سيطرت حالة الترقب لقرارات الفيدرالي الأميركي نهاية الأسبوع الجاري، على معنويات المستثمرين في البورصة السعودية، لتنحسر قيم التداولات أمس إلى أدنى مستوياتها خلال 14 شهراً.
جمود التداولات جاء مصحوباً بتراجع مؤشر السوق الرئيسية، بضغط من الأسهم القيادية في قطاعي الطاقة، والبنوك.
"التراجعات الحالية قد تستمر إلى ما دون 12000 نقطة للمؤشر الرئيسي، وبعد ذلك يعاود الصعود"، وفق أحمد الرشيد، محلل مالي أول في صحيفة "الاقتصادية، والذي قال "عادة ما تكون الأسابيع الأخيرة من العام إيجابية لمؤشر تاسي، وهناك نظرة إيجابية ما يجعل السوق تتحسن في الفترة الأخيرة".
تعكس تحركات الأسهم بشكل أساسي حالة الترقب، ليس فقط لقرار الفيدرالي المقبل والمرجح أن يشهد خفضاً للفائدة، ولكن الصورة الأوسع للسياسة النقدية العالمية. بحلول نهاية يوم الجمعة، سيحدد 22 بنكاً مركزياً، تستحوذ على ما لا يقل عن 40% من الاقتصاد العالمي، تكاليف الاقتراض.
الرشيد، يرى أن الحكم على مستويات السيولة الحالية، يحتاج للمزيد من الجلسات للقياس، والانحسار الحالي لقيم التداولات، قد يكون بدافع الترقب ويؤكد تمسك المستثمرين بأسهمهم.
وفيما يزن صانعو السياسات المخاطر المختلفة للعام المقبل، تستفيد قطاعات الطاقة والبتروكيماويات من الخطوات الصينية لإجراءات تحفيزية أكبر، وفق الرشيد.
ستراقب السوق تحركات سهم "سابك"، وقطاع البتروكيماويات، خاصةً مع تحسن أسعار المنتجات مع توقعات أفضل للطلب الصيني، بما سينعكس على نتائج أعمال الشركات.
قطاع البنوك الذي دعم مؤشر "تاسي" للصعود خلال بداية تعاملات جلسة الأحد، كان أحد الأسباب وراء إغلاق السوق في المنطقة الحمراء بتراجع 0.33%، في ختام اليوم.
ستواصل السوق التركيز على الأسهم القيادية في القطاع، وعلى رأسها "مصرف الراجحي"، و"البنك الأهلي السعودي"، و"بنك الرياض"، وسط إشارات متباينة لتدفقات السيولة، وتذبذب في أسعار الأسهم.
كشف التقرير الأسبوعي لتداول عن مبيعات صافية بنحو مليار ريال من جانب الصناديق الاستثمارية خلال الأسبوع المنتهي في 12 ديسمبر، بينما كان ثاني أكبر بائع صافي في السوق هم فئة "كبار المستثمرين الأفراد" -أصحاب المحافظ البالغة مليون ريال فأكثر-، مسجلين أكثر من نصف مليار ريال من التخارجات الصافية.
غياب الأجانب والمؤسسات
تتوقع ماري سالم، المحللة المالية لدى "الشرق"، أن يستمر الأداء العرضي مهيمناً على مشهد السوق مع زيادة في قيم التداولات مع تطبيق مراجعة "فوتسي" يوم الخميس.
"ضعف أحجام التداول اليوم يؤكد غياب المستثمر الأجنبي والمؤسسات ما يعكس عدم جاذبية الأسواق في هذه المرحلة رغم الإيجابية المستمدة من نمو الاقتصاد الكلي والمشاريع المستقبلية"، وفق سالم.
سجل المستثمرون الأجانب صافي شراء بأكثر من 1.3 مليار ريال الأسبوع الماضي.
وتقول سالم، إن عملية التقييم لمعطيات الاقتصاد الكلي قد تستمر لفترات أطول من المتوقع في ظل محاولة بعض صناديق الاستثمار المحافظة على مكاسبهم وإعادة هيكلة محافظهم بعد نهاية العام.
المراجعة الأخيرة من جانب "فوتسي"، رفعت الوزن النسبي لأسهم "أرامكو السعودية"، و"إس تي سي"، كما أضافت 4 شركات جديدة إلى مؤشراتها للشركات المتوسطة والصغيرة جداً.
ستراقب السوق أسهم "فقيه الطبية"، والتي ستنضم إلى مؤشر الشركات المتوسطة والمؤشر العالمي، بينما تم إضافة شركات "مياهنا"، و"تالكو"، و"سماسكو" إلى مؤشر الشركات الصغيرة جداً.
تذبذبات على سهم "المراعي"
ستعيد السوق تقييم سهم "المراعي"، وفقاً للمعطيات الجديدة بعد قرار الجمعية العامة لشركة "صافولا" التخارج من الشركة وتوزيع حصتها البالغة 34.52% على مساهميها.
جنيد أنصاري، مدير قسم استراتيجية الاستثمار والبحوث في "كامكو إنفستمنت"، قال لـ "الشرق"، إن توزيع حصة "صافولا" في "المراعي" سيرفع نسبة الأسهم المتاحة للاستثمار أو ما يعرف بنسب التداول الحر، وبالتالي سيكون للقرار أثر إيجابي على تدفقات الاستثمارات من الصناديق الخاملة التي تتبع مؤشرات "إم إس سي آي" (MSCI)، و"فوتسي راسل" على السهم.