تظل شهية الربح نشطة وصحية في عالم العملات المشفرة، حيث أرسلت فورة الجنون "دوج كوين" في رحلة صعود بنسبة تصل إلى 50% مرة أخرى لتعطل تطبيق التداول الخاص بـ"روبن هود".
كما انطلقت أيضاً العملات الأخرى التي تسمى بـ"ألت كوين" أو العملات البديلة، حيث ارتفعت "داش" بنسبة تصل إلى 35% خلال 24 ساعة حتى منتصف نهار يوم الأربعاء في آسيا وقفزت "إيثريوم كلاسيك" بأكثر من 50%. في عالم "دي فاي"، ارتفعت الرموز المميزة مثل "فورس داو" و"تيريون" بأكثر من 1,000% يوم الثلاثاء، وفقاً لبيانات "كوين ماركت كاب دوت كوم". وفي الوقت نفسه، قالت "روبن هود" إنها تمكنت من حل مشكلات سابقة في تداول العملات المشفرة على منصتها.
مضاربات عنيفة
قال تشاد أوفيات، مدير إدارة الاستثمار في "هنتنغتون برايفت بنك": "لدينا أموال تبحث عن موطئ قدم، وهذه واحدة من مجالات السوق التي تحدث فيها مضاربات، وهناك ارتفاعات كبيرة في فترة زمنية قصيرة. هناك ستحصل على مثل هذه الإثارة". لقد تحدّت الارتفاعات في الأسعار التفسير السهل واستمرت في الاتجاه الذي شهد ارتفاع قيمة جميع الرموز الرقمية لتتجاوز 2.3 تريليون دولار. واستخدمت "دوغي"، التي تم إنشاؤها على سبيل المزاح في عام 2013، في حيل التسويق، وكان أحدثها ما قام به فريق بيسبول "أوكلاند إيه"، والذي عرض مقعدين لحضور المباريات هذا الأسبوع مقابل 100 "دوغي كوين". قالت بورصة "جيميني" للعملات المشفرة المدعومة من "تايلر" و"كاميرون وينكلفوس" إنها تدعم "دوغي" الآن، وستتيح تداولها قريباً.
واستحوذ الارتفاع المحموم لـ"دوج كوين" من حوالي 0.002 سنتاً قبل عام - عندما كانت تبلغ قيمتها حوالي 300 مليون دولار - على اهتمام الكثيرين في وول ستريت. حتى أنها لفتت انتباه الاحتياطي الفيدرالي – قال رئيس البنك المركزي الأسبوع الماضي إن "أسعار بعض الأصول مرتفعة" عندما سئل عما إذا كانت الأسعار شديدة الارتفاع لأشياء مثل "غايم ستوب" و"دوغي كوين" تخلق تهديدات للاستقرار المالي.
وفي دليل على زيادة شعبية "دوج كوين"، أصبح تطبيق "روبن هود" بين أفضل 10 تطبيقات تحميلاً في متجر تطبيقات "آبل". وفي الوقت نفسه، لا توفر "كوين بيس غلوبال"، أكبر بورصة عملات رقمية في الولايات المتحدة، إمكانية التداول بـ"دوغي"، وانخفضت أسهمها 4.6% يوم الثلاثاء مسجلة أدنى سعر إغلاق منذ ظهورها في السوق لأول مرة الشهر الماضي.
قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق لشركة "ميللر تاباك + كو": "من المدهش حقاً أن ما بدأ كمزحة أصبح شائعاً للغاية".
الاهتمام بالأصول الرقمية
كتب إدوارد مويا، كبير محللي السوق في "أواندا" أنه رغم انتعاش الاهتمام بالأصول الرقمية في الأشهر الأخيرة مع توجه المزيد من الشركات التقليدية إلى العملات المشفرة، بعد أن كانت مترددة لفترة طويلة في دخول هذا المجال، لكن العملات البديلة هي التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام في الأيام الأخيرة، ويبدو أن بتكوين احتلت المقعد الخلفي بعد الارتفاعات القياسية التي حققتها "إيثر" و"دوغي".
وقال في مذكرة: "كان من المفترض أن تظهر فقاعة "دوغي كوين" الآن، لكن الاهتمام المؤسسي يحاول الاستفادة من هذا الزخم ويمكن لذلك أن يدعم دفعة أخرى للأعلى. ترتفع عملة "دوج كوين" لأن العديد من متداولي العملات المشفرة لا يريدون تفويت أي ضجة ستنشأ عن استضافة إيلون ماسك في برنامج "ساترداي نايت لايف".
وفي مكان آخر، حطم التداول الجديد لصندوق إيثر للتحوط المتداول في البورصة "سي آي غاليكسي إيثيريوم إي إف تي" برمز (ETHX) في كندا حجمه القياسي يوم الثلاثاء، ليرتفع بأكثر من 20% في أول يومين من الأسبوع.
تراجعت عملة بتكوين، الثلاثاء، لليوم الثالث. لكنها ارتفعت بنسبة 0.2% إلى 54,865 دولاراً، عند الساعة 12:05 بعد الظهر في هونغ كونغ يوم الأربعاء.
وفي الوقت نفسه، حذر الكثيرون – ومن بينهم مستثمر العملات الرقمية الشهير مايك نوفوغراتز - من أن الارتفاعات قد تكون غير مستدامة. وقال نوفوغراتز، كبير المديرين التنفيذيين لشركة "غالاكسي ديجتال هولدينغز"، مؤخراً إنه سيشعر "بقلق كبير" في حال استثمر أحد أصدقائه في "دوغي".
قال مايك بيلي، مدير الأبحاث في "إف بي بي كابيتال بارتنرز": "يبدو أن المستثمرين ينتقلون من نقطة محمومة إلى أخرى، مثل لعبة الكرة والدبابيس. لدي إحساس أن موجة المضاربة هذه ستعاني من مصير أسهم "جي إم إي" و"روبن هود" الأخرى التي حظيت بصعود مفاجئ. ربما أصبحت العملات المشفرة فئة أصول جديدة، مثل المعادن الثمينة، ولكن مثل هذه الزيادات المفاجئة تبدو غير مستدامة".