بيانات التضخم الصادرة يوم الجمعة تعزز التفاؤل بتماسك الاقتصاد الأميركي بعد موجة تشديد السياسة النقدية

الأسهم الأميركية ترتفع للأسبوع الثالث مدعومة بخفض الفائدة

تمثال الثور بالقرب من بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
تمثال الثور بالقرب من بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي -رغم تراجعها يوم الجمعة- بعد بيانات طمأنت المستثمرين بأن النمو الاقتصادي يهدأ دون السقوط في الهاوية.

صعدت أسعار سندات الخزانة بعدما عززت البيانات الرهانات على مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وتراجعت العائدات عبر مختلف الآجال، ليبلغ معدل الفائدة على الأوراق المالية لأجل 10 سنوات حوالي 3.75%. وتراجعت قيمة الدولار للأسبوع الرابع.

ارتفع المؤشر الأكثر متابعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم الأساسي في الولايات المتحدة بشكل طفيف في أغسطس، وكذلك الإنفاق الاستهلاكي المعدل حسب التضخم. وأكدت هذه الأرقام ما يعرفه التجار بالفعل عن قوة الاقتصاد بعد تحليل عدد كبير من البيانات في وقت سابق من هذا الأسبوع. وجاءت بيانات معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة يوم الجمعة متفقة مع حالة التفاؤل السائدة.

 

لم تؤثر تعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع على التصورات الحالية حول مسار البنك المركزي الأميركي (لخفض الفائدة). قال ألبرتو مسلم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، يوم الجمعة، إنه يفضل خفض أسعار الفائدة "تدريجياً" بعد التخفيض الكبير الأسبوع الماضي. وفي الوقت نفسه، أعادت ميشيل بومان محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي التأكيد على وجهة نظرها بأن الاقتصاد الأميركي لا يزال قوياً. يوم الخميس، لم يقدم رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أي تفاصيل حول التوقعات الاقتصادية أو مسار السياسة النقدية خلال خطاب مسجل مسبقاً.

وشملت المحفزات الأخرى هذا الأسبوع إعلانات التحفيز اليومية من الصين والتي أبقت المعنويات متفائلة إلى حد كبير. كما قامت العديد من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم –في سويسرا والمكسيك والمجر وجمهورية التشيك– بتخفيض أسعار الفائدة هذا الأسبوع. ويُتوقع أن يكون المحرك الرئيسي للأسواق في وقت لاحق من الأسبوع المقبل بيانات الوظائف، والتي ستوفر المزيد من الأدلة حول حالة سوق العمل.

على الرغم من الأسبوع المتفائل بشكل عام، تراجع مؤشرا "إس آند بي 500" (S&P 500) و"ناسداك 100" (Nasdaq 100) خلال جلسة الجمعة، تحت ضغط من تراجع سعر سهم "إنفيديا" بسبب الأخبار التي تفيد بأن الصين تحث الشركات المحلية على تجنب رقائقها. كما زاد الإقبال على المخاطرة اليوم بعد أن قالت إسرائيل إنها قصفت مقر حزب الله في بيروت.

حتى بعد طوفان من البيانات هذا الأسبوع، لا تزال الأسواق حائرة بين خفض الفائدة ربع نقطة ونصف نقطة في الاجتماع القادم لبنك الاحتياطي الفيدرالي. ويرى الاقتصاديون الآن أن التضخم سيصل إلى هدف البنك المركزي الأميركي البالغ 2% العام المقبل.

قال كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في "إي* تريد" (E*Trade): "مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الصادر اليوم يأتي ضمن قائمة البيانات الاقتصادية المبشرة"، و"التضخم يواصل التقهقر، ورغم أن النمو الاقتصادي قد يتباطأ، إلا أنه ليس هناك ما يشير إلى أنه يتجه نحو الهاوية".

داميان ماكنتاير، مدير المحافظ لدى "فيديريتد هيرميس" (Federated Hermes) يرى أنه رغم أن الهبوط السلس للاقتصاد ليس مضموناً، إلا أنه يجب على المستثمرين أن يجدوا العزاء في قوة البيانات الاقتصادية الأخيرة.

وأضاف: "تؤكد بيانات التضخم اليوم ما قاله لنا جيروم باول الأسبوع الماضي: التضخم يتراجع، والاستهلاك قوي، وسوق العمل لا تزال مرنة".

على صعيد آخر، سجل مؤشر "سي إس آي 300" (CSI 300) الصيني أفضل أداء أسبوعي له منذ 2008. وفي أوروبا، أغلقت الأسهم عند أعلى مستوى جديد على الإطلاق يوم الجمعة، متوجة أفضل أسبوع لها منذ أكثر من أربعة أشهر.

ومن بين السلع، ارتفعت أسعار النفط بعد أن قالت إسرائيل إن جيشها ضرب المقر الرئيسي لحزب الله في جنوب بيروت، مما أدى إلى تفاقم التوترات في الشرق الأوسط.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك