واصلت العقود الآجلة للصلب في الصين الارتفاع، في الوقت الذي تحاول فيه الدول كبح الإنتاج وسط الارتفاع الموسمي في الطلب. ووصل حديد التسليح لأعلى مستوى له في شنغهاي منذ بدء تداول العقود الآجلة في 2009، في حين تقترب اللفائف المدرفلة على الساخن من أعلى مستوى له في 2014.
وجاء صعود الأسعار بعدما تعهدت السلطات، وقطاع الصلب في الصين باتخاذ تدابير لخفض الإنتاج، بما في ذلك في مركز تانغشان، للحدِّ من انبعاثات الكربون.
وكتب بنك "سيتي غروب" في مذكرة: "نرجح أن تطلق الحكومة المركزية خطة ضبط إنتاج على مستوى الدولة قريباً، التي قد يليها المزيد من التخفيضات في المقاطعات الأخرى في النصف الثاني من العام..وبرغم المخاوف السوقية من المخاطر التضخمية المحتملة، نعتقد أنَّ الحكومة عازمة على الحدِّ من إنتاج الصلب لتقلِّص بصمتها الكربونية".
وأدى ارتفاع الأسعار إلى تعزيز هوامش مصانع الصلب في الصين، مما شجع المنتجين على زيادة الإنتاج، ورفع أسعار الحديد الخام القياسي الفوري إلى أعلى مستوى في عشر سنوات، ووصل إنتاج الصلب الخام إلى مستوى قياسي في مارس برغم الحملة على التلوث.
اضطرابات الخامات
وقال المحللون في "المجموعة المصرفية الأسترالية النيوزلندية"، ومنهم دانيال هاينيس، في مذكرة: "يبدو أنَّ منتجي الصلب يستفيدون أقصى استفادة من الهوامش العالية، ويعززون الإنتاج قبل القيود الإضافية المحتملة.. وهو ما يخلق طلباً قوياً على المواد الخام لصناعة الصلب، وإلى جانب المشكلات الحالية في جانب المعروض، تبدو أسعار الحديد الخام مدعومة جيداً على المدى القصير".
وبرغم ذلك، قال البنك، إنَّه إذا انتهت تدابير التحفيز الصينية في وقت لاحق من العام الجاري، سيضعف إنتاج الصلب بالأخير، كما أنَّ زيادة القيود البيئية على القطاع يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أسعار الحديد الخام.
وفي سوق الحديد الخام، تراجعت الصادرات من أستراليا للأسبوع الثالث، وفق بيانات الموانئ العالمية التي تجمعها "بلومبرغ"، وقالت "بي إتش بي غروب"، و"ريو تنتو غروب" الأسبوع الماضي، إنَّ الشحنات الفصلية تراجعت بسبب اضطرابات متعلِّقة بالطقس، في حين أنتجت "فالي" البرازيلية حديد خام أقل من المتوقَّع.
وتراجعت العقود الآجلة للحديد الخام في سنغافورة بنسبة 1.2% إلى 178.85 دولاراً للطن، في حين أغلقت الأسعار في مدينة داليان الصينية منخفضة بنسبة 0.8%، وهبط الحديد الخام القياسي الفوري بنسبة 1.1% إلى 185.75 دولاراً للطن يوم الأربعاء، متراجعاً من أعلى مستوى له منذ 2011.