وجَّه بائعو النفط الكنديون صادراتهم النفطية إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، في خطوة استثنائية مدفوعة بتعافي الطلب العالمي المتعثِّر بسبب وباء كورونا.
للمرة الثانية هذا الشهر، ستُحمَّل ناقلة بالنفط الخام من مقاطعة نيوفاوندلاند الغنية بالنفط في شرق كندا لتتجه إلى الساحل الغربي في الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات تجهيزات الشحن التي جمعتها وكالة "بلومبرغ".
ومن المقرَّر أن تتلقى الناقلة "أكواسورازو" (Aquasurazo)، المحجوزة لشركة "بريتش بتروليم BP"، إمدادات مخصَّصة لمصفاة "تشيري بوينت" في ولاية واشنطن نهاية الأسبوع الجاري. كما تمَّ تحميل سفينة مستأجرة من قبل شركة "شيفرون" في مقاطعة نيوفاوندلاند أيضاً خلال الأسبوع الماضي، وهي في طريقها حالياً لتسليم الخام إلى مصانع بكاليفورنيا. وقالت "BP"، إنَّها لا تعلِّق على عملياتها اليومية.
تعكس تلك الرحلات النادرة الاحتياجات المتغيرة، وإن كانت مؤقتة، لأكبر مشترٍ خام "نيوفاوندلاند". وفي حين يعمل برنامج طرح اللقاح السريع على تعزيز الاستهلاك في الولايات المتحدة، إلا أنَّ الطلب لا يزال ضعيفاً في أوروبا بسبب فرض الإغلاقات المختلفة. وتواجه كندا أيضاً تدابير تقييد مماثلة، فيما تؤدي التحوُّلات في الاستهلاك إلى تزايد أكوام الإمدادات غير المباعة في حوض الأطلسي.
وقال زاكاري روجرز، مدير الخدمات النفطية العالمية في "رابيدان إنيرجي غروب" (Rapidan Energy Group): "يؤدي الاختلال في توازن حوض الأطلسي، وعمليات الإغلاق المستمرة في كندا إلى اضطراب مؤقت في سوق النفط الخام"، مضيفاً أنَّ المصافي البعيدة ستشتري النفط أيضاً عند السعر المناسب.
النفط الكندي يبحث عن سوق
من المقرَّر أن تصل شحنات "نيوفاوندلاند"، التي يبلغ حجم كل منها حوالي 600 ألف برميل، إلى الساحل الغربي الأمريكي في شهر مايو، كما تقترب ولاية كاليفورنيا الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد، إلى عودة الافتتاح، وسط احتمالات بإلغاء معظم القيود الناتجة عن وباء كورونا هذا الصيف. واستهدفت صادرات النفط السابقة من مقاطعة "نيوفاوندلاند" إلى الولايات المتحدة، الساحل الشرقي وساحل الخليج، وفقاً لإحصاءات كندا.
تتضخَّم المخزونات في حوض المحيط الأطلسي، إذ يواجه البائعون في غرب أفريقيا، وبحر الشمال طلباً ضعيفاً غير اعتيادي من المشترين النموذجيين في أوروبا وآسيا، كما ضعف الاستهلاك بسبب إجراء الصيانة الموسمية في المصافي إلى جانب إلى إجراءات الإغلاقات.
وقال راندي جيفينز، نائب الرئيس الأول لأبحاث أسهم الطاقة البحرية في شركة "جيفيريز "، إنَّ نفط شرق كندا يتجه إلى أماكن أبعد للعثور على سوق له. ولفت إلى أنَّ الرحلة الطويلة، التي من المتوقَّع أن تشمل عبور قناة بنما، تعدُّ رخيصة، كما يحصل البائعون على أسعار مخفَّضة لتعويض التكلفة الإضافية."