النساء يحصلن على "الفتات" من تريليونات شركات الملكية الخاصة

لا مجال للعواطف في قطاع الأعمال. - المصدر: بلومبرغ
لا مجال للعواطف في قطاع الأعمال. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

حققت قيمة الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري، أكثر من مليار دولار من الأصول، لكن لم تحصل الشركات التي تديرها النساء سوى على فُتاتها؛ لأن قيمة الاحتياطات النقدية في القطاعين وصلت إلى مستويات قياسية بلغت حوالي 3 تريليونات دولار من الأصول العالمية الخاضعة للإدارة، في وقت لا تحصل فيه الشركات الاستثمارية التي تديرها سيدات الأعمال سوى على 7 بالمئة فقط في الأسواق الناشئة، وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة التمويل الدولية حول التوازن بين الجنسين.

أموال هنا وهناك

نمو قيمة الاحتياطات النقدية من الأسهم الخاصة ووصولها إلى مستويات قياسية العام الماضي

يسل
يسل

من المحزن أيضًا عدم حصول الشركات التي تديرها سيدات الأعمال في المتوسط، سوى على 65 بالمئة من التمويل الذي حصلت عليه الشركات التي يديرها الرجال، الأمر الذي يُعزى إلى حصول النساء على الدعم أكثر لبدء أعمالهن في مرحلتيّ مسرّعات وحاضنات الأعمال، اللتين يكون فيهما حجم التمويل صغيرًا بالمقارنة مع المراحل اللاحقة.

وركزت العديد من العناوين والإحصائيات على انخفاض نسبة السيدات على رأس الشركات التي تضمها قائمة "فورتشين 500" (Fortune 500) كما في "وول ستريت" (Wall Street) ومجالس الإدارة، إلا أن تقرير مؤسسة التمويل الدولية يسلط الضوء على مشكلة أكبر تتمثل بالانحياز اللاواعي للمستثمرين الرجال.

وعمدت سيدات الأعمال اللواتي يملكن شركات ناشئة إلى إخفاء حملهن في المراحل المبكرة، أو خلع خاتم الزواج عند ذهابهن إلى اجتماعات جمع الأموال، نظرًا لتردد المستثمرين لدى ملاحظة حملهن ظنًا منهم أنّه بات لهن أولويات قد تتعارض مع العمل. أما أثناء التدقيق في المعطيات، فعادة ما تسأل سيدات الأعمال عن إدارة المخاطر واحتمال وقوع الخسائر بينما يسأل أقرانهن من الذكور عن تطلعاتهم ومخططات النمو والتوسع.

بطاقة أداء غير متوازنة

القيمة السنوية للشركات التي تراعي التوازن بين الجنسين أعلى من الشركات التي لا تراعي ذلك.

س[
س[

طُرحت هذه الأسئلة على الرغم من إثبات الفرق والشركات التي توازن بين الجنسين قدرتها على تحقيق نتائج جيدة وفقًا لـ "هيذر كيبنيس" (Heather Kipnis) ، إحدى مؤلفات التقرير. فقد أظهرت الشركات ذات القيادات المتوازنة، زيادة بنسبة 25 بالمئة في قيمتها مقارنة بالشركات ذات الفِرق غير المتوازنة، كما تفوقت هذه الشركات على نظيراتها مع ارتفاع قيمتها بنسبة 5.5 نقطة مئوية في السنة.

لاحظت "كيبنيس" أنه عادة ما يتبع ضعف التمويل، انخفاضًا كبيرًا في أدوار النساء القيادية في الشركات، ذلك أن ما يقارب ثلث الشركات التي يكون فيها الرئيس التنفيذي سيدة يعمد إلى توظيف رجل مكانها، بينما يقوم 2 بالمئة فقط من الشركات التي يكون فيها الرئيس التنفيذي رجلًا بتوظيف سيدة مكانه.

