ارتفع الدولار بعد أن حذر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب دول "بريكس" من إنشاء عملة تنافس الدولار. في المقابل، تراجعت السندات الأميركية.
وارتفعت العملة الأميركية مقابل جميع نظيراتها الرئيسية بعد تصريح ترمب الذي أكد فيه أنه سيشترط التزامات تمنع دول "بريكس" من إطلاق عملة جديدة، وكرر تهديداته بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100%. وشهدت معظم الأسهم الآسيوية ارتفاعاً عقب المكاسب التي حققتها الأسواق الأميركية يوم الجمعة.
وقالت سونال فارما، كبيرة الاقتصاديين للهند وآسيا باستثناء اليابان لدى شركة نومورا هولدينغز: "يستخدم ترمب الرسوم الجمركية كأداة للمساومة لتحقيق أهداف سياسته الاقتصادية المختلفة. فكرة العملة الخاصة بـ'بريكس' لا تزال في مراحلها الأولى، وأعضاء التكتل لديهم أولويات متنوعة في هذه المرحلة. إذا طُبقت الرسوم، ستؤدي أيضاً إلى زيادة التضخم المستورد، ما سيكون سلبياً على المستهلكين الأميركيين".
وانخفض اليورو وعقود السندات الفرنسية الآجلة بعد أن أشارت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى استعدادها لإسقاط الحكومة الفرنسية هذا الأسبوع.
التوقعات بزيادة التضخم الأميركي وفرض رسوم تجارية عند عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض عززت قوة الدولار على حساب أصول أخرى خلال الأسابيع الماضية، ما قلل احتمالية تخفيض بعض البنوك المركزية لأسعار الفائدة بالقدر المتوقع سابقاً.
وكتب ترمب في منشور على شبكته "تروث سوشيال" السبت: "فكرة أن دول 'بريكس' تحاول الابتعاد عن الدولار بينما نقف مكتوفي الأيدي انتهت!".
وقال بن لوك، استراتيجي الأسواق العالمية في "ستيت ستريت": "الخطر الخارجي الرئيسي يتمثل في أن رئاسة ترمب تُضيف مستوى كبيراً من عدم اليقين، خاصة فيما يتعلق بتحركات العائدات الأميركية التي تُعد محركاً رئيسياً لأسواق الدول الناشئة. ولم يتم تسعير الكثير من هذه المخاطر حتى الآن في الأسواق الناشئة".
تراجعت السندات في التعاملات الآسيوية مع استيعاب الأسواق لتعليقات متشددة من بنك اليابان، وترقب بيانات أميركية قد تحدد مسار سياسة الفائدة المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي.
وأشار رئيس بنك اليابان المركزي إلى أن رفع أسعار الفائدة "يقترب"، مع تطور التضخم والاتجاهات الاقتصادية بما يتماشى مع توقعات البنك. قفز الين بأكثر من 3% الأسبوع الماضي وسط توقعات بزيادة الفائدة في ديسمبر بعد بيانات أظهرت تسارع التضخم في طوكيو.
وفي الصين، انخفض العائد على السندات ذات العشر سنوات إلى أدنى مستوى تاريخي بلغ 2% يوم الإثنين، مع زيادة الرهانات على أن البنك المركزي سيخفف السياسة النقدية أكثر لدعم الاقتصاد الضعيف.
وتراجع اليورو بنسبة 0.5% بعد أن صرح وزير المالية الفرنسي أنطوان آرماند يوم الأحد بأن بلاده لن تقبل مهلاً مصطنعة للميزانية من مارين لوبان. وكانت زعيمة اليمين المتطرف قد طالبت رئيس الوزراء بإجراء تعديلات على ميزانية 2025 بحلول يوم الإثنين، الموعد الذي يُتوقع أن يبدأ فيه المشرعون المعارضون إجراءات حجب الثقة.
ارتفعت أسعار النفط بالتوازي مع الأسهم الآسيوية بفضل مؤشرات على تعافٍ بطيء للاقتصاد الصيني، في حين تراجع الذهب مع قوة الدولار.