تراجعت الأسهم الآسيوية في تداولات، اليوم الجمعة، بعد انخفاض في وول ستريت، حيث ساد الحذر قبيل صدور بيانات الوظائف الأميركية التي قد تلعب دوراً في تشكيل السياسة النقدية المستقبلية لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
انخفض المؤشر الرئيسي للأسواق الإقليمية بنسبة 0.2% مع تراجع الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، بينما سجلت الأسهم في هونغ كونغ والصين مكاسب متواضعة.
جاءت هذه التحركات بعد انخفاض بنسبة 0.2% في مؤشر "إس أند بي 500"، وتراجع بنسبة 0.3% في مؤشر "ناسداك 100" يوم الخميس، وهو أول تراجع لهما في خمسة جلسات.
لا تزال كوريا الجنوبية في دائرة الضوء، حيث انخفض الوون بعد تقرير إعلامي محلي أفاد بأن الحزب الديمقراطي المعارض طلب من جميع نوابه أن يكونوا في حالة تأهب، وسط تكهنات بمحاولة أخرى لإعلان الأحكام العرفية. كما فقد مؤشر الأسهم الرئيسي في البلاد 0.3%.
في أماكن أخرى، كانت سندات الخزانة الأميركية مستقرة في آسيا بعد تحركات متواضعة يوم الخميس استفادت منها السندات طويلة الأجل بشكل رئيسي، حيث انخفضت عوائد السندات لأجل 10 سنوات وأجل 30 عاما قليلاً. وأظهرت تداولات المبادلات أن الاحتمالات الضمنية لتخفيض بمقدار ربع نقطة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر تبلغ حوالي 70%.
ترقب تقرير الوظائف الأميركية
أما الين الياباني، فقد ظل دون تغيير مع تقلبه مقابل الدولار، في حين سجلت الأجور الأساسية للعمالة المنتظمة في اليابان زيادة قياسية. وتتجه الأنظار نحو بيانات الوظائف الأميركية غير الزراعية، التي ستصدر يوم الجمعة، بعد أن تسببت جولات من الاضطرابات السياسية في آسيا وأوروبا بموجة من التقلبات في أسواق العملات، لكن ذلك لم يؤثر على الأسهم. وارتفعت مطالبات البطالة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها خلال شهر يوم الخميس، بينما يُقدّر الاقتصاديون أن عدد الوظائف ارتفع بمقدار 220 ألف في نوفمبر، بعد أن تسببت إعصاران، وإضراب في خفض الأرقام لشهر أكتوبر.
قال ماساهيرو إيتشيكاوا، كبير الاستراتيجيين في سوق الأسهم لدى شركة "سوميتومو ميتسوي" لإدارة الأصول "كانت أسهم شركات تصنيع الرقائق ضعيفة في السوق الأميركية، كما أن أسهم الشركات المرتبطة بمعدات تصنيع أشباه الموصلات في اليابان معرضة أيضا للبيع". ومع ذلك، أضاف: "من الصعب رؤية أي تحركات كبيرة اليوم قبل صدور بيانات التوظيف الأميركية".
في أوروبا، تراجع مقياس مخاطر السندات الفرنسية وسط آمال بأن يتوصل المشرعون إلى اتفاق بشأن ميزانية العام المقبل أسرع مما كان يتوقعه العديد من المستثمرين. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيكمل فترة رئاسته بينما يسعى لإخماد الاضطرابات السياسية بسرعة.
تدابير كوريا الجنوبية
وفي مكان آخر، تخطط كوريا الجنوبية لاتخاذ تدابير لتعزيز السيولة بالوون بعد ساعات العمل، بعد أن أدت الأزمة السياسية التي اندلعت هذا الأسبوع إلى زيادة التقلبات في العملة.
أما في سوق السلع، انخفض النفط بشكل طفيف بعد أن أخفق قرار "أوبك+" بتأجيل إحياء الإنتاج المتوقف لمدة ثلاثة أشهر أخرى في رفع المعنويات. في غضون ذلك، قالت شركة "شيفرون" إنها تخطط لإبطاء نمو الإنتاج في أكبر حقل نفط أميركي العام المقبل. واستمر تراجع الذهب.
تراجعت عملة بتكوين عن المستوى القياسي المرتفع مع سعي بعض المتداولين بالفعل للتحوط ضد ـي تراجع أعمق بعد أن ارتفعت العملة المشفرة الأصلية إلى أكثر من 100 ألف دولار للمرة الأولى. واحتفظت الأصول المشفرة بخسائرها بعد الأخبار التي تفيد بأن دونالد ترمب عين ديفيد ساكس كقيصر في البيت الأبيض لشؤون العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي.
وفي آسيا، تتضمن البيانات المقرر صدورها قرار سعر الفائدة في الهند والاحتياطيات الأجنبية لماليزيا. وقد يتم أيضاً إصدار بيانات احتياطيات شهر نوفمبر للصين في أقرب وقت اليوم.
تعتبر الأسواق أن ظهور نتائج قوية من تقرير الوظائف الأميركي غير الزراعية ستكون موضع ترحيب، حيث تدعم فكرة الاستقرار الاقتصادي بدلاً من تدهور سوق العمل، وفقا لأوسكار مونيوز وجينادي جولدبرغ من "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities).
وقالا: "نتوقع أن تؤدي القراءة الأقوى في البداية إلى رد فعل كبير في اتجاه سلبي، ولكن نرى احتمالية أن يتم تقليص هذا التفاعل بعد تقييم السوق للتفاصيل". وأضافا: "سنظل نشتري السندات طويلة الأجل خلال التصحيحات، مع البحث عن العوائد المرتفعة كنقطة دخول لإعادة فتح صفقات شراء".
أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسيرش" (22V Research) أن 45% من المستثمرين يعتقدون أن بيانات الوظائف الأميركية، يوم الجمعة، ستكون "متباينة". وقال 32% إنها ستمثل"مخاطرة سلبية"، و23% قالوا "مخاطرة إيجابية".
توقعات خفض الفائدة الأميركية
تشير المؤشرات الرئيسية إلى أن التقرير قد يأتي ضمن التوقعات، مع نمو الوظائف المتوقع أن يتراوح بين 180 ألف إلى 240 ألف وظيفة، رغم وجود عدم يقين كبير بسبب الأوضاع العالمية الحالية، وفقا لماثيو ويلر من "سيتي إندكس"، و"فوركس دوت كوم".
أشار ويلر إلى أنه "مع تسعير خفض أسعار الفائدة بشكل كبير في الوقت الحالي، فإن المخاطر قد تميل قليلاً نحو ارتفاع الدولار إذا كانت بيانات الوظائف تعزز فرص التوقف عن خفض الفائدة في ديسمبر". ومع ذلك، أضاف أن "أي تحركات في السوق قد تكون محدودة حيث أن قرار سياسة الفيدرالي يتعلق بمتى وليس إذا كان سيتوقف عن خفض الفائدة في المستقبل القريب".