استقرت أسعار النفط، بعد أكبر قفزة لها في يوم واحد منذ عام تقريباً، وسط مخاوف من أن إسرائيل قد تقرر ضرب منشآت النفط الخام الإيرانية رداً على هجوم صاروخي في وقت سابق من هذا الأسبوع.
اقترب خام برنت من 78 دولاراً للبرميل بعد ارتفاعه بنسبة 5% يوم الخميس، حيث قال الرئيس جو بايدن إن الولايات المتحدة تناقش ما إذا كانت ستدعم الهجمات الإسرائيلية المحتملة على البنية التحتية للطاقة الإيرانية. وقال مسؤول أميركي في وقت لاحق إن الإدارة لا تزال تجري محادثات مع إسرائيل، ويعتقد أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد. وكان خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 74 دولاراً.
وارتفع سعر النفط الخام بنحو 8% هذا الأسبوع، وهو أكبر ارتفاع منذ أوائل العام الماضي، إذ أثار تصاعد الأعمال العدائية احتمالية تعطل إمدادات النفط في الشرق الأوسط. ودخلت إسرائيل وإيران، وكذلك وكلاء طهران في لبنان وغزة واليمن، في مواجهة على مدار العام الماضي، مما أثار مخاوف من صراع شامل قد يجر دولاً أخرى.
وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد أن كثفت إسرائيل هجومها ضد "حزب الله" المدعوم من طهران، بما في ذلك إرسال قوات إلى جنوب لبنان. ودعت مجموعة الدول السبع دول المنطقة إلى "التصرف بمسؤولية وضبط النفس".
إمدادات الشرق الأوسط
يمثل الشرق الأوسط نحو ثلث إمدادات النفط الخام في العالم. وتضخ إيران نحو 3.3 مليون برميل من النفط الخام يومياً في الأشهر الأخيرة، مما يجعلها ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول.
وقدر بنك "سيتي غروب" أن أي ضربة كبيرة من قبل إسرائيل على الطاقة التصديرية الإيرانية يمكن أن تؤدي إلى زوال 1.5 مليون برميل من الإمدادات اليومية من السوق. وإذا قصفت إسرائيل بنية تحتية بسيطة، فمن الممكن أن تخسر ما بين 300 ألف إلى 450 ألف برميل.
هناك أيضاً مخاوف من أن طهران قد تزيد المخاطر من خلال استهداف البنية التحتية للطاقة في دول مجاورة، أو طرق الإمداد بما في ذلك مضيق هرمز الحيوي. وقالت شركة "كلير فيو إنرجي بارتنرز" (Clearview Energy Partners) إن انقطاع التدفقات عبر الممر المائي الضيق عند مصب الخليج العربي قد يؤدي إلى ارتفاع سعر النفط الخام بمقدار 13 إلى 28 دولاراً للبرميل.
يمكن للقفزة الكبيرة في أسعار النفط، إذا استمرت، أن تساهم في عودة التضخم، في وقت بدأ فيه العديد من البنوك المركزية، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي، في تخفيف أسعار الفائدة بعد انحسار وتيرة ارتفاع الأسعار.
رهانات صعودية
تومض أسواق الخيارات بعلامات تحذيرية، حيث يراهن المستثمرون على أن النفط قد يرتفع أكثر. وكانت عقود خيارات شراء خام برنت، التي تستفيد من ارتفاع الأسعار، عند أعلى نسبة مقارنة بخيارات البيع المعاكسة منذ عام، وذلك حتى إغلاق يوم الخميس. كما ارتفعت التقلبات الضمنية بشكل حاد.
بعيداً عن الأزمة، أعاد تحالف "أوبك+" التأكيد على خطة للبدء في إعادة بعض البراميل إلى السوق في ديسمبر، بينما استأنفت ليبيا الإنتاج بعد انحسار الأزمة السياسية في البلاد. هناك دلائل في السوق الحاضرة على أن الخلفية الاقتصادية لا تزال ضعيفة، ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت حزمة التحفيز الصينية الكبرى سيكون لها تأثير كبير على الاستهلاك في أكبر مستورد في العالم.