة "تسلا" بعد عيد الميلاد بما يقرب من 20% بعد تراجع مبيعاتها السنوية من السيارات، مما أثر على المؤشرات.
استقرت عوائد سندات الخزانة بعد جلسة متقلبة. كان سعر الفائدة على السندات القياسية لأجل 10 سنوات أعلى بنحو 20 نقطة أساس فوق المستوى الذي كان عليه قبل التحول المتشدد لـجيروم باول في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 18 ديسمبر.
أسوأ انخفاض لتسلا
وانتشرت التحركات الكبيرة عبر فئات الأصول بعد أن أعرب مجلس "الفيدرالي" عن تراجع حماسه لخفض أسعار الفائدة. ارتفع مؤشر الخوف لبورصة شيكاغو، والذي يرصد التقلبات للمرة الرابعة خلال خمسة أيام.
تراجعت شركة "تسلا" للسيارات بعد أن جاءت تسليماتها الربع الرابع دون التقديرات، وانخفضت المبيعات السنوية للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان. سجل السهم أسوأ انخفاض له في خمسة أيام منذ أكثر من عامين.
بالنسبة لأرباح الشركات، سيكون 2025 "عام البحث عن أدلة"، وفقاً لما ذكرته ليزا شاليت، من "مورغان ستانلي لإدارة الثروات"، والتي حذرت من أن هيمنة أسهم شركات "العظماء السبعة" -وهي أسهم التكنولوجيا الكبيرة المسؤولة عن الجزء الأكبر من مكاسب العام الماضي- كانت تتأرجح. وقالت: "فكرة أنهم يمكنهم كمجموعة تسيطر على التداول معاً وتقود السوق قد تتعثر في عام 2025". وهي الدعوة التي رددها آخرون في وول ستريت، بما في ذلك سافيتا سوبرامانيان من "بنك أوف أميركا".
أما بالنسبة للهبوط الحاد الذي حدث في الأيام الأخيرة من عام 2024، فإنه "من السابق لأوانه أن نسميه نذير شؤم"، حسبما قالت شاليت لتلفزيون "بلومبرغ".
سندات الخزانة تمحو مكاسبها
محت سندات الخزانة مكاسبها بعد انخفاض قراءة طلبات البطالة الأسبوعية إلى أدنى مستوى لها في ثمانية أشهر. وسجل مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري أعلى مستوياته في أكثر من عامين.
أشار الاقتصاديون في "غولدمان ساكس" بقيادة جان هاتزيوس إلى أن "تحديات التعديل الموسمي يمكن أن تجعل قراءات طلبات البطالة متقلبة بشكل خاص في موسم العطلات".
كانت الأسهم الأميركية تسعى جاهدةً لكسر سلسلة الخسائر المتتالية التي أزالت بعض البريق عن أفضل أداء لمؤشر "إس آند بي 500" منذ أواخر التسعينيات. وقد ارتفع المؤشر بأكثر من 50% منذ بداية عام 2023، مدفوعاً بمكاسب أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، وسط حماس بشأن تعزيز الأرباح من الذكاء الاصطناعي.
أعاد الهجوم على المحتفلين بالعام الجديد في نيو أورليانز الأمن الداخلي الأميركي إلى دائرة الضوء قبل أقل من شهر من أداء دونالد ترمب اليمين الدستورية كرئيس. ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في هذه الحادثة بالإضافة إلى الانفجار المميت لشاحنة "تسلا سايبرترك" خارج فندق ترمب في لاس فيغاس.
أضاف إطلاق النار الذي وقع ليلاً في ملهى ليلي في مدينة نيويورك حالة من القلق، في حين قالت السلطات إنه لا علاقة له بالإرهاب.
وصل مؤشر بورصة شيكاغو، الذي يقيس معنويات أسهم وول ستريت، إلى 19 نقطة. وتشير القراءات فوق 20 نقطة إلى مخاوف متزايدة بشأن التقلبات في المدى القريب.
انتخاب رئيس مجلس النواب
سيتابع المستثمرون، يوم الجمعة، التصويت لاختيار رئيس مجلس النواب لمعرفة ما إذا كان مايك جونسون سيحتفظ بمنصبه. ووفقاً لتوم إيساي، مؤسس تقرير "سيفينز" (Sevens report)، فإن الخلافات بين أعضاء الحزب الجمهوري حول إعادة انتخابه بمثابة نذير شؤم لأجندة الرئيس المنتخب.
"إذا استغرق تأكيد الإبقاء على جونسون عدة جولات من التصويت على مدار عدة أيام فسيكون ذلك علامة سيئة لوحدة الجمهوريين وسوف تتأثر الآمال في اتخاذ إجراءات سريعة بشأن السياسات المؤيدة للنمو"، بحسب توم إيساي.
في الأشهر المقبلة، ستكون توقعات النمو في أوروبا والصين، ومسار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وقدرة ترمب على تنفيذ وعوده الانتخابية من بين أكثر البنود حضوراً على رادار المتداولين.
اليورو يصارع
سجلت أسهم الطاقة الأوروبية أداءً أفضل بعد ارتفاع حاد في أسعار الغاز الطبيعي مع استعداد المنطقة لدرجات حرارة شتوية شديدة البرودة في غياب الإمدادات الروسية التي يتم توصيلها عبر أوكرانيا. وانتهى عقد العبور بين الدولتين المتحاربتين في يوم رأس السنة الجديدة، دون وجود بديل.
انخفض اليورو إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أكثر من عامين، مما يعكس المخاوف بشأن النمو الأوروبي، والرسوم الجمركية التجارية الأميركية، واختلاف السياسة النقدية مع الولايات المتحدة. ويتوقع العديد من الاستراتيجيين انزلاق اليورو إلى مستوى التكافؤ مع الدولار أو حتى أقل هذا العام.
وفي آسيا، كانت معنويات المستثمرين ضعيفة، حيث سجلت الأسهم الصينية أسوأ أداء بعد أن أشارت البيانات إلى تباطؤ الاقتصاد، فيما يتطلع المتداولون إلى فرض تعريفات جمركية أعلى محتملة. وانخفض مؤشر "إم إس سي آي" (MSCI) للأسهم الآسيوية لليوم الثالث من أصل أربعة أيام ماضية. وظلت الأسواق المالية في اليابان مغلقة.
وفي أسواق السلع الأخرى، ارتفعت أسعار النفط بعد أن أشار تقرير من القطاع إلى استمرار انكماش مخزونات الخام الأميركية. وأظهر تقرير صادر عن معهد البترول الأميركي أن المخزونات انخفضت بمقدار 1.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يمثل الانخفاض السادس على التوالي.
ارتفع الذهب ليتداول عند مستوى 2657 دولاراً للأونصة، في حين واصلت عملة "بيتكوين" ارتفاعها لليوم الثالث على التوالي.