تكشف هوامش أرباح تكرير النفط عن بوادر انتعاش مبكرة. فيما لا يزال الليثيوم في حالة ركود رغم تعديلات الإنتاج في أكبر منجم بالصين. في الوقت نفسه، تشهد أفريقيا أسوأ فيضانات منذ عقود، ما يدمر أزمة السلع الزراعية ويُفاقم نقص الغذاء.
كل هذا وأكثر نستعرضه في 4 رسوم بيانية وخريطة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في أسواق السلع العالمية مع بداية أسبوع التداول، كالآتي:
النفط
تعاني سوق النفط من هوامش أرباح تكرير ضعيفة منذ عدة أسابيع، لكن تظهر مؤشرات على تحول إيجابي. ففي أعقاب عدد من التخفيضات في معدلات التكرير في أوروبا، بالإضافة إلى حالات توقف عن العمل غير مخطط لها، استعادت هوامش أرباح أعمال التكرير الخفيف لخام برنت بعضاً من توازنها بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى منذ 10 شهور.
وإذا استمر انتعاش هوامش الأرباح؛ فقد يدفع ذلك أسعار النفط الخام للارتفاع في الأجل القصير، رغم أن المتداولين ما يزالون يتعاملون مع زيادات كبيرة في السعة الإنتاجية التي عززت المعروض للعام الحالي.
الحبوب
تمتلئ المخازن الصينية بالحبوب وسط أزمة اقتصادية تضرب البلاد، ما يترك المزارعين حول العالم أمام احتمالات تباطؤ طويل الأمد في الطلب من أحد أكبر عملائهم.
طلبت بكين من التجار تقليص عمليات شراء الذرة والشعير والذرة الرفيعة من الخارج، في محاولة لتخفيف فائض المعروض الذي تفاقم بسبب موجة شراء سابقة عندما اقتنصوا شحنات خارجية رخيصة بوقت سابق من هذا العام. هذه الشحنات وصلت في النهاية إلى الموانئ الصينية تزامناً مع تراجع الطلب.
الطقس
أثربت الفيضانات التي ضربت مناطق واسعة من غرب ووسط أفريقيا على أكثر من 4 ملايين شخص وألحقت أضراراً فادحة بالمحاصيل في منطقة تعاني بالفعل من نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي.
طالت الفيضانات التي أسفرت عن حالات وفيات 14 دولة على الأقل، وتُعد تلك الدول من أضعف البلدان استعداداً على مستوى العالم لمواجهة الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية، إذ تتوفر موارد محدودة لتطوير البنية التحتية لتجابه لأحوال الجوية الصعبة. تعاني المنطقة من دمار هائل في الأراضي الزراعية وغرق المواشي وتلف المحاصيل، بما فيها الكاكاو والذرة والأرز والدُخن والذرة الرفيعة، في أسوأ فيضانات منذ 30 سنة.
الليثيوم
لم يسهم توقف أحد أكبر مناجم الليثيوم في الصين الشهر الحالي بصورة كبيرة في انتعاش أسعار هذا المعدن المستخدم في تصنيع البطاريات. أعلنت شركة "كونتيمبوراري أمبريكس تكنولوجي"، المعروفة اختصاراً بـ(CATL)، أنها تعمل على تعديل إنتاجها في منجم ييتشون بمقاطعة جيانغشي. ورغم أن هذا المنجم يُعد أحد أكبر مصادر الليثيوم حول العالم، إلا أنه ما يزال هناك موردون آخرون في الساحة أيضاً.
تعاني المعادن المستخدمة في تصنيع البطاريات، بما فيها الليثيوم والكوبالت والنيكل جراء وفرة الإنتاج الجديد الذي فاق حجم الطلب، لا سيما وسط تباطؤ وتيرة استخدام السيارات الكهربائية.
المركبات الكهربائية
تشجع مليارات الدولارات من الحوافز الحكومية التوسع في البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية عبر كافة أنحاء العالم. ومن المتوقع أن ترتفع أعداد محطات الشحن بنحو 800 ألف محطة خلال النصف الثاني من العام الحالي، لترتفع بذلك بمقدار الثُلث مقارنة مع الأرقام المسجلة خلال النصف الأول من السنة الجارية، وفق تقديرات "بلومبرغ إن إي إف".
وتشير الاتجاهات إلى أن الصين ربما تشهد إضافة المزيد من محطات الشحن في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة الحالية، في حين أن المنح الحكومية في الولايات المتحدة الأميركية ودخول شركات جديدة، مثل مشروع "آيونا" (Ionna) المشترك بين شركات تصنيع السيارات، قد يُعزز النمو في أميركا الشمالية بعد 2024، رغم تباطؤ مبيعات المركبات الكهربائية حالياً.