وول ستريت ترى فرصة بنسبة 85% تقريباً بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أساس في الشهر المقبل

سعر سهم "تسلا" يقفز 22% ويقود انتعاشة وول ستريت

متداولون يتابعون أسعار الأسهم بقاعة التداول ببورصة نيويورك - بلومبرغ
متداولون يتابعون أسعار الأسهم بقاعة التداول ببورصة نيويورك - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية أول ارتفاع لها في هذا الأسبوع، مع تقييم المتداولين لعدد كبير من أرباح الشركات بحثاً عن أدلة حول صحة أكبر اقتصاد في العالم. وانتعشت سندات الخزانة بعد أيام من الخسائر.

وصل مؤشر "العظماء السبعة" إلى أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر، مع ارتفاع سعر سهم "تسلا" بنسبة 22% مسجلاً أقوى صعود له منذ مايو 2013. أعلنت شركة السيارات الكهربائية العملاقة التابعة لإيلون ماسك عن تحقيق أرباح قوية وتتوقع نمواً 30% في مبيعات السيارات العام المقبل. صعد سعر سهم "يونايتد بارسل سيرفيس" (United Parcel Service) –والذي يُعد مؤشرا للأداء الاقتصادي– بنسبة 5.3% بعد عودة الشركة إلى نمو المبيعات والأرباح. فشلت نتائج شركتي "آي بي إم" و"هاني ويل انترناشيونال" في رفع أسعار الأسهم.

آفاق إيجابية


قال دانييل سكيلي، من فريق أبحاث واستراتيجيات إدارة الثروات في "مورغان ستانلي": "على الرغم من احتمال حدوث المزيد من التقلبات مع ورود المزيد من نتائج الأعمال، والاقتراب من انتخابات نوفمبر، فإن آفاق السوق على المدى الطويل تظل قوية".

بالكاد تحركت السوق بعد البيانات الاقتصادية يوم الخميس، إذ فاقت مبيعات المنازل الجديدة التقديرات، وانخفضت طلبات إعانة البطالة الأولية، وتوسع نشاط الأعمال بوتيرة قوية.

قال توم إيساي من "ذا سيفنز ريبورت" (The Sevens Report): "البيانات المعتدلة المتوافقة التوقعات (والتي ليست جيدة جداً أو سيئة للغاية) تعد أفضل نتيجة لاستمرار انتعاش الأسهم والسندات".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2%، ليتخطى مستوى 5800 نقطة من جديد. وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.8%. هبط مؤشر داو جونز الصناعي 0.3%، منخفضاً لليوم الرابع على التوالي، متكبداً أطول سلسلة خسائر منذ يونيو.

انخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.2%. سجل مزاد لسندات الخزانة المحمية من التضخم بقيمة 24 مليار دولار يوم الخميس أدنى عائد هذا العام وسط تفوق أداء سندات الخزانة المحمية من التضخم منذ خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر الماضي.

تراجعت أسعار النفط بعدما طغت المخاوف من زيادة العرض على المخاطر الناجمة عن الضربة الانتقامية الإسرائيلية المحتملة على إيران.

خفض "أبطأ" للفائدة

قال سام ستوفال من "سي إف آر إيه" (CFRA): "يبدو أن السوق مدفوعة بالنتيجة المتوقعة لفترة نتائج الأعمال، والانتخابات الرئاسية، وتفسير سوق السندات للإجراءات النقدية المستقبلية من قبل الاحتياطي الفيدرالي. يرى المستثمرون أن مرونة الاقتصاد والتوظيف تجبر الاحتياطي الفيدرالي على أن يكون (أبطأ في خفض أسعار الفائدة)".

ولا يزال ستوفال  يتوقع خفض الفائدة مرتين بمقدار 25 نقطة أساس في 2024. وتقدّر أسواق المال حالياً فرصة بنسبة 85% تقريباً بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أساس في الشهر المقبل، وحوالي 135 نقطة أساس من التيسير النقدي بحلول نهاية 2025.

في حين أن سوق الأسهم لا تزال منخفضة على مدار تعاملات الأسبوع، إلا أن هذا الهبوط لم يؤثر على الإشارات الفنية الصعودية المتراكمة لمؤشر "إس آند بي 500". إذ يواصل مؤشر الأسهم الأميركية التداول فوق متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم بمسافة كبيرة، مسجلاً أكثر من 240 يوماً متتالياً فوق الخط طويل الأجل المراقب عن كثب.

توقعات باستمرار ارتفاع الأسهم الأميركية

في الحالات الـ13 السابقة عندما أغلق المؤشر فوق متوسطه لمدة 200 يوم لمدة 242 يوماً متتالياً على الأقل، مع انخفاض المؤشر بأقل من 3% عن مستواه القياسي، واصل المؤشر تحقيق مكاسب بمتوسط 7.2% في الأشهر الستة التالية، مرتفعاً في جميع الحالات باستثناء حالتين، وفق تحليل "سنتيمن تريدر" (SentimenTrader).

قال كريغ جونسون من "بايبر ساندلر": "على المدى القريب، من المتوقع حدوث تراجعات/جني أرباح في ضوء حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، وعدم اليقين الجيوسياسي، وموسم نتائج الأعمال"، و "نبقي على مستهدف مؤشر (إس آند بي 500) لنهاية العام عند مستوى 6,100 نقطة".

من جهتها، قالت سوليتا مارسيلي، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "نرى مجالًا لارتفاع الأسهم الأميركية. لدينا رؤية جذابة لقطاع التكنولوجيا، بالإضافة إلى قطاعات المرافق والخدمات المالية وتقديرات المستهلكين وخدمات الاتصالات".

يشير كريس سينيك من "وولف رييسرش" إلى أن تركيز السوق وصل إلى أعلى مستوياته منذ حقبة "الخمسين الأنيقة" في ستينيات القرن الماضي- حيث تمثل أكبر سبع شركات نحو 30% من وزن السوق، وتمثل أكبر 25 شركة 48% منها.

وقال إنه خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، تميزت هذه الشركات المفضلة في السوق بنمو أرباحها المستمر ونسب سعر إلى أرباح مرتفعة تماثل "العظماء السبعة". وفي نهاية المطاف، كانت البيئة التضخمية التي سادت السبعينيات وما أعقبها من فترات الركود في منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات هي التي كسرت هذا الاتجاه.

وأضاف سينيك: "وبطريقة مماثلة، لا نتوقع تغير الاتجاهات الحالية حتى الركود التالي و/أو عندما يتضاءل حماس الذكاء الاصطناعي بشكل كبير"، و"مع ذلك، ما زلنا متفائلين بشأن توسع السوق بما يتوافق مع توصياتنا بامتلاك أسهم دورية"، مشيراً إلى أن أسهم القطاع المالي هي المفضلة بالنسبة إليه.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك