تدفع تعاملات المضاربين الدولار الأميركي نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي وسط توقعاتهم لوتيرة أبطأ لخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
صعد مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.5% الأسبوع الجاري، ما يزيد مكاسبه منذ بداية أكتوبر إلى 1.7%، إذ عززت البيانات الاقتصادية الأميركية القوية التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتبنى نهجاً أكثر حذراً، حتى مع دراسة بعض البنوك المركزية الأخرى لاتخاذ تدابير إضافية لتيسير السياسة النقدية لدعم اقتصاداتها المحلية.
يعكس أداء أسواق المال توقعات المضاربين بأن مسؤولي السياسة النقدية الأميركيين سيخفضون تكاليف الاقتراض بمقدار ربع نقطة فقط خلال نوفمبر المقبل.
أوضح يوسوكي ميايري، خبير استراتيجي في مجال العملات في شركة "نومورا إنترناشيونال" (Nomura International): "من المحتمل أن تكون قوة الدولار ناتجة عن تحول مناقشات السوق من حجم التخفيض خلال نوفمبر المقبل إلى وقف التخفيض من عدمه".
تقلص المضاربة على هبوط الدولار
في حين انحسر زخم الدولار مع نهاية الأسبوع، يبقى مؤشر بلومبرغ قريباً من أعلى مستوياته منذ منتصف أغسطس الماضي. خفضت مجموعة من المستثمرين المضاربين في السوق، بما فيهم صناديق التحوط وشركات إدارة الأصول، الرهانات على تراجع الدولار إلى نحو 13.6 مليار دولار حتى الأول من أكتوبر الجاري، بعد أن بلغت 14.8 مليار دولار في الأسبوع الأخير من سبتمبر، وفق بيانات لجنة تداول السلع المستقبلية.
دعمت البيانات الأخيرة -التي أظهرت قوة سوق العمل الأميركية- الدولار خلال سبتمبر بجانب التقدم الكبير على صعيد كبح التضخم في الولايات المتحدة، ما دفع المتداولين لتقليص رهاناتهم على إقرار تخفيضات أسعار الفائدة كبيرة خلال اجتماعي السياسة النقدية المتبقيين لبنك الاحتياطي الفيدرالي في 2024.
المخاطر الجيوسياسية الناجمة عن الصراع في الشرق الأوسط عززت أيضاً الطلب على الدولار وعملات الملاذات الآمنة الأخرى مثل الفرنك السويسري.
تحيط حالة من عدم اليقين إزاء التحركات المستقبلية للعملة الخضراء. مع اقتراب الانتخابات الأميركية خلال أسابيع، بلغت التكلفة الإضافية المدفوعة لشراء عقود تحوطية ضد ارتفاع قيمة الدولار خلال الشهر المقبل مقابل سلة من العملات الأخرى أعلى مستوياتها منذ يوليو الماضي.
كتب استراتيجيو "جيه بي مورغان تشيس"، من بينهم باتريك لوك، في مذكرة للعملاء الأسبوع الحالي أن الدولار، الذي لم يكشف حتى الآن عن مخاطر ملموسة مرتبطة بالانتخابات الأميركية، يبدو "مطمئناً بطريقة مفرطة" نظراً لمؤشرات استطلاعات الرأي ومخاطر تغيرات سياسة الرسوم الجمركية.