شهدت تداولات المضاربين على العملات، الذين تأرجحت رهاناتهم طوال العام بين توقعات صعودية وهبوطية للدولار الأميركي، أكبر تحرك إيجابي منذ 3 سنوات قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية.
فخلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر الحالي، قلصت صناديق التحوط وشركات إدارة الأصول من رهاناتها على هبوط الدولار الأميركي بنحو 8 مليارات دولار. وهذا التحول الصافي الإيجابي في التداولات كان الأكبر منذ فترة وباء كورونا خلال 2021، وفق أحدث بيانات صادرة عن لجنة تداول السلع المستقبلية والتي جمعتها بلومبرغ. وبعد دخول شهر أكتوبر مع وجود رهانات هبوطية بأكثر من 13 مليار دولار على العملة الخضراء، أصبحت مراكز استثمار متداولي عقود المشتقات المالية فعلياً متعادلة.
مخاطر انتخابات الرئاسة الأميركية
كتب مارك ماكورميك، رئيس وحدة استراتيجية العملات الأجنبية والأسواق الناشئة في "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities)، في مذكرة أمس: "مع بقاء أسابيع قليلة على الانتخابات، لم يعد بمقدور السوق تجاهل المخاطر الانتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث توجد تهديدات على الأسواق وسط التأرجح بين المرشحين. لذا؛ عليكم أن تتمسكوا بالدولار الأميركي". وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 2.8% حتى الآن خلال أكتوبر الحالي، ما يجعله في طريقه لتحقيق أفضل شهر له منذ عامين.
تعكس تكلفة التحوط ضد ارتفاع الدولار الاهتمام المتجدد بالمراكز الشرائية التي تراهن على الصعود. كما زاد سعر عقود خيارات الشراء بالنسبة لعقود البيع على سلة الدولار الشاملة خلال الثلاثين يوماً المقبلة إلى أعلى مستوى منذ يوليو الماضي.
ووفق بنك "سيتي غروب"، يتحوط متداولو الدخل الثابت ضد المخاطر الانتخابية عن طريق تقليل تعرضهم عبر المحافظ والأصول المختلفة، ويؤمنون نفسهم ضد أي تقلبات محتملة يمكن أن تسببها أسعار الفائدة أو تغير سعر صرف العملات الأجنبية.
بالنظر إلى حالة الأسواق قبل انتخابات 2020، سنجد أن عملات مثل اليورو والبيسو المكسيكي والشيلي تراجعت بصورة أكبر خلال الأيام التي سبقت التصويت، بحسب خبراء استراتيجيين منهم ديرك ويلر وياسمين يونس في مذكرة حديثة للعملاء.
جني الأرباح من شراء الدولار
كان مضاربو الأجل القصير يشترون الدولار ويقللون من مدة الاحتفاظ بالمراكز الاستثمارية، ورغم ذلك، ربما تشهد الرهانات المرتبطة بفوز دونالد ترمب بالرئاسة بدلاً من نائبة الرئيس كامالا هاريس بعض جني الأرباح مباشرة قبل يوم الانتخابات، وفق خبراء استراتيجيين.
واختتم الخبراء: "في ظل انتخابات شديدة التنافسية، ندخل منطقة من حالة عدم اليقين. وننعتقد أن هذا يجعل تعديل المراكز وتقليل المخاطر في المحافظ دافعاً محتملاً على المدى القصير، على الأقل بالنسبة للتداولات التي تكون عرضة للتقلب عند حدوث إحدى النتائج الأكثر احتمالاً".