تواجه سوق الأسهم السعودية عدة عوامل ضاغطة، وهو ما أفقدها كامل المكاسب التي حققتها منذ بداية العام.
بداية الربع الرابع كانت مقلقة للمستثمرين؛ فعلى الرغم من التفاؤل الذي صاحب استقبال الأسهم الجديدة، مثل شركة "تمكين للموارد البشرية" بعد دقائق من بدء تلقي طلبات المؤسسات لشراء أسهمها، فقد مؤشر السوق الرئيسية (تاسي) حوالي 1.3% منذ بداية الشهر الجاري حتى جلسة يوم الأحد.
أسباب التراجع
يتمثل أحد العوامل الضاغطة على السوق في تقليص صادرات النفط السعودية نتيجة الالتزام بقرارات "أوبك"، مما أثر على أداء سهم "أرامكو" بشكل كبير، وهو سهم ذو وزن نسبي مرتفع في المؤشر. ووفقاً لتحليل حمزة جلال الكعود من "تي إس لومبارد".
وبينما شكلت أسهم "أرامكو" و"مصرف الراجحي" و"مصرف الإنماء" ضغوطاً هبوطية إضافية على أداء المؤشر، كانت أسهم شركة "أكوا باور" و"معادن" و"المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام" أكبر داعم للسوق منذ مطلع الربع الأخير من هذا العام، بحسب بيانات السوق.
ويرى الكعود أن أداء السوق السعودي مرتبط بالأسواق العالمية، حيث تأثرت الأسهم العالمية هذا العام بمخاوف الركود في الاقتصاد الأميركي وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني.
قطاعات تضغط على الأسواق
أما ريان ليمند، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "نيوفيجن لإدارة الثروات"، فقد أشار إلى أن الاضطرابات الجيوسياسية قد تؤدي إلى تقليص المراكز المالية للأجانب والمحافظ الاستثمارية في السوق السعودية خلال الربع الأخير. وتوقع أن تشهد السوق تقلّباً، "ما لم يتم التوصل إلى تسوية للحرب الحالية وخفض مستوى التوتر".
وتوقع أن تتأثر سلباً قطاعات السياحة والترفيه والعقارات والبناء، بينما قد تبقى القطاعات الدفاعية المرتبطة بالإنفاق الفردي مستقرة. وفي المقابل، قد تشهد أسعار السلع الأساسية انتعاشاً حتى نهاية العام مما قد يفيد قطاعات فرعية متعددة داخل قطاع المواد الأساسية، خاصة وأن العديد من شركات القطاع تتداول عند تقييمات منخفضة، بحسب ليمند.
احتمال الصعود
رغم التحديات، تبقى احتمالات صعود سوق الأسهم السعودية قائمة، خاصة مع بدء موسم الإعلان عن نتائج الشركات، حيث يُتوقع أن تحقق الشركات المدرجة نمواً إجمالياً في الأرباح بنسبة 5% خلال الربع الثالث. وقال نيشيت لاخوتيا، رئيس الأبحاث في "سيكو بنك"، إن قوة الأرباح واستقرار البيئة الاقتصادية الكلية، بالإضافة إلى عدم تصعيد التوترات الجيوسياسية، قد تدفع السوق نحو الارتفاع.
ورغم التراجع الذي شهده مؤشر السوق الرئيسية (تاسي)، إلا أن بعض الأسهم المدرجة فيه تفوقت على السوق، حيث ارتفعت أسعار أسهم 34 شركة بأكثر من 50% خلال الشهور التسعة الأولى. وسجلت أسهم "البحر الأحمر" ارتفاعاً بنسبة 181%، و"تكافل الراجحي" بنسبة 170%، و"الكيميائية" بنسبة 165%.
عودة الصين إلى تبني سياسات تحفيزية لدعم اقتصادها قد تنعكس إيجاباً على أسواق الأسهم العالمية، بما فيها السوق السعودية. لكن بحسب الكعود، فإن ذلك يعتمد أيضاً على مدى احتواء المخاطر الجيوسياسية. ومن المتوقع أن يظل نشاط سوق الاكتتابات العامة الأولية قوياً حتى بداية شهر رمضان المقبل.
تأثير أسعار الفائدة
وفيما يتعلق بالسياسات النقدية، يتوقع الكعود أن يكون أداء السوق في الربع الأخير مرتبطاً بشكل وثيق بسرعة خفض سعر الفائدة الأميركية، وهو عامل رئيسي في تحفيز الاقتصاد الأميركي والعالمي. ومن المحتمل أن يتأثر القطاع المصرفي السعودي سلباً، نظراً لأن خفض أسعار الفائدة يقلل من إيرادات الفوائد، لكنه يحفز معدلات الإقراض على المدى الطويل، بحسب ليمند.
ساهمت في هذا التقرير: رهام الشايب riham.elchayeb@asharq.com