تعزز صناديق التحوط من مراكزها البيعية لعملات مثل اليوان الصيني والبيسو المكسيكي إذ تراهن على فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية الشهر المقبل.
تشهد عقود خيارات شراء الدولار الأميركي إقبالاً متزايداً في أسواق عقود خيارات العملات التي تتجاوز قيمتها 300 مليار دولار، والتي تزداد قيمتها كلما ارتفع الدولار مقابل عملات البلاد المتأثرة بتهديدات فرض رسوم جمركية، وفق ما يقوله مضاربون. وأظهرت بيانات شركة المقاصة "ديبوزيتوري تراست أند كليرينغ كوربوريشن" (Depository Trust & Clearing Corporation) أن حجم عقود تداول اليوان والبيسو لامس أمس أعلى مستوى له خلال الشهر الحالي، متجاوزاً حجم العقود إبان ظهور بيانات الوظائف الأميركية الحاسمة في 4 أكتوبر الجاري.
الدولار وتوقعات فوز ترمب
أوضح سوراب تاندون، الرئيس العالمي لوحدة عقود خيارات العملات في بنك "ستاندرد تشارترد" ومقره في سنغافورة: "بدأ الأمر عندما أخذت الاحتمالات تميل لصالح ترمب الأسبوع الماضي. كان صعود الدولار مقابل اليوان الخارجي أكثر مظاهر السوق شيوعاً، يليها هبوط اليورو مقابل الدولار، وصعود الدولار مقابل البيسو المكسيكي".
تعكس الزيادة في تداول عقود الخيارات تحركات بعض أكبر الشركات في العالم للتحوط من مخاطر العملات مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة 5 نوفمبر المقبل. ويتقدم الرئيس السابق دونالد ترمب على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في أسواق الرهانات، ما يزيد الضغط على المستثمرين لوضع خطة تحسباً للنتائج المترتبة المحتملة لفوزه بفترة رئاسية ثانية بالنسبة للأصول حول العالم.
لم يكن لصناديق التحوط موقفاً واضحاً إزاء الانتخابات منذ أكثر من أسبوع. صرح ترمب خلال مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" أمس أن الرسوم الجمركية ستساعد "بصورة كبيرة" على منع الصين والدول الأخرى من إغراق الأسواق الأميركية بالمنتجات. وسبق أن هدد بفرض رسوم كبيرة، من بينها رسوم تصل إلى 60% على الواردات من الصين ورسوم لا تقل عن 10% على باقي دول العالم.
هزت هذه التصريحات الأسواق، ما دفعها لتحليل تداعياتها على عملات مثل اليوان والبيسو واليورو.
طلب كبير على عقود الخيارات
قال جورج بوبوراس، رئيس قسم الأبحاث في صندوق التحوط "كيه2 أسيت مانجمنت" (fund K2 Asset Management) في ملبورن: "زاد الاهتمام بعقود خيارات العملات الأسبوع الماضي ولم يبلغ ذروته بعد. هذه أكبر انتخابات على الإطلاق، ويجب التحوط لتأثيرها".
أسهم الطلب على عقود الخيارات في ارتفاع مؤشر التقلبات الضمنية للعملات لشهر واحد، وهو مقياس لحركتها المتوقعة مستقبلاً والتي تغطي نتيجة فترة الانتخابات الأميركية. وزادت تقلبات اليوان الخارجي إلى أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2022 الأسبوع الحالي، بينما صعدت تقلبات البيسو المكسيكي إلى أعلى مستوى لها منذ نحو 4 أعوام.
أوضح سوراب تاندون من "ستاندرد تشارترد" أن غالبية مراكز عقود الخيارات كانت في شكل خيارات "فانيلا" البسيطة والخيارات الرقمية حتى نهاية العام. ويشير مصطلح "فانيلا" إلى خيار شراء بسيط ليس له ميزات خاصة أو تواريخ مراقبة، بينما توفر الخيارات الرقمية فرصة لعائد ثابت إذا تجاوز سعر السوق الأساسي السعر المحدد مسبقاً.
ربما تدفع زيادة تكلفة هذه الخيارات المستثمرين للنظر في عملات أخرى خلال الأيام المقبلة ربما تتأثر، لا سيما تلك المرتبطة باليوان. بوصفه بديلاً تجارياً، يوصي تاندون بعقود خيارات البيع للدولار الأسترالي، التي ترتفع قيمتها إذا ضعف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأميركي.
قال شوكي أوموري، كبير الخبراء الاستراتيجيين في "ميزوهو سيكيوريتيز" في طوكيو: "من المرجح أن تستمر تداولات عقود الخيارات في الارتفاع. وتعتبر المراهنة على زيادة قوة دولار خياراً سهلاً، بالنظر إلى أنه يُعد أيضاً ملاذاً آمناً".