طغت هذه التوترات على البيانات الاقتصادية القوية الصادرة في الولايات المتحدة

توترات الشرق الأوسط تعود لتخيّم على تداولات وول ستريت

أحد المارة بالقرب من مبنى بورصة نيويورك للأوراق المالية - المصدر: بلومبرغ
أحد المارة بالقرب من مبنى بورصة نيويورك للأوراق المالية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تراجعت الأسهم الأميركية في وول ستريت مع تقييم المتداولين لاحتمال تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، في مقابل البيانات الاقتصادية الإيجابية. وواصل الخام والدولار مكاسبهما.

انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2%، وأنهى مؤشر "ناسداك 100" اليوم منخفضاً بشكل طفيف بعد تداولات متقلبة لمعظم الصباح. وتوتر مزاج الأسواق في وول ستريت بعد تعليقات محيرة من الرئيس جو بايدن حول ما إذا كان سيدعم إسرائيل في ضرب منشآت النفط الإيرانية.

ارتفعت مؤشرات النفط، إذ صعد خام برنت فوق 77 دولاراً للبرميل لأطول فترة من المكاسب اليومية منذ أغسطس، في حين تجاوز خام "غرب تكساس" الوسيط 73 دولاراً. ويشعر المستثمرون بالقلق من أنه في حال ضربت إسرائيل أصولاً إيرانية حاسمة، فإن طهران سترد بقوة وتصعد الصراع، مما يجر المزيد من البلدان إلى الصراع، وربما يعطل شحنات الطاقة العالمية.

مزيد من التقلبات

هذه الظروف تركت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية على مسارها نحو أول خسارة أسبوعية لها في أربعة أسابيع، بينما ينتظر العالم رداً إسرائيلياً على الضربة الصاروخية الإيرانية. واصلت طائرات إسرائيل الحربية قصف بيروت، بعد مقتل ثمانية من جنودها في جنوب لبنان في معارك ضد "حزب الله". واستأنف مؤشر الخوف في وول ستريت "VIX"، صعوده، مما يشير إلى وجود إشارة تحذيرية بأن المزيد من تقلبات الأسهم في المستقبل.

وقال توماس لي من مؤسسة فندسترات: "يشير مؤشر التقلبات إلى أننا ما زلنا في خضم فترة أكتوبر المشكوك فيها". لكن، مع وجود عوامل تاريخية متعددة لصالح مؤشر "إس آند بي 500" فيتوقع أن يلجأ المستثمرون للشراء "عند هذا الانخفاض".

في وقت سابق من الجلسة، محت الأسهم خسائرها لفترة وجيزة، بعد أن أظهرت قراءة أن قطاع الخدمات الأميركي في سبتمبر توسع بأسرع وتيرة منذ فبراير 2023. قفز مؤشر معهد إدارة التوريد للخدمات إلى 54.9 نقطة، متجاوزاً التقديرات. تشير القراءات فوق 50 إلى التوسع.

أظهرت بيانات أخرى أن طلبات إعانات البطالة الأميركية ارتفعت قليلاً الأسبوع الماضي إلى مستوى يتوافق مع عدد محدود من حالات تسريح العمالة. لم تتغير المطالبات المستمرة، وهي مقياس لعدد الأشخاص الذين يتلقون الإعانات، واستقرت عند 1.83 مليون في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات وزارة العمل الصادرة يوم الخميس.

كانت القراءات "قوية في سبتمبر"، وفق أبيل راينهارت من "جي بي مورغان تشيس آند كو". وكتب في مذكرة بحثية أن مطالبات البطالة الأولية "في المجمل لا تزال تبدو منخفضة للغاية، وهي علامة جيدة لسوق العمل".

وبالنسبة لمايكل ميتكالف، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في "ستايت ستريت غلوبال ماركتس" (State Street Global Markets)، فقد عاد الصراع الدولي ليحرك للأسواق. وقال: "قد يكون هناك ضغط لإعادة التوازن، لأن الأسواق متوترة، ولا أرى أن هذا إيجابي بشكل خاص للأسهم الأميركية".

البحث عن إشارات

في خضم هذا كله من عدم اليقين الجيوسياسي، يبحث المستثمرون عن إشارات أخرى حول صحة الاقتصاد الأميركي، مع صدور تقرير الوظائف الشهري يوم الجمعة. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.2% في سبتمبر، بينما من المتوقع أن ترتفع الرواتب بمقدار 150 ألف وظيفة.

وقال كالوم بيكرينغ، كبير خبراء الاقتصاد في شركة بيل هانت (Peel Hunt)، على قناة "بلومبرغ" التلفزيونية: "أنا بالطبع متوتر قبل صدور تقرير الوظائف غداً. إذا ارتفع معدل البطالة، فلن أتفاجأ بأن الأسواق ستعود إلى توقع (خفض الفائدة بمقدار) 50 نقطة أساس، ثم يصبح السؤال الآن هو كيف قد يتفاعل بنك الاحتياطي الفيدرالي".

يتوقع فايل هارتمان من "بنك مونتريال" أن تترك بيانات يوم الجمعة الخطوة التالية لبنك الاحتياطي الفيدرالي غامضة، إذ "لن تفعل بيانات الوظائف غير الزراعية أكثر من رفع أو خفض حدة البيانات المتبقية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي لتبرير الزيادة التالية في حجم خفض أسعار الفائدة".

على صعيد العمل، يبحث المستثمرون عن تقدم في حل إضراب عمال الموانئ الذي أغلق الموانئ الأميركية الحيوية. ووفقاً لمحلل شركة "كاون" جيسون سيدل، الذي استشهد بمكالمة مع أحد "المقربين من إضراب الموانئ"، فقد يتم التوصل إلى حل بحلول يوم الاثنين.

وفي أخبار الشركات، انزلقت أسهم شركة "تسلا" بسبب رحيل أحد كبار المسؤولين التنفيذيين، قبل الكشف عن روبوتات الأجرة ذاتية القيادة الأسبوع المقبل. انخفضت أسهم "ليفي شتراوس" بعد أن خفضت شركة الملابس توقعات نمو إيراداتها للعام بأكمله.

كما ارتفع مؤشر "بلومبرغ" للدولار لليوم الرابع، مدعوماً بارتفاع عائدات الخزانة. يسير الجنيه الإسترليني على مسار أسوأ يوم له منذ عام 2022، بعد أن اقترح مسؤول في بنك إنجلترا أن البنك المركزي قد يتبنى نهجاً أكثر عدوانية لخفض أسعار الفائدة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك