حققت العقود الآجلة للصلب في الصين أرقاماً قياسية جديدة مع إضافة مجموعة جديدة من الإجراءات الحكومية، التي تهدف إلى كبح الإنتاج والانبعاثات في أكبر مُنتِج في العالم. بينما بقي خام الحديد مستقراً.
يخضع صانعو الصلب لرقابة أكثر صرامة، بعد أن قالت حكومة الرئيس "شي جين بينغ" إنها تريد تخفيض الإنتاج من مستوياته القياسية عند أكثر من مليار طن.
وفي أحدث تحرك متشدد، أمر وزير البيئة في البلاد بإجراء عمليات تفتيش لإغلاق المعامل، التي تحتوي على تصريفات غير قانونية أو بيانات انبعاثات احتيالية.
أدى الاهتمام الحكومي المتجدد لإغلاق العقود الآجلة لاثنين من منتجات الصلب الرئيسية -حديد التسليح والحديد المدرفل بالحرارة- عند مستويات قياسية في شنغهاي.
ارتفعت أسعار خام الحديد هذا العام مع موجة من الطلب في الصين والعالم، حيث تركت المصانع تكافح لتلبية الطلبات.
تشديدات قوية على المنتجين
وقالت إليزابيث غاينز، كبيرة المدراء التنفيذيين في شركة "فورتيسكو ميتال غروب"، لتوريد خام الحديد، والتي تحتل المرتبة 4 في العالم، في مقابلة هاتفية: "تتمتع مصانع الصلب بأرباح قياسية مع بعض القيود على العرض"، مضيفة أن الطلب على خام الحديد المستخدم في صناعة الفولاذ "قوي للغاية".
أمرت السلطات في الصين بالفعل بإجراء عمليات تفتيش على مستوى البلاد على صناعة الصلب، للتأكد من تطبيق تخفيضات الطاقة الإنتاجية، التي أمرت بها على مدى السنوات الخمس الماضية.
كما دفعت الحكومة بمجموعة من القيود على الإنتاج في تانغشان، التي تعد مركزاً رئيسياً للإنتاج، والتي خففت على الأقل من توقعات العرض. تنتج الصين أكثر من نصف الفولاذ في العالم.
أغلق حديد التسليح على ارتفاع بنسبة 1.8% إلى 5,452 يوان للطن في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة، مسجلاً أفضل إغلاق على الإطلاق. وارتفع الحديد المدرفل بالحرارة بنسبة 1.7% ليغلق عند أعلى مستوى منذ بدء التداول في 2014.
أصبح الصلب هدفاً مبكراً لمساعي الصين لخفض الانبعاثات، والوصول إلى صفر كربون صافي بحلول عام 2060؛ إذ تمثل هذه الصناعة حوالي 15% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد، ما يجعلها واحدة من أكبر المذنبين الصناعيين في إضافة بصمة الكربون في الصين.
مدخلات ومخرجات
تشير المكاسب في الأسعار إلى أن المستثمرين يتجاهلون خطوة منفصلة، أُعلن عنها يوم الأربعاء، لتسهيل مسار خفض الإنتاج. ستجعل الحكومة تصدير الصلب أكثر تكلفة من خلال إزالة التخفيضات الضريبية على عشرات الملايين من الأطنان اعتباراً من الأول من مايو.
كما أنها ستخفف تكاليف المدخلات عن طريق خفض التعريفات الجمركية على الواردات من مواد صناعة الصلب مثل المنتجات شبه المصنعة أو الخردة.
وكتب المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، فيفيك دار، في مذكرة أن الإعدادات الجديدة "ستؤثر على الأرجح على طلب الصين على خام الحديد حيث زادت الحوافز الاقتصادية لاستخدام المزيد من خردة الصلب المستوردة، بينما انخفضت الحوافز الاقتصادية لتصدير بعض منتجات الصلب".
تهدد تعديلات الضرائب بتغيير تدفقات تجارة الصلب في خضم طفرة عالمية على الأقل. وبلغ حجم إنتاج الفولاذ المتمتع بالخصومات التي سيتم إلغاؤها قريباً أكثر من 44 مليون طن في عام 2019، وفقاً لشركة الأبحاث "كالانيش كوموديتيز"، وهو ما يمثل أكثر من ثلثي إجمالي صادرات الصلب.
تكاليف أعلى
تواجه شركة "باوشان للحديد والصلب"، الوحدة المدرجة في البورصة، والعائدة لأكبر مصانع السك في العالم "تشاينا باوو غروب"، تكاليف أعلى متعلقة بالبيئة، حسبما قالت في بيان لها على موقع "ويتشات" يوم الثلاثاء.
قد ترتفع هذه التكاليف إلى حوالي 200 يوان لكل طن من إنتاج الصلب، بعد أن كانت حوالي 140 يواناً، وسط دفع الأمة لدعم البيئة.
استقر خام الحديد، الذي يتم تداوله بالقرب من مستويات قياسية في وقت سابق من هذا الأسبوع، وسط موجة من الطلب وطلب أضعف من المتوقع عند 187.75 دولاراً للطن في سنغافورة.