أنهت مؤشرات الأسهم الأميركية جلسة الاثنين على ارتفاع واسع النطاق، حيث استعد المتداولون لقرارات أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى في جميع أنحاء العالم في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.4% كما صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5% ليسجل مستوى قياسياً آخر. كانت شركة "برودكوم" و"تسلا" من بين أكبر الرابحين في الجلسة. لم يتغير عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات كثيراً عند 4.40%، في حين سجلت أسعار "بتكوين" رقماً قياسياً جديداً.
كانت المشاعر في الولايات المتحدة إيجابية نسبياً، حيث يُنظر إلى خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما بات متوقعاً على نطاق واسع، على أنه يضيف دعماً جديداً، ويوسع من أداء الأسهم المتفوق. تتناقض هذه المشاعر مع الخسائر في آسيا وأوروبا يوم الاثنين، بعد بيانات التجزئة الأضعف من المتوقع في الصين.
في الولايات المتحدة، قال كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في "إي تريد" من "مورغان ستانلي" إن الزخم في الأمد القريب "قد يعتمد على ما يقوله رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وما إذا كانت مبيعات التجزئة أو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ستفاجئ السوق".
وأضاف أن معظم مكاسب سوق الأسهم في ديسمبر تاريخياً، تأتي عادة في النصف الثاني من الشهر، مضيفاً أن مؤشر "إس آند بي 500" حقق عائداً صافياً إيجابياً في هذه الفترة بنسبة 78% من الوقت منذ عام 1957.
الأنظار تتجه لقرار الفيدرالي
يقوم التجار حالياً بتحليل البيانات الاقتصادية الجديدة. ففي يوم الاثنين، أظهرت البيانات أن نشاط مقدمي الخدمات في الولايات المتحدة يتوسع بأسرع وتيرة منذ أكتوبر 2021.
وفي الوقت نفسه، تراجع مقياس نشاط المصانع في ولاية نيويورك بأكبر قدر منذ مايو الماضي.
ولكن التركيز الرئيسي يبقى على قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، والذي ستتبعه إعلانات السياسة النقدية في اليابان ودول الشمال الأوروبي والمملكة المتحدة هذا الأسبوع.
وقال توني دي سبيريتو، كبير مسؤولي الاستثمار العالمي في الأسهم الأساسية في "بلاك روك"، على تلفزيون "بلومبرغ"، إنه "حتى لو حصلنا على خفض قوي لأسعار الفائدة، فإن ذلك سيكون بسبب أن الفيدرالي يرى قوة أساسية في الاقتصاد، وهذا يعني أن ارتفاع الأسهم الأميركية قد يستمر في الاتساع".
في غضون ذلك، تذبذب مؤشر "بلومبرغ" للدولار بين مكاسب وخسائر متواضعة يوم الاثنين. فبعد أن ارتفع بأكثر من 6% حتى الآن هذا العام، بدأت وول ستريت تشعر بالضيق من الدولار، حيث يُنظر إلى سياسات دونالد ترمب وخفض أسعار الفائدة، على أنها عوامل تضع ضغوطاً على العملة في الجزء الأخير من عام 2025.
توترات في كندا وأوروبا
انخفض الدولار الكندي بشكل متواضع بعد أنباء عن أن رئيس الوزراء جاستن ترودو يعتزم تعيين دومينيك لوبلانك وزيراً للمالية في كندا. وسيحل لوبلانك محل كريستيا فريلاند التي استقالت بسبب خلافات حول كيفية الاستعداد لإدارة ترمب.
في مكان آخر في العالم، أقر المشرعون الألمان إجراءً من شأنه أن يمهد الطريق لإجراء انتخابات في غضون شهرين، وهو ما يدعم خطة المستشار أولاف شولتز لإنهاء إدارته المتعثرة مبكراً.
وفي الوقت نفسه، انكمش نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو بأقل من المتوقع بفضل مساهمة أكبر من المتوقع من قطاع الخدمات.
تراجعت السندات الفرنسية عن نظيراتها بعد أن خفضت وكالة "موديز" التصنيف الائتماني للبلاد. وخفض بنك فرنسا المركزي توقعاته للنمو المحلي، حيث أشار إلى الاضطرابات السياسية باعتبارها عبئاً على ثقة الأسر والشركات.
مزيد من التراجع في الصين
أما في الصين، فتراجع نمو مبيعات التجزئة بشكل غير متوقع في نوفمبر، على الرغم من علامات التحسن في سوق الإسكان. البيانات تظهر خيبة أمل المتداولين الأسبوع الماضي، عندما تعهدت بكين بتعزيز الاستهلاك، لكنها فشلت في تقديم تفاصيل بشأن التحفيز المالي.
وقال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس" في سنغافورة، إن بيانات مبيعات التجزئة "تعكس الوضع المزري هناك، وكيف أعطت جهود التحفيز الأولوية للصورة العامة، على حساب تحقيق تحسينات اقتصادية ذات مغزى". وأضاف: "حتى بالنسبة للتعافي التكتيكي، نحتاج إلى المزيد بعد سلسلة من البدايات الخاطئة وخطر التعريفات الجمركية في المستقبل".
من جهتها، تراجعت أسعار النفط بعد أن عززت أحدث البيانات الاقتصادية الصينية المخاوف بشأن ضعف الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم.