تراجعت أسعار الذهب بعد الارتفاع الذي شهدته أمس الثلاثاء، حيث تنتظر السوق الخطوات المحتملة في تصاعد النزاع بالشرق الأوسط عقب تعهد إسرائيل بالرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية. وتداولت الأونصة حول 2650 دولاراً بعدما أغلقت بارتفاع 1.1% في الجلسة السابقة، عندما أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي تجاه إسرائيل.
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الخطوة بأنها "خطأ كبير" وتعهد بأن يجعل إيران "تدفع الثمن". وأشارت تقارير سابقة إلى أن الولايات المتحدة تدعم بنشاط الاستعدادات للدفاع عن إسرائيل.
قالت تشارو تشانانا، استراتيجي في مؤسسة "ساكسو كابيتال ماركتس" (Saxo Capital Markets) "غالباً ما تؤدي أخبار النزاعات الجيوسياسية إلى ردود فعل فورية في السوق، لكن هذه ردود تميل إلى الانعكاس إذا لم تتأثر أصول مهمة". وأضافت أن الذهب لا يزال ملاذاً آمناً جذاباً. وتابعت: "عند النظر في كيفية تفاعل الأسواق لاحقاً، سيكون القلق الرئيسي هو مخاطر التصعيد، خصوصاً إذا استهدفت أصول إيران النفطية".
ارتفع الذهب بنسبة تقارب 30% هذا العام، محققاً سلسلة من الأرقام القياسية. وعززت المكاسب الأخيرة من التوقعات بتخفيف أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، الذي بدأ دورة تيسير نقدي الشهر الماضي بخفض قدره 50 نقطة أساس.
كما كان المتداولون يقيّمون توقعات أسعار الفائدة. ويراهن متداولو عقود المقايضة على فرصة تبلغ واحداً من كل ثلاثة أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض نصف نقطة مئوية أخرى في نوفمبر، لكن هذا قد لا يتحقق كما هو متوقع، وفقاً لما حذر منه لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ".
بالإضافة إلى أي تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، سيراقب المتداولون أيضاً تقرير الوظائف الأميركية لشهر سبتمبر المنتظر صدوره يوم الجمعة، والذي قد يكون حاسماً في تقديم رؤى حول وتيرة تخفيضات الفائدة من قبل الفيدرالي.
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% إلى 2652.56 دولار للأونصة في تمام الساعة 8:20 صباحاً بتوقيت لندن، وهو أدنى من أعلى مستوى تاريخي له والبالغ 2685.58 دولار الذي سجله الأسبوع الماضي. فيما لم يتغير مؤشر بلومبرغ للدولار كثيراً، وانخفض سعر الفضة، وزاد البلاتين قليلاً، بينما ظل البلاديوم مستقراً.