سجل "إتش إس بي سي" أفضل ربع له منذ أن بدأ الوباء؛ حيث أدت التوقعات الاقتصادية المتحسنة إلى التفاؤل بشأن قدرة المقترضين على سداد القروض، مع استمرار التوجه الاستراتيجي نحو إدارة الثروات في آسيا على المسار الصحيح.
وتضاعفت أرباح الربع الأول حيث تم تحرير 400 مليون دولار من احتياطيات خسائر الائتمان، مدفوعة بإطلاق برامج التطعيم في أسواق مثل بريطانيا، بحسب ما ذكر أكبر بنك في أوروبا، الذي قال أيضاً إن تركيزه المتزايد على خدمة الأثرياء الآسيويين بدأ أيضاً بداية قوية.
وتجاوزت الأرباح المعدلة قبل الضريبة البالغة 6.4 مليار دولار للأشهر الثلاثة حتى نهاية مارس توقعات المحللين. وساعد نشاط بنوك الاستثمار في الاستفادة من الأسواق النشطة، حيث ساعد الارتفاع بنسبة 55% في تداول الأسهم على زيادة إيرادات نشاط الأوراق المالية.
وقال الرئيس التنفيذي نويل كوين في بيان له: "لقد تحسنت الآفاق الاقتصادية، على الرغم من بقاء الشكوك، وبحوزتنا زخم جيد ننقله إلى الربع الثاني".
وساعد تخفيف خسائر الائتمان على تغيير أعمال المصرف في المملكة المتحدة، وحققت أيضاً أرباحاً في الولايات المتحدة حتى وهي تشرع في تحويل مليارات الدولارات إلى آسيا. ونظراً لانخفاض أسعار الفائدة، يسعى بنك "إتش إس بي سي" للحصول على المزيد من الدخل القائم على الرسوم، بهدف أن يصبح رائداً في إدارة الثروات في آسيا التي تزداد ثراءً.
وارتفعت أسهم "إتش إس بي سي" 0.5% عند الساعة 8:23 صباحاً في لندن يوم الثلاثاء. وارتفعت الأسهم بقدر 2.99% في تداول هونغ كونغ.
واستمرت آسيا في كونها أكبر مركز ربح للمجموعة، لكن الأرباح هناك لم تتغير نسبياً مقارنةً بالعام السابق. بينما شهدت جميع أقسامها الرئيسية قفزات كبيرة في الأرباح.
وكان البنك قد كشف النقاب عن واحدة من أكثر الاستجابات جذرية بخصوص الوباء الذي ظهر في أوائل العام الماضي، مع خطط لخفض قوته العاملة بنحو 35000 موظف لخفض التكاليف. ومع ذلك، ارتفعت المصروفات في هذه الفترة مدفوعة برسوم إعادة الهيكلة والأجور المتعلقة بالأداء.
تراجع مخصصات الائتمان
مع بدء احتواء الفيروس في الأسواق الرئيسية، يعزز "إتش إس بي سي" نتائجه عبر عكس خسائر الائتمان من خلال خفض المخصصات. وقال المقرض إن مثل هذه الخسائر الآن في عام 2021 أقل من النطاق متوسط الأجل البالغ 30 نقطة أساس مقابل 40 نقطة أساس لمتوسط القروض التي أشار إليها في أحدث نتائجه السنوية.
ومع ذلك، قال الرئيس التنفيذي كوين إن البنك يراقب عن كثب التطورات في الهند، التي شهدت ارتفاعاً في عدد الإصابات. إذ قال كوين: "علينا أن نرى كيف يتطور الوباء في الهند، ونحن نراقب ذلك عن كثب".
وقال البنك إنه يواصل المفاوضات بشأن بيع محتمل لعمليات التجزئة الخاصة به في فرنسا. وفي الولايات المتحدة، ويستكشف البنك "كل من الخيارات الحيوية وغير الحيوية لعمليات التجزئة في مجال الخدمات المصرفية للأفراد".
وبينما تركز الاهتمام على الأعمال التي يحاول "إتش إس بي سي" بيعها، قال المدير المالي إيوين ستيفنسون إن البنك يبحث بنشاط في عمليات الاستحواذ المحتملة، التي تركز بشكل أساسي على أعمال الثروات الآسيوية، والتي تعد في صميم عملية إعادة التموضع الاستراتيجي.
ورداً على سؤال حول مبيعات "سيتي غروب" لأجزاء من أعماله الآسيوية، قال ستيفنسون إن "القليل جداً منها" سيكون مناسباً لـ"إتش إس بي سي". وصرح ستيفنسون خلال مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ قائلاً: "نحن نبحث في خيارات أخرى في المنطقة، خاصة في مجال الثروة".
مراكز مزدوجة
كجزء من مركزه في آسيا، أكد "إتش إس بي سي" هذا الشهر أن ثلاثة من كبار مسؤوليه التنفيذيين سينتقلون إلى هونغ كونغ، مما يعني أن معظم البنك سيدار من هذه المنطقة على أساس يومي. حيث قال ستيفنسون: "سندير البنك بشكل متزايد كنموذج ثنائي المركز عبر هونغ كونغ ولندن، إن تحويل المزيد من القدرات إلى آسيا هو أولوية إستراتيجية واضحة".
وأضاف كوين قائلاً: "لقد نقلنا عدداً من المتخصصين في القطاع والمتخصصين في المنتجات إلى آسيا".
يذكر أن عملية الإصلاح واجهت مقاومة محلية. إذ يخشى بعض كبار المسؤولين التنفيذيين في الصين الكبرى أن يتباطأ دفعهم نحو ثاني أكبر اقتصاد في العالم بسبب البيروقراطية الإضافية وعدم وضوح التسلسل الإداري، ذلك بحسب ما أفادت بلومبرغ نيوز. ونفى ستيفنسون هذا الخلاف يوم الثلاثاء، قائلاً إن المنطقة داعمة للغاية لهذه الخطوة.
وأمضى "إتش إس بي سي" العام الماضي في تكييف ممارسات عمله نتيجة للوباء. حيث قال كوين هذا الشهر إنه سيحول كامل الطابق التنفيذي في المقر الرئيسي بلندن إلى غرف اجتماعات، ويهدف البنك في النهاية إلى تقليص مساحة مكتبه بنحو 40%. وكشف يوم الثلاثاء أنه يهدف إلى تقليص وجود مكاتبه العالمية بنحو 20% هذا العام.
ويقوم البنك أيضاً بتقليص رحلات العمل. ففي حديثه عبر الهاتف مع بلومبرغ، قال ستيفنسون إن الموظفين سيأخذون "عدداً أقل من الرحلات الطويلة، فمن منظور الميزانية، قمنا بتخصيص ميزانية سفر تعادل نصف ما كانت عليه سابقاً".