تُفاقم التوقعات المتراجعة لاستهلاك النفط في المستقبل الضغوط على أسعار الخام، فيما سجل موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي العام الحالي عدداً أقل من العواصف مقارنة بـ2023، لكن الأضرار التي سببتها 5 عواصف ضربت الولايات المتحدة الأميركية كانت من بين الأكثر تدميراً في التاريخ الحديث. وحافظت العقود المستقبلية لعصير البرتقال على مستويات مرتفعة.
كل هذا وأكثر نستعرضه في 5 رسوم بيانية مهمة جديرة بالمتابعة من أسواق السلع الأساسية العالمية مع بداية أسبوع التداول، كالآتي:
النفط
اتخذت توقعات استهلاك النفط في العام المقبل الصادرة عن ثلاث مجموعات رئيسية للتنبؤات منحى هبوطياً منذ يوليو الماضي، ويعود ذلك بالأساس إلى ضعف الطلب من الصين.
عززت هذه التوقعات المخفضة حالة التشاؤم في السوق، ما ساعد على أن يطغى تأثيرها على الاضطرابات المستمرة بمنطقة الشرق الأوسط. وواصلت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي هذا الاتجاه، إذ خفضت توقعاتها أكثر، مع تقديرها لوجود فائض مستمر خلال العام المقبل، ما أسهم في التراجع الكبير لأسعار الخام الأسبوع الحالي.
الأعاصير
سجل موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي للعام الجاري 15 عاصفة معروفة حتى الآن، وذلك بعد هبوب العاصفة الاستوائية "نادين" والإعصار "أوسكار" في عطلة نهاية الأسبوع. ويقترب هذا الرقم من المعدل السنوي المعتاد، إلا أن الأرقام قد تكون مضللة إذ ضربت أعاصير اليابسة في الولايات المتحدة الأميركية، بما فيها "هيلين" و"ميلتون" اللذان ضربا البلاد بفارق أسبوعين ودمرا مناطق واسعة من الجنوب، ما قد يجعل 2024 واحدة من أكثر مواسم الأعاصير كلفة.
وربما يستغرق تقييم الأضرار الحقيقية شهوراً، لكن للمقارنة، تسبب إعصار "كاترينا" خلال 2005 في أضرار كبدت البلاد 200 مليار دولار بعد تعديلها وفقاً للتضخم، في حين وصلت تكاليف إعصار هارفي خلال 2017 إلى 160 مليار دولار.
عصير البرتقال
ارتفعت أسعار عصير البرتقال بنحو 50% العام الحالي نتيجة للجفاف والأمراض التي أضرت بإنتاج البرازيل، أكبر مصدر للعصير حول العالم، بينما يستمر محصول بساتين الحمضيات في فلوريدا في التراجع. وسجلت العقود المستقبلية مستويات قياسية جديدة الشهر الماضي، إذ دعم إعصار ميلتون هذه الأسعار المرتفعة بعد أن تسبب في ضرر بالغ للأشجار والثمار في أكبر ولاية أميركية منتجة للعصير.
كانت وزارة الزراعة الأميركية قد توقعت بالفعل تراجع إنتاج فلوريدا لأدنى مستوى منذ 1933 خلال الموسم الحالي، لكن إعصار ميلتون قد يتسبب في خسائر أكبر للمحصول.
الحديد الخام
عزز أكبر موردي الحديد الخام حول العالم، وهما شركتا "ريو تينتو" و"فالي"، من إنتاجهما من المكون الرئيسي لتصنيع الصلب خلال الربع الثالث من العام الجاري، رغم أن الطلب من الصين يواجه تحديات بسبب أزمة العقارات المستعصية على الحل في البلاد.
ارتفع إنتاج "ريو" خلال الربع الحالي بالمقارنة مع بداية السنة الجارية، بينما سجلت "فالي" البرازيلية أعلى مستوى من الإنتاج لها منذ أواخر 2018، قبل كارثة انهيار السد التي تسببت في أعطال طويلة الأمد. ويواصل كبار منتجي خام الحديد في العالم تعزيز الإمدادات، إذ تتمتع عملياتهم واسعة النطاق بتكلفة منخفضة لكل طن مقارنة بالأسعار الحالية في السوق الفورية.
الكهرباء
يتجه العالم نحو عصر أسعار طاقة أرخص، إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يؤدي التحول نحو استخدام الكهرباء إلى فائض في النفط والغاز.
نما استخدام الكهرباء بضعف معدل إجمالي الطلب على الطاقة خلال العقد الماضي، ومن المتوقع أن يتسارع بينما يتراجع الطلب العالمي على جميع أنواع الوقود الأحفوري، وفق توقعات الوكالة في تقريرها السنوي للتوجهات طويلة الأجل. وتتوقع الوكالة أن يتضاعف توليد الكهرباء العالمي تقريباً بحلول عام 2050، في ظل قيادة الصين للنمو بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.