قال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لـِ" تسلا"، إنَّ الشركة المصنِّعة للسيارات الكهربائية قررت وقف عمليات الشراء باستخدام عملة " بتكوين"مما أدى إلى انخفاض سعر العملة الرقمية.
في منشور على موقع " تويتر" يوم الأربعاء، أشار ماسك إلى مخاوف بشأن "الزيادة السريعة في استخدام الوقود الأحفوري لتعدين "بتكوين" ومعاملاتها" ، في حين قال، إنَّ "تسلا" قد تقبل العملات المشفَّرة الأخرى إذا كانت أقل استهلاكاً للطاقة".
وكشف ماسك أيضاً أنَّ الشركة لن تبيع ما بحوزتها من عملات "بتكوين".
انخفضت أكبر عملة مشفَّرة بنحو 15% إلى ما يزيد قليلاً عن 46 ألف دولار، قبل تقليص خسائرها إلى 6% تقريباً، مسجلةً سعر 50980 دولاراً بحلول الساعة 1:09 مساء في طوكيو يوم الخميس (بالتوقيت المحلي).
تسبب الاندفاع للبيع لفترة وجيزة في حدوث انقطاع في بعض تبادل العملة الرقمية،
وما تزال "بتكوين" مرتفعة بأكثر من خمسة أضعاف عن سعرها في 2020.
تأتي خطوة ماسك بعد أن كشفت"تسلا" في فبراير أنَّها اشترت " بتكوين" مقابل 1.5 مليار دولار، وخططت لقبولها كأداة لتسوية مشتريات السيارات الكهربائية. أضفى إعلان "تسلا" حينذاك شرعية على العملة المشفَّرة باعتبارها طريقة دفع مقبولة بشكل متزايد، وأداة للاستثمار، خاصة من جانب شركة مدرجة في مؤشر " ستاندرد آند بورز 500"، ورئيسها التنفيذي شخصية رفيعة المستوى تحظى بمتابعة كبيرة بين مستثمري التجزئة والجماهير.
أشار موقع " تسلا" الذي يحتوي على صفحة دعم مخصصة لـِ" بتكوين"، إلى أنَّها العملة المشفَّرة الوحيدة التي تقبلها الشركة في القارة الأمريكية.
المحفز الأكبر لصعود "بتكوين"
كتب ماسك أيضاً على " تويتر" مراراً بشأن " دوج كوين"، وهي عملة مشفَّرة بدأت على شكل مزحة في عام 2013، وقد سخر من كونها "الأب الروحي" قبل وأثناء فترة استضافته في برنامج "Saturday Night Live" يوم 8 مايو.
كما غرَّد ماسك يوم الثلاثاء ، "هل تريد من " تسلا" أن تقبل "دوج"؟".
وكانت إضافة " تسلا" عملة "بتكوين" إلى ميزانيتها العمومية بمثابة المحفِّز الأكثر وضوحاً أثناء صعود العملة الرقمية منذ بداية 2021، فقد قفزت عملة "بتكوين" بنسبة 16 % في ذلك اليوم، مسجلةً أكبر مكسب يومي، منذ أثار كوفيد-19 تقلُّبات بالأسواق المالية في مارس 2020.
نما التفاؤل بعد تحرُّكات من جانب شركة "ماستر كارد"، و" بنك أوف نيويورك ميلون كورب"، وشركات أخرى لتسهيل استخدام العملاء للعملات المشفَّرة، مما أدى صعود سعر "بتكوين" من حوالي 29 ألف دولار في نهاية 2020، إلى ما يقرب من 65 ألف دولار في إبريل 2021.
انبعاثات الكربون
يستهلك تعدين "بتكوين" 66 ضعفاً من الكهرباء عما كان عليه في أواخر عام 2015، ومن المرجح أن تواجه انبعاثات الكربون المرتبطة بتعدينها تدقيقاً متزايداً، وفقاً لتقرير حديث صادر عن "سيتي غروب".
ليس غريباً على ماسك أن يفكر في مسألة تأثير العملات المشفَّرة على البيئة.
كما نشرت شركة "آرك إنفيستمنت مانجمنت" (Ark Investment Management" التابعة لـِ كاثي وود المعروفة في كوريا الجنوبية باسم " شجرة الأموال" تقريراً الشهر الماضي تقول فيه، إنَّ تعدين العملات المشفَّرة يمكن أن يدفع الاستثمار في الطاقة الشمسية، ويوفِّر المزيد من الطاقة المتجددة للشبكة.
الاستثمار في الطاقة المتجددة
أعاد جاك دورسي مؤسس شركة " تويتر" نشر منشور على الورقة البيضاء مع التعليق بأنَّ "بتكوين" "تحفِّز الطاقة المتجددة". وردَّ ماسك على تغريدة دورسي قائلاً ببساطة، إنَّه أمر "صحيح"، أن تحفِّز "بتكوين" على الاستثمار في الطاقة المتجددة.
إنَّ تغريدة ماسك يوم الأربعاء فاجأت الكثيرين في مجتمع العملات المشفَّرة، بما في ذلك نيك كارتر، الشريك المؤسس في " كاستل أيلاند فينتشرز" (Castle Island Ventures ) الصوت الرائد بين المدافعين عن استخدام "بتكوين" للطاقة. قال كارتر: "بالتأكيد هل بذل قصارى جهده ( ماسك) قبل قبول "بتكوين" ؟. إنَّه أمر غريب، ومربك للغاية رؤية هذا التحوُّل السريع".
ليس من الواضح ما الذي دفع " تسلا" إلى اتخاذ قرار بوقف استخدام "بتكوين" في تسوية المدفوعات. ولم يرد ماسك وزاكاري كيركورن، المدير المالي لشركة "تسلا"، فوراً على استفسار عبر البريد الإلكتروني للتعليق. أضاف كيركون في مارس لقب "مسؤول العملة"، وفقاً لإحدى الوثائق التنظيمية. ارتفعت أرباح "تسلا" في الربع الأول 2021 بفضل بيع 10% من حيازاتها لعملة
"بتكوين"، فيما قال ماسك الشهر الماضي، إنَّ عملية البيع كانت تهدف إلى إظهار سيولة العملة الرقمية، مضيفاً أنَّه احتفظ باستثماراته الشخصية في تلك العملة.
قال كيركون في مؤتمر افتراضي لإعلان نتائج أعمال "تسلا"، إنَّ الشركة تؤمن بقيمة "بتكوين" على المدى الطويل.