وجهت عمليات البيع التي مزقت أسهم التكنولوجيا ذات التقييم العالي ضربة قوية لـلصندوق المتداول الرائد التابع لكاثي وود.
وفي تعاملات أمس الأربعاء شهد صندوق الابتكار المتداول في البورصة "إيه آر كيه إنوفيشن" التابع لصندوق"إيه آر كيه" (ARK) انخفاضاً لليوم السابع على التوالي.
يعدّ التراجع أطول انخفاض منذ ما يقرب من عامين ونصف. ويأتي بعد الارتفاع بنسبة 150% تقريباً في عام 2020 بفضل سلسلة من الرهانات ذات النظرة المستقبلية على شركة "تسلا" ومصنعي التكنولوجيا المساندة لبقاء الأفراد في المنازل، لكن الاحصائيات السلبية قد بدأت السلبية التزايد.
انخفض صندوق "إيه آر كيه كيه" في وقت مبكر من التداول يوم الخميس، بينما انخفض هذا العام بأكثر من 10%، ويعمل المستثمرون على حماية أنفسهم ضد المزيد من الخسائر، إذ بلغ حجم التداول 190 ألف يوم الثلاثاء، وهو أكبر عدد خلال ستة أسابيع، ورابع أكبر عدد على الإطلاق.
وتظهر أحدث البيانات، التدفقات الخارجة لليوم السادس على التوالي، وهي أطول عملية متتالية منذ إطلاق الصندوق في عام 2014.
تلاشي الحماس
يأتي هذا التراجع من جانب بعض أكبر حيازات الصندوق من شركات التكنولوجيا عالية القيمة. وكان المستثمرون قد تحولوا لأمثال "زووم"، وشركة "روكو"، و"تيلادوك هيلث"، التي تنتمي جميعها للشركات العشرة الأوائل في "إيه آر كيه كيه".
وفي وقت سابق كان يتم السعي من خلال تلك الشركات لتحقيق نمو قوي في الأرباح في المستقبل، أما الآن فشبح التضخم يجعل من الصعب تبرير التقييمات الممتدة بعد أن فشلت الأرباح القوية من عمالقة التكنولوجيا في إنعاش اهتمام المستثمرين.
وفي هذا السياق، قال مايك بيلي، مدير الأبحاث في "إف بي بي كابيتال بارتنرز" : "تلقى المستثمرون تذكيراً عميقاً خلال الأسبوع الماضي بأن عمالقة التكنولوجيا لم يكتفوا بزيادة الأرباح فحسب، ولكن أيضاً زادوا التقييمات المقبولة، كما أن الجاذبية النسبية لأسهم التكنولوجيا الخمسة الكبرى، قد تكون مساهمة في النمو المفرط الذي تشهده الأسهم، مثل تلك الموجودة في "إيه آر كيه كيه"، التي تبدو أسعارها مرتفعة، على الرغم من أننا نلاحظ تلاشي الحماس تجاهها".
مذبحة التكنولوجيا
وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، فإن إجمالي التدفقات الخارجة من صندوق "إيه آر كيه كيه"، على مدار ستة أيام يبلغ حوالي 785 مليون دولار. وفي أبريل، شهد الصندوق الذي تبلغ قيمته 21 مليار دولار أول تدفق شهري صافٍ له منذ أكتوبر 2019. ولم ترد شركة "آرك إنفستمنت مانجمنت" على الفور على طلب الحصول على تعليقها.
من جانبه، قال مايك زيغمونت، رئيس الأبحاث والتداول في "هارفيست فولاتيلتي مانجمنت" (Harvest Volatility Management): "كان هذا الشيء جذاباً للغاية، وفيه زخم نشط". وأضاف: "ليس الأمر كما لو كان الجميع أصبح في منزل فقير فجأة، لكن لديك الكثير من المساهمين الذين لا يعتقدون أنه رائع مثلما كان الحال خلال الأجيال السابقة، وسيمثل هذا تحولاً في الشعور تجاهه".
استمرت عمليات المضاربة في السوق بالنزيف خلال يوم الأربعاء، مع تراجع الأسهم الجديدة وشركات التكنولوجيا غير المربحة. وأدت سلسلة البيع التي استمرت لسبعة أيام إلى دفع مؤسسة "رينيسانس" للاكتتابات العامة في صندوق المؤشرات المتداولة إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر.
وفي الوقت نفسه، عانت سلسلة من شركات التكنولوجيا غير المربحة من نفس الخسائر. وبعد تراجع 2.5% يوم الأربعاء، استمر هبوط الصندوق عن ذروته في فبراير إلى 31%.
مسار متناقض
تتناقض هذه المذبحة مع الازدهار في السوق الأوسع، حيث تقدم مؤشر "داو جونز" الصناعي" إلى مستوى قياسي يوم الأربعاء، بينما حل مؤشر "إس وبي 500" بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق.
و قال أندرو آدمز من شركة "ساوت استراتيجي" : "على الرغم من ذلك، فإن خوفي الحقيقي هو أن مناطق النمو المرتفعة التي تمثلها صناديق "آرك" والعديد من الصناديق المماثلة معرضة لخطر الانهيار، وربما خلق انخفاضات تشبه الشلال، لن يكون هذا مظهراً رائعاً إذا بدأت مناطق المضاربة هذه بالانهيار بشكل جماعي".