ارتفع السعر الفوري للبلاديوم إلى مستوى قياسي، في ظل الرهان على تغذية تعافي الطلب من شركات صناعة السيارات، ما يعمق نقص المعروض من المعدن الثمين.
وارتفع معدن البلاديوم، المستخدم في المحولات المحفزة للحد من الانبعاثات في السيارات التي تعمل بوقود البنزين، بنسبة 4.8% إلى 2895.96 دولار للأوقية، متجاوزاً الرقم القياسي السابق المسجل في فبراير 2020. كما ارتفعت الأسعار أكثر من 17% في عام 2021، مستندة إلى مكاسب خمسة أعوام متتالية.
وكان سوق البلاديوم يعاني من عجز في الإنتاج لعدة سنوات حتى الآن، ويحفز تشديد معايير التلوث في أوروبا والصين طلب شركات صناعة السيارات على المعدن. وأدت الاضطرابات التي وقعت في المناجم الروسية التي تديرها شركة "إم إم سي نوريلسك نيكل" (MMC Norilsk Nickel)، أكبر منتج في العالم، إلى زيادة مخاوف الإمدادات.
وقال تاي وونغ، رئيس مشتقات المعادن في شركة "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets): "هناك مجموعة من العوامل التي تقود البلاديوم. بشكل أساسي، سيكون هناك عجز مادي هذا العام وسيكون صناع السيارات بحاجة إلى إعادة التخزين".
مزيد من الارتفاع
كما حصل البلاديوم، في طريقه لتحقيق مكاسب للشهر الثالث على التوالي، على مساعدة من التوقعات الخاصة بأسعار الفائدة المنخفضة وتسريع النمو العالمي. وكرر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول موقفه المتشائم بشأن السياسة النقدية الأمريكية في الأسبوع الماضي، وقد عززت التقارير الاقتصادية الأمريكية والصينية التفاؤل مؤخراً.
وقال جاي تاتوم، مدير المحفظة في "فالنت أسيت مانجمنت" (Valent Asset Management): "لا يوجد شيء سوى الرياح الدافعة وراء البلاديوم في الوقت الحالي. مع التعافي الاقتصادي العالمي على الطريق والزيادة المتوقعة في إنتاج السيارات التي تعد لصالح البلاديوم، فما هي احتمالات انخفاضه في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر؟"
ويتوقع المحللون أن تقوم شركات صناعة السيارات التي أبطأت الإنتاج وسط نقص عالمي في أشباه الموصلات بإعادة تخزين الإمدادات في النصف الثاني من هذا العام والعام المقبل، ما يزيد من المنظور الصاعد للأسعار.
وقال محللون في "سيتي غروب" من بينهم أوليفر نوغينت في مذكرة لهم إن "اللحاق بالركب عند تعافى معروض الرقائق وإعادة بناء أسهم السيارات سيكون كبيراً. وسيكون المسار صاعداً لأرصدة البلاديوم الفيزيائية على وجه الخصوص". وقالوا إنه من المرجح أن تعزز أسعار الشراء المضاربة هذا الانتعاش في وقت مبكر.
وزادت شركة "نورنيكل" إنتاجها من البلاتين والبلاديوم في الربع الأول حتى مع معاناة اثنين من أكبر مناجمها في القطب الشمالي من الفيضانات التي أجبرت شركة التعدين الروسية على خفض الأهداف السنوية.
كما تقدمت معادن ثمينة أخرى يوم الأربعاء الماضي، حيث ارتفع الذهب بنسبة 1.1%، مسجلاً أعلى مستوى في سبعة أسابيع، وارتفعت الفضة لليوم الثاني على التوالي. كما حصل البلاتين أيضاً على مكاسب.