بعد تألُّقها في عام 2020، بدأت الطفرة القياسية لصناديق المؤشرات المتداولة في قطاع الطاقة النظيفة، بالتراجع. إذ يقوم المستثمرون بسحب الأموال من أسهم شركات الطاقة النظيفة بأسرع وتيرة في عام واحد. كما انخفضت الاستثمارات في اثنين من أكبر الصناديق المتداولة في البورصة المتتبعة للقطاع، وهما "آي شيرز غلوبال كلين إنيرجي"، و" انفسكو سولار"، وذلك بنسبة 24% على الأقل منذ بداية 2021. ومنذ بداية مايو، تخارج حوالي 154 مليون دولار من صناديق المؤشرات المتداولة أو المتتبَّعة لشركات الطاقة النظيفة.
وفي العام الحالي، وبفضل الضغط على أسهم شركات التكنولوجيا الكبيرة، استفادت الصناديق التي لديها معايير بيئية واجتماعية وحوكمة، لتحقق حصصاً كبيرة في النمو.
في حين يؤدي الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء حالياً إلى العودة إلى الأسهم الأقل تكلفة. وباتت الفوائد تتحوَّل سريعاً إلى عيوب أو سلبيات.
موهيت باجاج، مدير صناديق الاستثمارات المتداولة في "والاشبيث كابيتال" قال: "لقد حققت هذه الصناديق ارتفاعاً كبيراً في عام 2020 ، ولكن مثل العديد من الصناديق التي حققت الزخم والنمو، فقد خسرت الكثير من مكاسبها منذ بداية 2021. وحالياً نشهد تناوباً من جانب الاستثمارت في هذه الصناديق لتعود إلى أسهم الشركات الأكثر توجُّهاً نحو القيمة".
معالجة المشاكل
ولم تنل خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن في قطاع البنية التحتية بتكلفة 2.25 تريليون دولار، الترحيب بحماس كان يأمله العديد من المحللين.
بالإضافة إلى ذلك، تكبَّدت العديد من صناديق الطاقة النظيفة خسارة في أواخر إبريل بعد أن أعلنت شركة " إنفيس إنرجي إنك"، وهي شركة قابضة شهيرة، عن نقص في أشباه الموصلات، ومشكلات في سلسلة التوريد.
وكتبت أديلين دياب، محللة الالتزام بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في "بلومبرغ إنتلجينس"في مذكرة مؤخراً: "العودة إلى تدفُّقات صناديق مؤشرات الطاقة النظيفة المتداولة لتتجاوز الـ 5 مليارات دولار التي حققتها في يناير الماضي، قد تتطلَّب انتعاشاً في الأداء. كما أنَّ ارتفاع أسعار الفائدة، واتساع نطاق المنافسة، ومواجهة المشاكل التي واجهت سلاسل التوريد؛ كلُّ تلك العوامل أوقفت زخم التدفق".
وانخفضت قيمة الأصول في هذه الفئة للأشهر الثلاثة الماضية على التوالي، وهي تبلغ حاليا 18.1 مليار دولار، مقابل ذروتها التي وصلت عند 22.3 مليار دولار في نهاية يناير.
وتواجه صناديق المؤشرات المتداولة الكبيرة الأخرى للطاقة النظيفة، مثل: "فيرست ترست ناسداك"، و"انفسكو ويلديرهيل"، عمليات تخارج وسط هبوط بأكثر من 18% منذ بداية 2021. ومع الانكشاف بشدة نحو أسهم شركات التكنولوجيا، يمكن أن تبدأ المتاعب التي تواجه صناديق الطاقة النظيفة.
وقد حذَّر ماركو كولانوفيتش، الخبير الاستراتيجي في "جي بي مورغان"، من أنَّ المخصصات الكبيرة لاستراتيجيات النمو، والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، قد تجعل مديري الاستثمار يواجهون مخاطر التضخم.
مع استمرار البيانات التي تشير إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، يراهن كولانوفيتش على أنَّ المستثمرين سيضطرون إلى التحوُّل من أسهم منخفصة التقلُّبات إلى أسهم ذات قيمة. وقال دان روسو، مدير محفظة في "بوتوماك فاند مانجمنت": "مع تحوُّل الأموال بعيداً عن أسهم النمو الناشئة، إلى المناطق الأكثر حساسية من الناحية الاقتصادية في السوق، تصبح التكنولوجيا النظيفة مصدراً للأموال".