ارتفعت أسعار النفط بعد أن أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل، مما زاد من خطر انقطاع الإمدادات في منطقة تضخ ثلث النفط الخام في العالم.
قفزت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 5.5% لتقترب من 72 دولاراً للبرميل، وهو أكبر ارتفاع يومي للأسعار منذ أكتوبر 2023. ولكن الخام الأميركي قلّص لاحقاً مكاسبه، ليُتداول بالقرب من 70 دولاراً للبرميل، بعد أن بدا أن إسرائيل حمت نفسها بشكل فعال من الهجوم، في حين تم تداول خام "برنت" القياسي العالمي فوق 73 دولاراً للبرميل.
قال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت أكثر من 100 صاروخ باليستي على البلاد، مشيراً إلى اعتراض العديد من هذه الصواريخ، ولم تكن هناك إصابات واضحة من الهجوم. قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن أمر الجيش بمساعدة إسرائيل، وإسقاط أي صواريخ تستهدف البلاد.
قال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في "بي أو كيه فاينانشال سيكيوريتيز" إنه "بينما يبدو أن حالة الذعر في السوق في الأمد القريب قد انتهت، فمن المرجح أن تستمر التوترات في التجارة خلال الأيام القليلة المقبلة، حتى تتكشف المزيد من المعلومات".
قد يؤدي التورط المباشر لإيران العضو في "أوبك"، إلى زيادة احتمال حدوث اضطرابات في إمدادات النفط في المنطقة، وهو ما لم يحدث خلال الحرب التي استمرت ما يقرب من عام. وارتفع إنتاج إيران إلى أعلى مستوى له في ست سنوات عند 3.37 مليون برميل يومياً في أغسطس، قبل أن يتراجع قليلاً في سبتمبر. ووفقاً لأرقام أميركية كانت إيران تاسع أكبر منتج للنفط في العالم العام الماضي.
إمكانية ارتفاع الأسعار
"قد ترتفع أسعار النفط بمقدار 5 دولارات أخرى في الأيام القليلة المقبلة إذا لم نشهد أي وقف لإطلاق النار في الصراع" وفق فؤاد رزاق زادة، المحلل في "سيتي إندكس" و"فوركس.كوم". وأضاف: "ولكن طالما لم تكن هناك اضطرابات فعلية في العرض، فإن مخاوف الطلب وانخفاض شهية المخاطرة من شأنهما الإبقاء على الاتجاه الصعودي محدوداً".
انخفضت أسعار النفط بنحو 19% منذ أول يوم تداول بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل.
يمثل الصراع أحد أكثر التهديدات لإمدادات النفط أهمية منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي هزت الأسواق العالمية. ومن المرجح أيضاً أن يكون الارتفاع المستمر في أسعار الخام مصدر قلق كبير للمستهلكين الذين كانوا يشعرون ببعض الراحة مع تراجع التضخم في العديد من أنحاء العالم.
وفي الولايات المتحدة، حيث تُعد أسعار النفط محوراً رئيسياً للناخبين، سيحرص كلا المرشحين الرئاسيين أيضاً على التخفيف من ارتفاع محتمل في الأسعار على المستهلكين النهائيين.
كان المضاربون على النفط يتكدسون في أكثر مراكز السوق هبوطاً على الإطلاق، مدفوعين بالمخاوف من ضعف نمو الطلب. تركت الرهانات القصيرة المرتفعة السوق عرضة لارتفاعات سريعة في حال كان من الضروري فك هذه الرهانات.
قالت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين في مجال الطاقة في "سي آي بي سي برايفت ويلث" إنه في الأمد القريب، قد ترتفع أسعار الخام بمقدار بضعة دولارات أخرى للبرميل، مع قيام المتداولين بتغطية رهاناتهم القصيرة.
زادت التوترات في الشرق الأوسط بعد قتل زعيم "حزب الله" حسن نصر الله الأسبوع الماضي. يوم الإثنين، قصفت إسرائيل وسط بيروت، وبدأت قواتها ما أسمته "توغلات برية مستهدفة".
كما أدى اندلاع التوتر في الشرق الأوسط إلى إدخال تقلبات في السوق التي كانت خامدة. ارتفع أحد مقاييس التقلبات الضمنية في خام "برنت" يوم الثلاثاء، إلى أعلى مستوى منذ يناير.
في الربع الماضي، انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 16% على خلفية التوقعات بأن تحالف "أوبك+" سيفي بخطط إعادة بعض الإنتاج إلى السوق، في نفس الوقت الذي يتزايد فيه الإنتاج من خارجه. كما أثرت المخاوف بشأن ضعف الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، على الأسعار.