تحوّل مضلل

عادة ما تستبدل الرئيسات التنفيذيات في الشركات الاستثمارية بعد جولات التمويل الأولية

ششءء
ششءء

تكم المشكلة الأخرى في أنّ المستثمرين الذكور غالبًا ما يستخّفون بالشركات التي تديرها النساء وتلبي الاهتمامات النسوية ظنًّا منهم أنهن قد يكن غير قادرات على تمييز الخصائص الذي تميز هذه القطاعات، الأمر الذي قد يؤثر على جولات التمويل اللاحقة. وتُعتبر "ستيتش فيكس" (Stitch Fix Inc.) - وهي خدمة عبر الإنترنت تعمل على تنسيق الملابس وإيصالها إلى منزل المستهلك - مثالًا على ذلك.

وتمكنت مؤسسة "ستيتش فيكس" من إنشاء الشركة بجهودها وتحقيق عوائد بقيمة تجاوزت مليار دولار مع أرباح فعلية في حالة لم يألفها وادي السيليكون (Silicon Valley)، إلا أن هذه العزيمة والثقة غير شائعتين بين سيدات الأعمال للأسف. وفي الوقت نفسه، يحظى الذكور بنصيب الأسد من الأسهم الخاصة في حين لا تمثل الإناث سوى 11 بالمئة، أي أقل من الشركات الأخرى بما يقارب 17 نقطة مئوية.

وتختلف وجهات النظر بين الرجال والنساء حول سبب ذلك، إذ يرى معظم الرجال أنّ السبب يعود إلى مجموعة من العوامل، مثل الاهتمام النسائي بهذا المجال وقلة الكفاءات فيه، بينما تعتقد معظم السيدات أنّ السبب يتعلق ببعض المشاكل الداخلية في الشركات تشمل الانحياز في الإبقاء على الموظفين وتوظيفهم وتعيينهم، وتشير البحوث إلى أنّ المشاكل على مستوى الشركات هي السبب في تفاقم الاختلافات بين الجنسين، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى حلقة مفرغة تعزز هذه المشاكل.

سسس
سسس

ما الحل إذًا؟..

يتمثل الحل في تحميل مسؤولية هذه المشكلة لكبار المسؤولين في الشركات، وتدريب المدراء على التعامل مع الانحياز اللاشعوري – فأنت "لا تدري ما لا تعرفه" كما تقول "كيبنيس". ومن المهم أيضًا جمع البيانات لمعرفة الوضع القائم، والتأكد من فاعلية السياسات ودورها في تشجيع الإبقاء على الموظفات قبل إجازة الأمومة وبعدها، كما ينبغي بذل المزيد من الجهود لإشراك السيدات في شبكات المدراء التنفيذيين الذكور الراسخة التي يصعب عليهن دخولها.

يقول العديد من الشركاء المساهمين في شركات الأسهم الخاصة أنّهم وضعوا هذه الحلول من ضمن أولوياتهم، إلا أن 3 بالمئة منهم فقط وضعوا استراتيجيات لإصلاح الوضع، الأمر الذي ينعكس بدوره على الشركات الاستثمارية. ويمكن اتخاذ خطوات صغيرة لتحقيق الكثير، مثل تخصيص بضعة ملايين من الدولارات لحل المشكلة – وتعزيز القيمة بذلك.

1-جمعت الدراسة بيانات من أكثر من 700 صندوق تمويل و500 شركة استثمارية في الأسواق الناشئة، إلى جانب إجراء دراسات استقصائية ومقابلات مع 500 من المستثمرين والخبراء في المؤسسات.

2-وفقًا للتقرير، يعتبر مستوى القيادة النسائية "متوازنًا" إذا بلغ بين 30 إلى 70 بالمئة وأكثر، "وغير متوازن" فيما عدا ذلك.

3-يشير البحث إلى أنّ السيدات ذوات الأداء المتميز غالبًا ما شعرن بخروجهن عن مسارهن بعد عودتهن إلى مكان العمل، الأمر الذي يعزى جزئيًا إلى الانحياز اللاواعي.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

فى هذا المقال