يسعى المستثمرون لحماية أنفسهم من صعود كبير محتمل في أسعار النفط. تواصل العقود المستقبلية لزيت النخيل ارتفاعها، بينما يقبل المضاربون على الاستثمار في صناديق الذهب المتداولة في البورصة، وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي وتخفيض أسعار الفائدة.
نستعرض فيما يلي 5 رسوم بيانية مهمة ينبغي متابعتها في أسواق السلع العالمية مع بداية أسبوع التداول.
عقود خيارات النفط
بينما هدأت موجة الارتفاع في العقود المستقبلية للنفط قليلاً، إلا أن اقتناص المستثمرين لعقود خيارات الشراء لوقاية أنفسهم من ارتفاع الأسعار استمر بوتيرة سريعة.
صعد إجمالي عقود خيارات الشراء المفتوحة لخام مزيج برنت -حيث يرتبط تحقيقها المكاسب بزيادة الأسعار- إلى مستوى قياسي بلغ 2.19 مليون عقد حتى الخميس الماضي. لا يزال المستثمرون في حالة توتر وسط عدم اليقين بشأن الصراع في الشرق الأوسط.
الإنفاق على الطاقة المتجددة
تشير تقديرات "بلومبرغ إن إي إف" إلى أن الإنفاق العالمي على الطاقة المتجددة وتكنولوجيا بطاريات تخزين الطاقة وتحديث الشبكات بحاجة إلى تسارع يتجاوز المستوى القياسي الذي شهده خلال 2023 للوصول إلى صفر صافي انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول 2050.
تتطلب مصادر الطاقة المتجددة استثمارات سنوية بقيمة تريليون دولار في الفترة من 2024 إلى 2030 لتحقيق هذا الهدف. خلال نفس الفترة الزمنية، ستحتاج بطاريات تخزين الطاقة استثمارات تصل إلى 193 مليار دولار سنوياً، بينما سيحتاج تحديث الشبكات استثمارات بقيمة 607 مليارات دولار سنوياً. ذكرت "بلومبرغ إن آي إف" أن الحكومات ينبغي أن تنهي دعمها للوقود الأحفوري وإزالة القيود التنظيمية وتسهيل سلاسل التوريد لتمكين شركات تطوير الطاقة النظيفة من تنفيذ المشروعات.
زيت النخيل
أسفر نقص الإمدادات لدى أكبر المنتجين، إندونيسيا وماليزيا، عن ارتفاع العقود المستقبلية لزيت النخيل، وهو الزيت النباتي الأكثر استهلاكاً حول العالم، لمستويات لم تُشاهد منذ أبريل الماضي.
تتقدم أعمار الأشجار التي تنتج هذه السلعة، وقد دفع هذا الارتفاع أسعار المحصول لتكون أعلى من بديله الرئيسي وهو زيت فول الصويا، الذي يتمتع محصوله بموسم حصاد وفير عالمياً. وفي حال تصاعدت الأعمال القتالية في الشرق الأوسط وأثرت على تجارة السلع الأساسية والطاقة، فإن ذلك ربما يزيد من دعم أسعار هذا الزيت الاستوائي، الذي يُستخدم أيضاً ضمن مدخلات إنتاج الوقود الحيوي.
صناديق الذهب المتداولة في البورصة
يقبل المستثمرون على صناديق الذهب المتداولة في البورصة في ظل ارتفاع أسعار المعدن بأكثر من 25% هذا العام، إذ يمثل ملاذاً آمناً في أوقات حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، كما يعد وسيلة لتنويع المحافظ المالية وحماية الثروات.
أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن الحيازات العالمية لصناديق الاستثمار في الذهب المادي سجلت 5 زيادات شهرية متتالية، وبلغت 3200 طن خلال سبتمبر الماضي. رغم أن المستثمرين باعوا ذهباً أكثر بحوالي 25 طناً من مشترياتهم في صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة منذ بداية العام الجاري، إلا أن التدفقات القوية في الأشهر الأخيرة دفعت قيمة هذه الصناديق إلى تحقيق مكاسب إيجابية بقيمة 389 مليون دولار، وفق ما ذكره جون ريد، خبير استراتيجي في مجلس الذهب العالمي.
وصل المعدن النفيس إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2600 دولار للأوقية الشهر الماضي، مدفوعاً بتحول بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نحو تخفيض أسعار الفائدة. يميل الذهب، غير المدر للعائد، إلى تحقيق أداء أفضل في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
إعصار ميلتون والغاز
انخفضت العقود المستقبلية للغاز الطبيعي قبل إعصار ميلتون وبعده، حيث عانى ملايين الأشخاص من انقطاع الكهرباء. يُستخدم الغاز لتشغيل محطات توليد الكهرباء للمنازل والشركات، وعندما تنقطع الكهرباء، ينخفض الطلب على الغاز بصورة كبيرة. هبطت العقود المستقبلية بنحو 8% على أساس أسبوعي.