قضى الكثير منا الجزء الأكبر من عام 2020 محاصراً في منازله؛ غير قادرين على السفر، أو حضور فعالية مباشرة، أو مشاهدة فيلم على شاشة كبيرة، أو الاجتماع مع الأصدقاء والعائلة خارج حاضناتنا المباشرة.
ولكن بناءً على إفصاحات الشركات، يبدو أنَّ هذه القيود لم تنطبق على مجموعة فرعية صغيرة من الأشخاص - المديرين التنفيذيين في الشركات المتداولة بين العموم على وجه التحديد.
متى كانت آخر مرة حضرت فيها حدثاً رياضياً كبيراً؟ بالنسبة لي، كانت لعبة "دودجرز" مع "ميتس" في "سيتي فيلد" في سبتمبر 2019.
ومع ذلك، حصل التنفيذيون في "لايف نيشن إنترتينمنت" على تذاكر لبعض الأحداث الموسيقية والرياضية بقيمة تساوي أكثر من 100 ألف دولار في عام 2020، وفقاً لبيان وكيل الشركة، أي حوالي نصف ما حصلوا عليه في عام 2019، لكنَّه ما يزال مثيراً للإعجاب، نظراً لأنَّ الشركة ذكرت في مايو 2020 أنَّ 80% من العروض قد تمَّ إلغاؤها. ولم تستجب "لايف نيشن" لطلب التعليق.
ماذا عن السفر؟
قمت مؤخراً برحلة عبر البلاد لأول مرة منذ فبراير 2020. لكنَّ شركة "كوغنيزانت تكنولوجي سولوشنز" التي يقع مقرّها في نيوجيرسي كشفت أنَّها أنفقت 217 ألف دولار في عام 2020 لتوفر لبريان همفريز كبير المديرين التنفيذيين الذي يقيم في لندن، شقة في نيويورك المدينة "نتيجة سفره المتكرر إلى مكتبنا في نيويورك". وهو أكثر من ضعف ما أنفقته الشركة على شقة السيد همفريز في عام 2019، برغم الانخفاض الحاد في إيجارات مدينة نيويورك في عام 2020.
وقد باشر همفريز عمله ككبير المديرين التنفيذيين في مارس 2019. وقال متحدِّث باسم "كوغنيزانت"، إنَّه تمَّ تجديد عقد الإيجار في عام 2020 "قبل أن يعرف العالم شدة الوباء".
استغنت بعض الشركات عن الشقق التي تستأجرها، وهي ميزة شائعة بين شركات فئة "سي سويت" (C-suite).
وكشفت شركة التكنولوجيا الحيوية "سياجين"، أنَّها أنفقت 165 ألف دولار في إيجار شقة، وسفر كبير المسؤولين الطبيين الدكتور روجر دانسي في عام 2020، إلا أنَّها أوقفت دفع إيجار شقته؛ لأنَّ "السفر إلى مقر الشركة كان محدوداً" بسبب كوفيد 19.
وقالت متحدِّثة باسم "سياجين"، إنَّ الشركة ليست لديها خطط لإعادة هذه الميزة.
وبعد دفع 77 ألف دولار في عام 2020 لاستئجار شقة في سياتل لكبير المديرين التنفيذيين سكوت ماكفارلين، دفعت الشركة التي توفُّر برمجيات الضرائب "أفالارا" 24 ألف دولار أخرى لإنهاء عقد الإيجار في أكتوبر. ولم تقدِّم "أفالارا" أي تعليق.
الإنفاق على الأمن
كانت تكاليف الأمن كبيرة أيضاً. وكشفت شركة "وورك داي" للبرمجيات التي يقع مقرّها في وادي السيليكون عن إنفاق 2.6 مليون دولار في عام 2020 للحفاظ على أمن أنيل بوشري، كبير المديرين التنفيذيين؛ بزيادة أكثر من أربعة أضعاف عن عام 2019.
وعزت الشركة التكلفة الإضافية إلى كوفيد 19، مما تطلَّب من "بوشري" تقسيم وقته بين مسكنين، وإلى تهديد غير محدد لأفراد الأسرة كان يشتت انتباه هذا المدير التنفيذي، ولم تقدِّم "وورك داي" أي تعليق آخر.
لكنَّ الفورة الأكبر لصناعة الأمن تمثَّلت في مديري "فيسبوك": مارك زوكربيرغ وشيريل ساندبرغ، اللذين كلفت سلامتهما الشركة 24 مليون دولار ، و 7.6 مليون دولار على التوالي في عام 2020.
وقالت الشركة، إنَّ النفقات ارتفعت في عام 2020 بسبب "التكاليف المتعلِّقة بالبروتوكولات الأمنية أثناء جائحة كوفيد 19، وزيادة التغطية الأمنية خلال انتخابات الولايات المتحدة لعام 2020، والزيادة السوقية في تكلفة أفراد الأمن".
وأضاف متحدِّث باسم فيسبوك أنَّ "زوكربيرغ هو أحد المديرين التنفيذيين الأكثر شهرة في العالم نتيجة لحجم قاعدة مستخدمينا، وتعرُّضنا المستمر لاهتمام وسائل الإعلام، والمشرِّعين، والهيئات الناظمة العالمية".
امتيازات على حساب المساهمين
كل هذه الإفصاحات مرئية نظرياً للمساهمين الذين يدفعون مقابل الامتيازات، ولكن يجب أن يكون المرء على استعداد للتأمل في بيانات الوكيل. وعادةً تقدِّم الشركات هذه المعلومات على أنَّها "جميع التعويضات الأخرى" في مخططات التعويض الموجزة –وهي عبارة عن نموذج إفصاح تفرضه لجنة الأوراق المالية والبورصات - ثم تضيف التفاصيل ذات الصلة في الهوامش، وغالباً في حروف متناهية الصغر. أنا أسميها الإفصاح عمَّا لا يُفصح عنه: إنَّه هناك، لكنَّ الأشخاص الذين يصممون على معرفة ذلك فقط؛ هم من يمكنهم الوصول إليه.
كتب قاضي المحكمة العليا لويس برانديز مقولته الشهيرة، حول أنَّ "ضوء الشمس هو أفضل المطهرات، على حدِّ معرفتي ما يزال من المفروض أن يكون له تأثير تطهير كبير على الامتيازات التي تمنحها الشركات".