تتفاوض "أمازون دوت كوم" للاستحواذ على "مترو-غولدوين- ماير" (MGM)، لتأخذ بذلك آخر استوديو أفلام مستقل رئيسي من السوق، وتتوِّج نوبة من صفقات البث التي من المتوقَّع أن تجعل 2021 عاماً قياسياً للاستحواذات في قطاع الإعلام.
وتجري "أمازون" مفاوضات لشراء "MGM"، شركة هوليوود الشهيرة التي أنتجت سلسلة أفلام جيمس بوند، بحسب ما ذكرت مواقع "ذي انفورميشن"، و"فارايتي" في تقارير منفصلة في وقت متأخر يوم الإثنين.
وقالت "فارايتي"، إنَّ "أمازون" تتفاوض منذ أسابيع على شراء الأستوديو بحوالي 9 مليارات دولار.
صفقة "AT&T" و"ديسكفري"
جاءت تقارير المفاوضات في اليوم الذي أعلنت فيه "إيه تي أند تي" عن خطتها لإنشاء شركة ترفيه جديدة من خلال دمج أصولها مع "ديسكفري"، في كيان يقدَّر بحوالي 130 مليار دولار، بما في ذلك الديون.
ويجذب نجاح عملاقة البث "نتفلكس"، و"والت ديزني"، التي أطلقت خدمة "الفيديو حسب الطلب" الخاصة بها بعد شرائها أصول بقيمة 71 مليار دولار من "سينشري فوكس" في 2018، منافسين جدد لدخول السوق.
ورفضت "MGM"، و"أمازون" التعليق على التقارير بشأن المفاوضات حول صفقة.
عام قياسي لصفقات الإعلام
ومن المتوقَّع أن تجعل الاستحواذات 2021 عاماً قياسياً لصفقات الإعلام، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
فقد تمَّ الإعلان عن استحواذات بأكثر من 80 مليار دولار حتى الآن في العام الجاري، مما يضعه على مسار أن تكون الفترة الأكثر نشاطاً للقطاع منذ عام 2000 على الأقل عندما أعلنت "إيه أو إل" (AOL)، و"تايم وارنر إنك" عن خطط اندماج، وفقاً للبيانات.
محاولات متكررة للبيع
وينظر إلى "MGM" على أنَّها هدف استحواذ منذ سنوات، لكن لم تكن قادرة على استكمال أي بيع، وجدَّدت الشركة المحاولات العام الماضي عندما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنَّها استعانت بمستشارين لجذب عروض شراء، وتحاول "MGM" من خلال الصفقة أن تستفيد من انتشار خدمات البث التي رفعت الطلب على كميات كبيرة من المحتوى.
كما أنَّها ناقشت سيناريوهات أخرى مع عمالقة التكنولوجيا، وتفاوضت "MGM"، التي تضمُّ مكتبتها أفلام "روكي"، و"سايلنس أوف ذا لامبس"، مع "آبل إنك"، و"نتفلكس" بشأن أخذ فيلمها "جيمس بوند" الجديد مباشرة إلى خدمات البث الخاصة بهم.
لكنَّ الشركة قالت العام الماضي، إنَّها التزمت بإطلاقه في السينما، ومن المقرر حالياً طرحه في الولايات المتحدة في 8 أكتوبر.
إعادة تنظيم أعمال الترفيه
في الوقت نفسه، تعيد "أمازون" تنظيم أعمال الترفيه الخاصة بها مع عودة مديرها التنفيذي منذ وقت طويل، جيف بلاكبيرن، الذي ترك شركة التجارة الإلكترونية لوقت قصير للانضمام لشركة رأس المال المغامر في سيليكون فالي، "بيسيمر فينتشرز بارتنرز"، ولكنَّه الآن يترأس قسم الترفيه بأكمله في "أمازون، بما في ذلك خدمة بث "برايم فيديو" (Prime Video)، و"أمازون ستوديوز"، وموقع بث ألعاب الفيديو "تويتش".
كما نقلت "فارايتي" أنَّ عرض شراء "أمازون" لـ"MGM" يتولاه المدير التنفيذي لخدمة الفيديو، مايك هوبكينز، ويتعامل مباشرة مع رئيس مجلس إدارة "مترو-غولدوين- ماير"، كيفن أولريتش.
تاريخ مُنتِجة "دكتور جيفاغو"
وتعود جذور "MGM" إلى عشرينيات القرن الماضي عندما اندمجت شركة "مترو" التي كانت مملوكة لماركوس لوي، مع شركة أفلام يديرها أسطورة هوليوود، لويس بي ماير.
وبرغم صنعها لأفلام عظيمة مثل "دكتور جيفاغو"، و"2001: أسبيس أوديسي"؛ فقد انزلقت في مشكلات مالية في النصف الثاني من القرن العشرين.
وخلال عقود تمَّ امتلاكها من قبل "تايم إنك"، ومؤسس "سي إن إن"، "تيد تيرنر"، وامتلكها أكثر من مرة الملياردير الراحل كيرك كيركوريان.
حالياً، هي واحدة من أكبر أستوديوهات الأفلام التي حافظت على استقلالها عن المجموعات الإعلامية الأكبر، فقد أصبحت "تايم وارنر" جزءاً من "إيه تي آند تي"، و استحوذت "ديزني" على "21 سينشري فوكس"، و"بارامونت" مملوكة لـ"فياكوم سي بي إس" (ViacomCBS Inc)، و"يونيفرسال بيكتشرز" تسيطر عليها "كومكاست كورب".
وكانت هناك تكهنات سابقاً بأنَّ "أمازون" تستحوذ على شركات الترفيه، وكان ينظر إليها سابقاً كمشترٍ محتمل لشركة "إيه إم سي إنترتينمنت هولدينغز"، سلسلة السينما، وخلط بعض المستثمرين بينها وبين "إيه إم سي نتووركس إنك"، مالكة القنوات الخاصة.
وعانى المستثمرون من خلط مشابه يوم الإثنين عندما نقلت "ذي إنفورميشن" أنباء ارتفاع أسهم "إم جي إم ريزورتس انترناشونال"، وهي شركة كازينوهات غير تابعة لـ"مترو- غولدوين- مايزر" التي قفزت أسهمها إثر تلك الأنباء بنسبة 5.8% في التداولات المتأخرة قبل أن تتراجع سريعاً.