ارتفعت أسعار النحاس لأعلى مستوى خلال عقد من الزمن على خلفية التوقُّعات بتراجع المعروض مع زيادة الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وتشهد السلع الصناعية انتعاشاً واسعاً بدءاً من خام الحديد وصولاً إلى الألمنيوم؛ فقد تعزَّز أداء النحاس الرائد اقتصادياً من خلال احتمالات انتعاش النمو مع تسارع وتيرة طرح اللقاح العالمي، وضعف الدولار، وتوقُّعات بأنَّ حقبة طويلة من التضخم المنخفض في الاقتصادات الكبرى قد تقترب من نهايتها.
وفي الواقع، فإنَّ الدور الأساسي الذي تلعبه المعادن في التحوُّل إلى الطاقة الخضراء يزيد من حماس التوقُّعات بأنَّ الارتفاع سيكون طويل الأمد، ولا سيَّما مع إطلاق البلدان في جميع أنحاء العالم لأهداف مناخية أكثر قوة. وفي هذا الصدد، توقَّعت "غولدمان ساكس غروب"، و "ترافيغورا غروب" أن تتجاوز الأسعار المستوى القياسي البالغ 10,190 دولاراً أمريكياً في عام 2011، وأن ترتفع بشكل كبير بالنظر إلى أنَّ الطلب يفوق العرض.
المؤشرات الايجابية وإضراب تشيلي
وارتفع النحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1% إلى 9,650 دولاراً للطن مع حلول الساعة 11:18 صباحاً في شنغهاي.
الجدير بالذكر أنَّ المؤشرات المبكِّرة أظهرت أنَّ الصين، أكبر مستهلك للمعادن، استمرت في الازدهار في أبريل بعد نمو قياسي في الربع الأول من خلال الصادرات القوية، وزيادة الثقة في الأعمال مما يدعم الانتعاش. وقد تُظهر البيانات هذا الأسبوع تسارع وتيرة تعافي الاقتصاد الأمريكي، في حين من المرجح أن يؤكِّد صانعو السياسة الفيدرالية أنَّهم ليسوا في عجلة من أمرهم لسحب الدعم.
وعلى جانب العرض، فقد دعا عمال الموانئ التشيلية إلى إضراب يوم الإثنين ردَّاً على تحرُّك الرئيس "سيباستيان بينيرا" لمنع مشروع قانون يسمح للأفراد بإجراء جولة ثالثة من عمليات السحب المبكِّر من صناديق تقاعدهم؛ إذ تُهدد الاضرابات بتعطيل الصادرات من الدولة التي تُجسِّد نحو ربع المعروض العالمي من المعدن.