ارتفع سعر الذهب متجهاً لتحقيق مستوى قياسي جديد، فيما حوّل المستثمرون اهتمامهم نحو الانتخابات الأميركية المقبلة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى احتدام المنافسة بين المرشحين قبل أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات.
أصبح المعدن النفيس أحد أقوى السلع أداءً في 2024، وحقق سلسلة من المستويات القياسية المتتالية بفضل جاذبيته كأصل آمن، والمشتريات الكبيرة من قبل البنوك المركزية. كما أنه يحظى بدعم جديد فيما يعيد المستثمرون في جميع الأسواق المالية التوازن لمحافظهم الاستثمارية تجاوباً مع الضبابية التي تكتنف نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية.
ارتفع الدولار أيضاً يوم الثلاثاء بعدما أشار المرشح الجمهوري، دونالد ترمب، في مقابلة مع "بلومبرغ" إلى أنه سيرفع الرسوم الجمركية بمعدل كبير، ويخفض الضرائب، ويخفف القيود التنظيمية، كما سيعمل على زيادة التشاور المباشر مع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وفي الوقت نفسه، يصب المتداولون في سوق عقود الخيارات تركيزاً أكبر على خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة وقوة الاقتصاد الأميركي، بحسب خبراء السوق.
تقلبات قبل حسم الانتخابات الأميركية
قال المحللون في مصرف "يو بي إس"، وفي مقدمتهم مارك هايفل، كبير مسؤولي الاستثمار في وحدة إدارة الثروات العالمية في المصرف، في مذكرة أُرسلت عبر البريد الإلكتروني: "نتوقع تزايد الضبابية والتقلب إلى أن يُحسم أمر الإدارة الأميركية المقبلة"، ونصحوا بأن "الذهب والنفط قد يمثلان وسيلتين ناجحتين لحماية محافظ الاستثمار" وسط بيئة التداول المتقلبة.
الرأي السائد بين المحللين الاقتصاديين في "وول ستريت" أن سياسات ترمب التجارية ستدعم الدولار في نهاية المطاف، حيث ستعزز الرسوم الجمركية على الواردات تدفق العملة الخضراء إلى الخارج، وربما تؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم وأسعار الفائدة، كما يُتوقع أن تلقى الحرب التجارية الممتدة بظلها على الميل إلى الإقبال على المخاطرة على مستوى العالم، ما سيدعم اللجوء إلى العملة الخضراء بشكل أكبر باعتبارها ملاذاً آمناً.
تحديات أمام صعود الذهب
قد يشكل هذا السيناريو رياحاً معاكسة للذهب، فرغم أن أداءه يتحسن عادةً في بيئة التضخم وفترات الأزمات الجيوسياسية، إلا أن قوة الدولار وارتفاع أسعار الفائدة قد تمثل تحديات أمامه.
على مدى العام الماضي، لم يتمكن رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي من إبطاء وتيرة صعود سعر الذهب، حيث حقق المعدن الأصفر سلسلة من المستويات القياسية، بينما يراهن عدد من المستثمرين حالياً على أن التحول إلى تيسير السياسة النقدية-مقترناً بتباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي- سيدعم تحقيق المعدن الأصفر مزيداً من المكاسب.
توقعات الذهب في 2025
يُتوقع أن يرتفع سعر الذهب إلى مستويات قياسية خلال العام المقبل، بحسب استطلاع رأي لقطاع السبائك أُجري خلال مؤتمر سنوي ضخم. حيث توقعت الوفود المشاركة في مؤتمر "رابطة سوق لندن للسبائك" (London Bullion Market Association)، الذي أقيم في ميامي، ارتفاع سعر المعدن النفيس إلى 2,917.40 دولاراً للأونصة بحلول نهاية شهر أكتوبر العام المقبل، ما يمثل ارتفاعاً بنحو 10% عن المستويات الحالية.
ارتفع سعر الذهب الفوري 0.6%، ليبلغ 2679.21 دولار في تمام الساعة 11:05 صباحاً في لندن، مقترباً من المستوى القياسي الذي حققه الشهر الماضي عند 2685.58 دولار. وارتفع سعر المعدن الأصفر بنحو 30% منذ بداية هذا العام. كما ارتفعت أسعار كل المعادن النفيسة، وتصدرتها الفضة بمكاسب بنحو 1.3%، فيما استقر مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري قرب أعلى مستوياته في شهرين.
