لقد مرت أيام على القمة الافتراضية التي دعا إليها جو بايدن، واجتمع فيها معظم زعماء العالم الرئيسين تقريباً، بمن فيهم فلاديمير بوتين، للتركيز على أزمة المناخ العالمية.
ويبدو أنَّ البنوك والمؤسسات المالية بدأت بالانضمام للركب. فقد قامت كلٌّ من شركتي "جي بي مورغان أند كو"، و"بنك أوف أمريكا"، وهما من أكبر ممولي صناعة الوقود الأحفوري في العالم، بزيادة التزاماتهما تجاه مشاريع الطاقة النظيفة والمستدامة. كما أعلنت كلٌّ من شركتي "سيتي غروب"، و"مورغان ستانلي" عن خطط مماثلة.
الأموال تتدفق للصناديق الخضراء
وفي الوقت نفسه، تستمر كميات طائلة غير مسبوقة من الأموال في التدفق إلى الصناديق المصممة للمستثمرين المهتمين بالمناخ.
وكانت الأصول العالمية الخاضعة لإدارة الصناديق المشتركة والصناديق المتداولة في البورصة التي ركَّزت على تغير المناخ، قد تضاعفت ثلاث مرات تقريباً العام الماضي، لتصل إلى 177 مليار دولار، بناءً على ما أفاده محللو شركة "مورنينغ ستار".
وتمَّ طرح 76 صندوقاً جديداً يركِّز على المناخ في عام 2020 ليصل المجموع العالمي للعروض إلى نحو 400 عرض. وما تزال أوروبا متصدرة الركب، إذ تمثِّل حوالي ثلاثة أرباع السوق الكلية مع 282 عرضاً (اعتباراً من 31 ديسمبر)، مقارنة بـ 42 عرضاً فقط في الولايات المتحدة.
أين يترك وجود هذه الخيارات المتعددة المستثمر العادي؟
في إجابة على هذا التساؤل، نشرت شركة "مورنينغ ستار"، التي تتخذ من شيكاغو مقرَّاً لها، تقريراً من 31 صفحة. فقد قامت شركة الأبحاث بتقسيم هذا السوق إلى خمس مجموعات، وهي: منخفضة الكربون، وذات وعي مناخي، وحلول مناخية، وسندات خضراء، بالإضافة إلى الطاقة/التكنولوجيا النظيفة.
- تستثمر الصناديق منخفضة الكربون في الشركات التي تعدُّ بصمتها الكربونية غير مؤذية نسبياً. وتضمُّ الصناديق التي تقع ضمن هذه الفئة "دي إن بي غلوبال لافكاربون"، و"أموندي آي أس"، و "تي آي إيه إيه إيكويتي".
- تميل الصناديق ذات الوعي المناخي نحو الشركات الأكثر استعداداً للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون. وتشمل هذه الشركات "أفيفا انفستورز"، و"دي إن سي إيه"، وصندوق المؤشرات المتداولة "ليكسور إس أند بي يوروب".
- تركِّز الصناديق المعنية بالحلول المناخية على الشركات التي تساهم في التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون فقط. ومن الأمثلة على ذلك "كاندريام"، و"ويلينغتون كلايمت ستراتيجي".
- تستثمر صناديق السندات الخضراء في أدوات الدين التي تساعد في تمويل مشاريع الطاقة النظيفة. وقد حددت شركة "مورنينغ ستار" صكوك "إل أو"، و"دي بي إيه أم أل".
- تركِّز صناديق الطاقة/ التكنولوجيا النظيفة معظم أصولها في شركات الطاقة المتجددة، وشبكات توزيع "الشبكة الذكية"، وتقنيات التخزين، وإدارة الطاقة. وتشمل الصناديق مؤشر "فيرست ترست نازداك"، و"روبيكوسام سمارت إنرجي".
الاستدامة ومخاطر الكربون
وتقول إليزابيث ستيوارت، المحللة في "مورنينغ ستار"، إنَّ الصناديق الأخرى التي قد تكون منطقية بالنسبة للمستثمرين أصحاب التوجهات البيئية هي "هارتفورد"، و"بيمكو"، و"نيو ألتيرناتيفز" في الولايات المتحدة، و"إمباكت انفايرومانتل" في أوروبا. وتمتلك هذه الصناديق درجات أعلى من المتوسط في الاستدامة، ومخاطر الكربون، وتتلقى توصيات ايجابية من المحللين، وتحمل تصنيفات شركة "مورنينغ ستار" من فئة أربع أو خمس نجوم.
وارتفعت أسهم الفئة "A" لصندوق " نيو ألتيرناتيفز" بمعدل سنوي وصل إلى 20.3% خلال السنوات الخمس الماضية، كما ارتفعت أسهم الفئة "A" لصندوق "هارتفورد كلايمت أوبورتيونيتيز" بمعدل سنوي وصل إلى 16.9% في الفترة نفسها، مقارنة بتقدُّم مؤشر "ستاندرد آند بور 500" بنسبة 17.1% (التي تشمل الأرباح المعاد استثمارها). وقالت ستيوارت، إنَّ هذه الأموال "جيدة للمناخ ولتنمية الثروات أيضاً".
التمويل المستدام في سطور
• قال نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور في قمة "بلومبرغ" الخضراء، إنَّنا في المراحل الأولى من الثورة الخضراء.
• اتهمت شركة بيئية ناشطة شركة "إكسون موبيل" بتشويه أهدافها المتعلِّقة بالانبعاثات.
• يضغط المستثمرون على الشركات الأمريكية على نحو قياسي من أجل التنوع.
• سوف تمتلك صناديق أسهم الحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات المتداولة في الولايات المتحدة لمشاريع شركة "سيتي غروب" أكثر من 1 تريليون دولار من الأصول بحلول عام 2030.
• التدفق المستمر للأموال إلى صناديق المؤشرات المتداولة يعني أنَّ مخاطر التركيز آخذة في الارتفاع، فيما يخص الاستثمار في مجال تغيُّر المناخ.