يقوّض المستثمرون قدرة صناعة الذهب على النمو من خلال المطالبة بحصة أكبر من الأرباح الناتجة عن ارتفاع أسعار السبائك، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي لثاني أكبر منتج في العالم.في مقابلة يوم الأربعاء، قال مارك بريستو، الرئيس التنفيذي لشركة "باريك غولد"، إن "مديري الصناديق يضربون على الطاولة، ويريدون المال، وهم ليسوا مهتمين بتعزيز أسس هذه الصناعة.. ولكنهم يصابون بحالة هستيرية عندما يطالب البلد بالعوائد".
البحث عن العوائد السريعة
تتخذ "باريك غولد" مدينة تورونتو الكندية مقراً لها. وبينما تعيد الشركة جزءاً كبيراً من الأرباح وعائدات سحب الاستثمارات إلى المساهمين، حث بريستو مديري صناديق الاستثمار على اتباع نهج طويل الأجل، لتوليد عوائد لعملائهم. وقال، إنه يتعين على منقبي المعادن أن يتنقلوا بين مناطق الاختصاص والجيولوجيا الصعبة، فضلاً عن كسب ثقة السياسيين والسكان، فيما تتزايد المعايير البيئية.
ليست هذه المرة الأولى التي يقاوم فيها مجتمع الاستثمار النمو في أوقات ارتفاع الأسعار والأرباح. وبالنسبة لـ"بريستو"، فقد احتاج مديرو الصناديق بعض الإقناع بشأن شراكة "باريك غولد" في 2018 مع "راندغولد ريسورسز"، التي نتج عنها إطلاق سلسلة من الصفقات في هذه الصناعة.
تابع الرئيس التنفيذي كلامه عبر الهاتف من جنوب أفريقيا: "توقفت موجة الاندماج هذه منذ ذلك الحين، وكل ما حصلنا عليه من السوق هو"العوائد، العوائد، العوائد".
واستطرد أن الدول المضيفة تسمع هذه الدعوات، وبعضها يبحث الآن عن حصة أكبر من مكاسب التعدين المفاجئة، مع ارتفاع أسعار المعادن الصناعية، مثل النحاس، إلى أعلى مستوياتها في عقد من الزمان.
سلوك غير عقلاني
يستفيد النحاس من الانتعاش الاقتصادي العالمي، والمخاوف من أن العرض سيكافح لمواكبة نمو الطلب المدفوع بالتحول إلى الطاقة النظيفة.
من ناحية أخرى، عاد الذهب إلى نحو 1800 دولار للأونصة وسط علامات على ضغوط تضخمية، وضعف في الدولار الأمريكي.
يرى بريستو، أن الذهب مدعوم بسلوك "غير عقلاني" رداً على الاقتصاد العالمي المُجهد بالوباء، والذي هدد قيمة النقود الورقية. كما أن الوباء أدى أيضاً إلى تفاقم عدم المساواة الاقتصادية حيث يفقد الأشخاص الأكثر ضعفاً دخلهم ويزداد أمان الأثرياء.
يلعب التعدين دوراً في التخفيف من حدة الفقر وإعادة بناء الاقتصادات والبنية التحتية، لكن يجب أن يكون مقبولاً للأجيال القادمة، بحسب بريستو. وحذر "بريستو" قائلاً: "إنني أحذر الناس من أن يصبحوا مهووسين بتجريد هذه الصناعة من نقودها، وبعدم السماح لها بوضع ميزانية عمومية معززة واستثمارات في المستقبل، سواء كان الأمر يتعلق بالاستكشاف أو عقد الصفقات".
وأضاف: "يجب أن تخلق قيمة ولا يمكنك إنشاء قيمة كمدير تنفيذي للتعدين، إذا لم يكن لديك دعم من مديري الصناديق".
