واصل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، استثماراته خلال حقبة تفشي وباء كورونا، في شركات ألعاب الفيديو، فيما زاد حيازاته من الأسهم الأمريكية بنحو الخمس إلى 15.4 مليار دولار.
رفع الصندوق التزامه الكامل تجاه شركات ألعاب الفيديو بما في ذلك "أكتيفجن بليزارد"، و"إلكترونيكس آرتس"، و"تيك-تو إنترأكتيف سوفتوير" إلى 6 مليارات دولار خلال الربع الأول من 2021، وفقاً لبيانات إفصاح للجهات التنظيمية يوم الاثنين.
بلغت قيمة الحصص التي اشتراها الصندوق السيادي السعودي في تلك الشركات نحو 3.3 مليار دولار في نهاية الربع الرابع من 2020. كما أضاف الصندوق إلى قائمة حيازاته ما قيمته 141 مليون دولار من الأسهم في عملاق التجارة الإلكترونية في كوريا الجنوبية "كوبانغ"، المدعومة من العملاق الياباني مجموعة "سوفت بنك".
في الربع الأول من 2021، زاد الصندوق حصته في "أكتيفجن بليزارد" بأكثر من الضعف إلى 33.4 مليون سهم، كما ضاعف حصته تقريباً في "إلكترونيكس أرتس" لتصل إلى 14.2 مليون سهم في نهاية مارس. كما اشترى الصندوق المزيد من الأسهم في "تيك-تو إنترأكتيف سوفتوير".
شملت الاستثمارات الجديدة التي نفذها الصندوق السيادي السعودي في الربع الأخير، شركة "كومبيوت هيلث اكويزيشن كورب"، وهي شركة شيك على بياض، أنشأها رئيس مجلس إدارة "إنتل"، عمر إشراق، حيث اشترى الصندوق حصة 8.7% مقابل 75.7 مليون دولار.
من جهة أخرى، تخارج الصندوق من حصته في "سنكور إنرجي"، أكبر شركة متكاملة لإنتاج النفط في كندا، حيث باع 51 مليون سهم.
أبرز حيازات الصندوق
تبلغ قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة السعودي 400 مليار دولار، ويتلقى تمويله من خلال مزيج من الاقتراض، والتحويلات النقدية والأصول من الحكومة، والأرباح المحتجزة من استثماراته.
يترأس الصندوق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ويديره المحافظ ياسر الرميان، ويستهدف زيادة أصوله إلى أكثر من 4 تريليونات ريال (1.1 تريليون دولار) بحلول عام 2025.
في إطار سعي الصندوق لدعم الاقتصاد المحلي، نفذ العديد من الاستثمارات المهمة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك شراء حصة في "أوبر تكنولوجيز"، وتقديم التزامات كبيرة تجاه صندوق "رؤية" المملوك لمجموعة "سوفت بنك" اليابانية.
مع ذلك، فإن جميع أصول الصندوق تقريباً محلية في الوقت الحالي. يمتلك الصندوق حصصاً كبيرة في بعض أكبر الشركات بالمملكة، بما في ذلك شركة الاتصالات السعودية والبنك الأهلي السعودي، ويسعى إلى أن تكون 80% من استثماراته محلية، بحسب الرميان.
استحوذ الصندوق ومقره الرياض على أسهم بقيمة تتجاوز 3 مليارات دولار في شركات صناعة ألعاب الفيديو الأمريكية الثلاثة للمرة الأولى خلال الربع الرابع من العام 2020.
التركيز على السوق المحلية
على النقيض من ذلك، انخفض انكشاف الصندوق على الأسهم الأمريكية في الربع الثالث 2020 بمقدار 3 مليارات دولار، ويرجع ذلك أساساً إلى بيعه حصصاً في صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة التي تتعقب قطاعي العقارات والمواد الخام.
يبدي ولي العهد السعودي ولعاً شديداً بألعاب الفيديو، ولا سيما لعبة " كول أوف ديوتي" (Call of Duty)، صاحبة الامتياز الأكثر مبيعاً لدى شركة "أكتيفجن بليزارد". وقال ولي العهد السعودي لـ"بلومبرغ بيزنس ويك" في عام 2016 إنه أحد أفراد الجيل السعودي الأول الذي تفتحت عيناه على تكنولوجيا الألعاب.
يتزايد دور الصندوق السيادي في تطوير مشاريع جديدة ضخمة في جميع أنحاء البلاد تركز على إقامة صناعات جديدة وتنويع الاقتصاد. وتعهد الأمير محمد بإنفاق الصندوق ما لا يقل عن 40 مليار دولار سنوياً في الداخل حتى عام 2025، لإنشاء مدن ومنتجعات جديدة وتوفير 1.8 مليون وظيفة.
في الماضي، كان البنك المركزي السعودي يستثمر عائدات النفط الزائدة في أصول معظمها سائلة مستقرة مثل سندات الخزانة الأمريكية.
وفي ديسمبر المنصرم، قال محافظ الصندوق السيادي السعودي ياسر الرميان، إن المملكة أضاعت فرصة شراء أسهم رخيصة خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008.