تستعد شركة "داسو للطيران" للإعلان عن أكبر طائراتها على الإطلاق من طراز "فالكون" الأسبوع المقبل، ضمن محاولتها المنافسة مع العروض الأكثر فخامة التي تنتجها شركتا "بومباردييه" و"غلف ستريم".
وبينما وضعت شركة "داسو" ستاراً مغلقاً على التفاصيل، فإن الصناعة مليئة بالتكهنات بأن الطائرة ستطابق أو تتفوق على الطائرات المنافسة من حيث الحجم والسرعة والمدى.
"فالكون المستقبل"
وكان الرئيس التنفيذي إيريك ترابير، الذي يلعب لعبة اللحاق بالركب بعد مشكلة في محرك بطائرة أخرى أدّت إلى تأخير المنتجات الجديدة، وصف الطائرة بأنها "فالكون المستقبل" خلال مؤتمرات الهاتف، لكن دون تقديم تفاصيل.
وتخطّط شركة صناعة الطائرات النفاثة التي تتخذ من باريس مقرّاً لها، والمملوكة جزئياً لشركة "إيرباص"، والتي تصنع طائرات عسكرية مثل "رافال" و"يوروفايتر تايفون"، للكشف رسمياً عن أحدث طائراتها في حدث سيُعقد على الغالب افتراضياً في 6 مايو.
وفي هذا السياق تَوقَّع رولاند فينسنت، مستشار الطائرات في "بلانو" التي تتخذ من تكساس مقراً لها، أن تبدأ عمليات تسليم الطائرات في عام 2025، مضيفاً: "ستكون أكبر طائرة من طراز (فالكون) على الإطلاق، ستتنافس على قمة الهرم".
صناعة الطائرات الفخمة
وتبشّر خطة "داسو" بمعركة أكبر في عالم صناعة الطائرات النفاثة الفخمة، التي كانت تنمو بسرعة قبل جائحة كورونا، إذ كان العملاء الأثرياء يسافرون أكثر وأكثر في رحلات العمل الدولية.
واستجاب المصنعون بنماذج أكبر وأسرع وأكثر راحة، وأغلى سعراً، كطائرة "بومباردييه غلوبال 7000"، التي يمكن تهيئتها بغرفة نوم وحمام، ويبلغ سعرها 75 مليون دولار قبل الخصومات المعتادة.
وأدّى الوباء، الذي حدّ من السفر الدولي، إلى خفض شهية العالم تجاه طائرات الجديدة، وتسبب في انخفاض شحنات الطائرات الخاصة 22% إلى 564 طائرة خلال العام الماضي.
ووفقاً لشركة"هانيويل إنترناشيونال" التي تزوّد المحركات وأجهزة التحكم في قمرة القيادة وأجزاء أخرى، ستحتاج الصناعة حتى عام 2025 إلى التعافي.
في الآونة الأخيرة، كان الطلب قوياً على الطائرات الصغيرة المستعمَلة، لكن الطائرات الكبيرة ستهيمن مرة أخرى على السوق، إذ أظهر استطلاع "هانيويل" لأكثر من ألف مشغل طائرات خاصة أنه خلال العقد المقبل ستشكّل مشتريات الطائرات الكبيرة 42% من عمليات التسليم و69% من القيمة السوقية.
السباق إلى القمة
لا تنتظر "داسو" انتعاشاً كاملاً، إذ تراهن على العملاء الأثرياء الذين سيشترون طائرة مكافئة لسيارة "بوغاتي" الرياضية الفخمة، ومن غير المرجح أن ينزعجوا من الانكماش قصير الأجل في دورة الأعمال العالمية.
وبغضّ النظر عن البذخ، يقول المصنعون إن طائرات الشركات هي أدوات توفر الوقت على المديرين التنفيذيين وغيرهم من المديرين.
وتُعتبر عمليات تقديم الطائرات الجديدة شريان الحياة للمبيعات لصانعي طائرات رجال الأعمال، لأن تحسينات التصميم تُغري العملاء ذوي الدخل المرتفع.
و"بومباردييه غلوبال 7500"، التي ظهرت لأول مرة في ديسمبر 2018، تحمل الآن التاج كأكبر طائرة أعمال مبنية لهذا الغرض، ولا يتفوق عليها سوى إصدارات الطائرات النفاثة للشركات من طائرات "إيرباص" و"بوينغ".
وحتى لا يُتفوَّق عليها، تبني شركة "غلف ستريم"، وهي أحد أقسام "جنرال دايناميكس كورب"، "جي 700"، ومن المقرر أن تبدأ عمليات تسليم تلك الطائرة في عام 2022، وستحلّ محل "جي 650"، التي تتنافس الآن مع طائرة "بومباردييه" بصفتها طائرة "غلف ستريم" الرائدة.
وصُمّمت طائرات رجال الأعمال خصوصاً لسفر الشركات، مع سرعة أكبر وتكاليف تشغيل أقلّ وضغط داخل المقصورة يكون أقرب إلى ما يشعر به الراكب عندما يكون على سطح الأرض.
وتأخرت شركة "داسو" عن "بومباردييه" و"غلف ستريم" بعد إلغاء طائرة "فالكون 5 إكس"، التي كان من المفترض أن تبدأ عمليات تسليمها في عام 2017.
حصل ذلك عندما تعثرت شركة "سافران" في تطوير تصميم محرك جديد، وانتقلت شركة "داسو" باتجاه شركة "برات آند ويتني"، وهي قسم من شركة "رايثون" التي تزود شركة "برات" بمحركات أكبر طائرتين من طراز "فالكون" من إنتاج شركة "داسو".
يُذكر أن "فالكون 5 إكس"، التي تفتخر بأطول كابينة في أي طائرة شركة بارتفاع 6 أقدام وست بوصات، أُعيدَ تقديمها على أنها "فالكون 6 إكس"، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في نهاية العام المقبل.
لكن التأخير في هذا البرنامج امتدّ إلى خطط أكبر طائرة "فالكون"، وتأخر الإعلان عن الطائرة الجديدة العام الماضي بسبب الوباء.
وقال فينسينت، وهو مستشار في تكساس، إن من المحتمل أن تحتوي طائرة "داسو" الجديدة على تصميم داخلي مماثل في الحجم لطائرة "6 إكس"، ويُتكهّن بأن"داسو"ستستخدم نفس منصة المقصورة.
ومن المحتمَل أن تكون الطائرة قادرة على استخدام الوقود الحيوي مع تقديم ميزات أخرى لتخفيف الانبعاثات.
دفع الاستثمار
من المحتمَل أن "فالكون" الجديدة ليست مجرد نسخة ممتدة من "6 إكس"، بالنظر إلى ميزانية البحث والتطوير للشركة لعام 2021 البالغة 600 مليون دولار. هذا هو ضعف المستوى في عامي 2016 و2017، أي قبل أن تبدأ الشركة في الاستثمار بكثافة في "6 إكس".
في هذا السياق قال يان ديروكليس، المحلل في"أودو"، إن معظم الإنفاق في هذا العام سيكون على الأرجح على الطائرة الجديدة، لأن عملية تطوير"6 إكس" سبق أن جرت.
وأضاف ديروكليس: "البحث والتطوير كانا ضخمين، بناءً على هذا تَولَّدَت لديّ قناعة بأنها ستكون على طائرة جديدة تماماً، ولن تُصنع عبر استخدام أو إطالة جسم الطائرة (6 إكس)".