تعافت الأصول في الأسواق الناشئة بعد عملية بيع تلت الانتخابات، لتتبع الاتجاه الصعودي لباقي الأسواق يوم الخميس، بعد أن قرر الاحتياطي الفيدرالي تخفيض معدل الفائدة بنسبة ربع نقطة مئوية، وهو ما كان متوقعاً على نطاق واسع.
ارتفع مؤشر "إم إس سي آي" لعملات الأسواق الناشئة بنسبة 0.2% بنهاية يوم أمس، مدعوماً بزيادة كبيرة في قيمة البيزو الكولومبي والفورنت المجري. كما سجل مؤشر يقيس أسواق الأسهم في الدول النامية مزيداً من الارتفاع بعد قرار الفائدة، ليغلق بزيادة قدرها 0.8%.
كانت هذه التحركات جزءاً من صعود واسع عبر الأصول في اليوم التالي لانتصار دونالد ترمب في الانتخابات، حيث ارتفعت الأسهم والسندات والسلع الأميركية.
خفض البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة الفيدرالية إلى نطاق يتراوح بين 4.5% و4.75%. جاء هذا التعديل بعد تخفيض بمقدار نصف نقطة في سبتمبر. أزال صانعو السياسة النقدية عبارة تشير إلى أن لديهم "ثقة أكبر" في أن التضخم يتحرك نحو الهدف البالغ 2% بشكل مستدام، رغم أنهم أشاروا إلى أن التضخم قد "حقق تقدماً" نحو هدف البنك المركزي.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بعد القرار إن الاقتصاد الأميركي لا يزال قوياً.
تأثير متواضع على الأسواق
قال براد بيشيل، رئيس قسم العملات الأجنبية في شركة "جيفريز" (Jefferies LLC): "أعرب باول عن الكثير من الثقة في الاقتصاد وفي السياسة النقدية الحالية. وأشار إلى أنه من المبكر جداً إدخال أي سياسات جديدة من الإدارة الجديدة في نماذج التوقعات الخاصة بهم، لذلك لا يمكن استنتاج أي تأثير من الانتخابات. كان قرار الفائدة متوازناً للغاية، ومن غير المرجح أن يكون له تأثير كبير على الأسواق في المدى القريب".
حركة العملات اللاتينية
أما بالنسبة للعملة المكسيكية، التي تتأثر بالمخاطر الاقتصادية والسياسية الأميركية نظراً لصلاتها التجارية الوثيقة مع الولايات المتحدة، فقد حافظت على مكاسبها، إذ ارتفعت بنسبة 1.4% مقابل الدولار. وكانت العملات اللاتينية من بين أكبر الرابحين نظراً لجاذبيتها في صفقات العوائد، كما تلقت دعماً من ارتفاع أسعار السلع.
ارتفع البيزو الكولومبي بنسبة تصل إلى 2.3%. كما ارتفع الريال البرازيلي لفترة قصيرة قبل أن ينخفض بنسبة 0.2% مقابل الدولار.
وقال برندان مكينا، استراتيجي في "ويلز فارغو" (Wells Fargo & Co) في نيويورك: "العملات اللاتينية لا تزال مرتبطة بأقوى جاذبية من حيث العوائد. هذه العملات تعرضت لضعف قليل مؤخراً، لذا فإن نقاط الدخول وتركيبة العوائد تجعلها أكثر جاذبية قليلاً".
انتظار حزم التحفيز الصينية
سجلت أسواق الأسهم في الأسواق الناشئة انتعاشاً، حيث أغلقت اليوم مرتفعة بنسبة 0.8%. مدعومة بزيادة في الأسهم الآسيوية مثل "ميتوان"، و"تينسينت هولدينغز"، و"تايوان سميكوندكتور مانيوفاكتشورينع"، كما أن التفاؤل بأن الصين قد تطلق حزمة تحفيزية أكبر في ضوء إدارة ترمب الجديدة يعزز الأصول في الأسواق الناشئة.
في حين أن فوز ترمب أثار تهديدات بتطبيق رسوم جمركية على الصين والدول النامية الأخرى، إلا أن هناك آمالاً كبيرة بأن الصين ستعلن تدابير للتعويض عن تأثير الرسوم التجارية الأميركية المحتملة. من المتوقع أن تُعلن هذه التدابير في أقرب وقت، يوم الجمعة، عندما ينتهي اجتماع اللجنة التشريعية الصينية.
وقال استراتيجيون في "مورغان ستانلي"، بما فيهم روبين شينغ: "لتخفيف تأثير الرسوم الجمركية الأميركية المتزايدة على الاقتصاد، نعتقد أن بكين من المحتمل أن تقوم بتوسيع التحفيز المالي".
وفيما يتعلق بقرارات البنوك المركزية في الأسواق الناشئة، قام صناع السياسة في التشيك بتخفيض سعر الفائدة للمرة الثامنة على التوالي نظراً لتراجع النمو الاقتصادي الذي طغى على المخاوف المتعلقة بمخاطر التضخم. من المتوقع أن يقوم صناع السياسة في بيرو بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة إلى 5% في وقت لاحق من اليوم.