يتجه الدولار الأميركي نحو تسجيل أقوى أداء فصلي له منذ 8 سنوات، مع بلوغه أعلى مستوياته منذ عامين الأسبوع الحالي، بفضل الاقتصاد الأميركي القوي وتوقعات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي النقدية المتشددة، ما عزز جاذبيته.
مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري صعد 6.3% منذ نهاية سبتمبر الماضي، ومن المتوقع أن يحقق أفضل ربع له منذ نهاية 2016، عندما فاز الرئيس المنتخب دونالد ترمب بالانتخابات لذلك العام. وجاء ذلك رغم أن مؤشر الدولار انخفض 0.4% اليوم بعد أن أظهرت بيانات جديدة أن المؤشر الأكثر متابعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم الأساسي جاء دون المتوقع.
تجارة ترمب وآفاق السياسة النقدية
رغم ذلك، ما زال الدولار الأميركي في طريقه لتسجيل أقوى أداء سنوي له منذ 2015، مدفوعاً بالنمو المحلي، وسوق العمل القوية واستمرار ارتفاع التضخم فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. دفعت هذه العوامل صناع السياسات النقدية في الولايات المتحدة الأميركية أمس الأول إلى خفض توقعاتهم بشأن مقدار التيسير النقدي المنتظر خلال السنة المقبلة، ما دعم قوة الدولار. أوضح محللو بنك "إتش إس بي سي" أمس أن هذا السياق "يوفر الظروف الداعمة كافة" بالنسبة للدولار، ولا يتوقعون حدوث أي ظروف من شأنها أن تُضعف العملة الخضراء خلال 2025.
يتوقع أرووب تشاترجي، الخبير الاستراتيجي في بنك "ويلز فارغو"، أن تزيد أجندة ترمب للسياسات الاقتصادية، بما في ذلك الرسوم الجمركية المرتفعة على التجارة، من قوة الدولار الأميركي. وأضاف: "تجارة ترمب والهجرة والسياسات المالية قد تحوّل الظروف الاقتصادية بشكل كبير لصالح الدولار".
يتفرد الاقتصاد الأميركي بقوته في وقت يواجه العديد من الدول المتقدمة نمواً ضعيفاً، وهو ما أفاد العملة الخضراء.
ذكر ناثان ثوفت، كبير مديري محفظة الأصول في "مانولايف إنفستمنت مانجمنت" (Manulife Investment Management): "نحتاج إلى دليل على أن بقية العالم يعطي إشارات على أنه يستعيد نشاطه. لسوء الحظ، فإن هذه الإشارات ما زالت تسير في الاتجاه الخطأ".
نظرة إيجابية للدولار
أبدى المستثمرون غير التجاريين -مجموعة من اللاعبين المضاربين في السوق تشمل صناديق التحوط وشركات إدارة الأصول- أعلى معدلات التفاؤل حيال الدولار منذ مايو الماضي، وفق بيانات صادرة عن لجنة تداول السلع المستقبلية للأسبوع المنتهي في 10 ديسمبر الحالي.
أوضحت باولا كومنغز، رئيسة مبيعات العملات الأجنبية في "يو إس بانكورب" (at U.S. Bancorp)، خلال مقابلة: "يوجد توافق في وجهات النظر بين العملاء الذين نتحدث إليهم. على المدى القصير، الدولار سيكون أقوى لمدة زمنية أطول. على المدى المتوسط، بحلول منتصف العام المقبل، يوجد قدر كبير من حالة عدم اليقين وسط عجز تجاري وتوقعات مالية سيئة.