تضررت مؤشرات الأسهم الأميركية بسبب التوقعات المخيبة للآمال من شركة التكنولوجيا الأكثر قيمة في أوروبا، والقلق بشأن القيود الأميركية الأكثر صرامة على مبيعات الرقائق، مما أدى إلى عمليات بيع في الصناعة التي دعمت السوق الصاعدة.
انخفضت مؤشرات الأسهم من أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث هبط "إس آند بي 500" بنحو 1%، و"ناسداك 100" بنسبة 1.4%.
وشهد مؤشر شركات أشباه الموصلات الذي تتم مراقبته عن كثب، أسوأ انخفاض له منذ أوائل سبتمبر. كما هبطت أسهم شركة "إيه إس إم إل هولدينغز" (ASML Holding NV) المدرجة في الولايات المتحدة بنسبة 16%، بعد أن خفضت الشركة الهولندية العملاقة توقعاتها لعام 2025.
كما انخفضت أسهم "إنفيديا" بنسبة 4.5%، بعد أنباء عن مناقشة مسؤولين أميركيين وضع حد أقصى لمبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة من الشركة وشركات أميركية أخرى، لبعض البلدان.
ارتفاع مخصصات الأسهم
بحسب استطلاع رأي للمستثمرين أجراه "بنك أوف أميركا"، ارتفعت مخصصات الأسهم، في حين هبطت التعرضات للسندات، ومستويات النقد في المحافظ العالمية إلى 3.9% في أكتوبر، من 4.2% في الشهر السابق، مما أثار "إشارة بيع"، كما كتب الاستراتيجيون بقيادة مايكل هارتنيت.
وقال دان وونتروبسكي من شركة "جاني مونتغمري سكوت" إن أسواق الأسهم الأميركية، التي تميل أكثر نحو زعامة الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة، تشهد جني أرباح اليوم مع طغيان موسم إعلان النتائج على بيانات ذروة الشراء والتداول الإضافي".
انخفض مؤشر "إس آند بي 500" إلى حوالي 5815 نقطة، كما نزل مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.8%.
هبطت مجموعة "يونايتد هيلث" بنسبة 8.1% بسبب توقعات مخيبة للآمال، في حين ارتفعت أسهم "بنك أوف أميركا كورب" بعد أن تجاوزت الأرباح التقديرات. ولم يتغير سهم "غولدمان ساكس غروب" كثيراً، وانخفض سهم "سيتي غروب" على الرغم من النتائج القوية.
انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات سبع نقاط أساس إلى 4.03%. وارتفع الدولار. وهبطت أسعار النفط بعد صدور تقرير يفيد بأن إسرائيل قد تتجنب استهداف البنية الأساسية للنفط الخام في إيران، وهو ما خفف المخاوف بشأن احتمال انقطاع الإمدادات.
تدفقات أسبوعية قياسية
كانت التدفقات الأسبوعية لمؤشر "إس آند بي 500" قريبة من أعلى مستوى تم رصده هذا العام، وفقاً لاستراتيجيي "سيتي غروب" بقيادة كريس مونتاغو. إن التمركز ممتد للغاية، قريباً من 98%.
أعرب لامار فيلير، مدير المحفظة في "فيلير آند كو" (Villere & Co.) عن خشيته أن تصبح التقييمات ممتدة، حيث تقترب الأسهم من "السعر المثالي".
مع ثبات مؤشر "إس آند بي 500" فوق عتبة 5800 نقطة، كان جوناثان غولوب وباتريك بالفري من مجموعة "يو بي إس إيه جي" (UBS Group AG’s) أحدث من رفعوا توقعاتهم لنهاية العام للمقياس، ليصبح 5850 نقطة بدلاً من 5600 نقطة، في حين رفعوه أيضاً للعام المقبل، ليصبح 6400 نقطة بدلاً من 6000.
كتب غولوب في مذكرة، إن "عدم اليقين بشأن السياسة المالية والنقدية، ونتائج الانتخابات المحتملة، تجعل عوائد عام 2025 بعيدة كل البعد عن اليقين". ولكن هذا لم يمنعه من الرهان على أن سوق الأسهم يمكن أن تستمر في العمل بقوة، مشيراً إلى أن المخاطر تميل إلى الجانب الإيجابي، مع تباطؤ التضخم، وخفض أسعار الفائدة، وتحسن نشاط المستهلكين والشركات منخفضة التكلفة، وقوة الأرباح على نطاق واسع.
بالنسبة لسكوت روبنر من "غولدمان ساكس"، من المقرر أن تمدد الأسهم الأميركية ارتفاعها إلى الأشهر الأخيرة من العام، مما يدفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى ما يزيد عن 6000 نقطة، مع عودة المشترين من الشركات إلى السوق، وتخلي المستثمرين المؤسسيين عن تحوطاتهم.