باعت المجر أولى سنداتها الخضراء محلياً، وفاقت الطلبات المستهدفة من الطرح، وسط إقبال كبير من المستثمرين، نتيجة العائد المرتفع الذي تقدِّمه السندات الصديقة للبيئة، ذات آجال الاستحقاق الأطول في العالم.
وبلغ إجمالي قيمة الطلبات التي تقدَّم بها المستثمرون لشراء السندات 141 مليار فورنت (470 مليون دولار) للسندات المقوَّمة بالعملة المحلية والمستحقة في عام 2051، مما سمح للوكالة المسؤولة عن الإصدار ببيع سندات إضافية بقيمة 30 مليار فورنت بزيادة تصل إلى 50% فوق المستهدف، وفقاً لنتائج المزاد المنشورة على بلومبرغ يوم الخميس.
وبلغ متوسط العائد 3.69%، مما يعدُّ من أعلى المعدلات في أوروبا، وبزيادة نقطة مئوية كاملة عند معدل السندات التقليدية لأجل 10 سنوات.
تمثِّل عملية البيع نجاحاً لجهود زولتان كورالي، رئيس وكالة إدارة الدين والمصرفي الاستثماري السابق في "دويتشه بنك" الذي يسعى إلى إطالة آجال قروض المجر.
استفادت المجر في عملية البيع من اثنين من الاتجاهات الساخنة في أسواق الديون العالمية هذا العام، ويتمثلان في زيادة إطالة آجال السندات السيادية طويلة الأجل، والثاني، في إقبال المستثمرين الذين يدفعون علاوة للحصول على الأصول المستدامة.
وتوقَّع بيتر فيروفاكس، الخبير الاقتصادي في مجموعة "آي إن جي"، في بودابست، أن يصل متوسط العائد إلى نحو 4%، وقال: "كان للمزاد رؤية جيدة، وكان الطلب كبيراً".
طروحات أخرى في الطريق
تعدُّ السندات التي طرحتها المجر، أطول ديون سيادية خضراء من ناحية أجل الاستحقاق المتاح للمستثمرين، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. إذ تصل مدتها إلى 30 عاماً لتتساوى في الاستحقاق مع سندات هونغ كونغ الخضراء المقوَّمة بالدولار التي قامت ببيعها في وقتٍ سابق من العام، وكذلك مع سندات اليورو الخضراء التي طرحتها بولندا في عام 2019.
تفتقر المجر إلى نظام معاشات تقاعدية قوي أو صناعة صناديق تأمين من شأنها التقدُّم لشراء السندات طويلة الأجل، مما أدى إلى تباين مستويات الطلب على بعض المزادات الأخيرة لوكالة الدين المجرية.
إنَّ ربط الطرح الأخضر بالمشاريع البيئية -بما في ذلك الإنفاق على النقل النظيف بالسكك الحديدية- استهدف توسيع قاعدة المستثمرين.
وباعت المجر في مناقصة غير تنافسية بعد مزاد يوم الخميس سندات إضافية بلغت قيمتها 11.2 مليار فورنت. ومن المقرر طرح سندات خضراء استحقاق 30 عاماً مرة كل ثلاثة أشهر، مع استهداف جمع 90 مليار فورنت كحصة لإجمالي الإصدارات خلال العام 2021.
وقال زولتان كورالي، رئيس وكالة إدارة الدين، والمصرفي الاستثماري السابق في "دويتشه بنك"عبر الهاتف بعد انتهاء المزاد: "تتيح لنا استراتيجيتنا الخاصة بطرح السندات الخضراء المرونة الكافية في الاستجابة للطلب، لكنَّني لا أعتقد أنَّنا نريد أن نكون شرهين للغاية؛ لأنَّ السوق يمكن أن تتغير بسرعة".
كان البنك المركزي المجري قد تعهد بتقديم المساعدة، وعرض شراء الديون كجزء من برنامج التيسر الكمي. على الرغم من شرائه ما يعادل 6.3 مليار دولار من الديون الحكومية. وفي الوقت ذاته لا يزال منحنى عائد الفورنت المجري الأكثر حدَّة بين أقرانه في أوروبا الشرقية. في حين تعدُّ رومانيا صاحبة العائد الأعلى في المنطقة.
تقليص الديون قصيرة الأجل
كانت وكالة الديون قد ألغت بيع سندات مدتها ثلاث سنوات، ورفعت عروض السندات لمدة 15، و20 عاماً، وتحولت إلى تبديل المزادات بهدف تقليص الديون قصيرة الأجل مقابل زيادة الديون طويلة الأجل، ليكون الإصدار الجديد من السندات الخضراء هو الأطول من ناحية فترة الاستحقاق في البلاد.
وقال فيروفاكس من مجموعة "آي إن جي": "هذه إصدارات فريدة للغاية". وأضاف: "أرى أن َّهناك احتمالاً لاهتمام المتداولين بتلك الفئة من السندات مع عودة تعافي الاقتصاد العالمي، فمن المحتمل أن تكون المبيعات المستقبلية عند مستويات عائد أعلى".