قال الملياردير روبرت فريدلاند رائد الاستثمار في التعدين، إنَّ إمدادات النحاس أصبحت بالغة الأهمية بالنسبة لتوليد الكهرباء الضرورية للاقتصاد العالمي إلى درجة يجب اعتبار تعدين النحاس وإمداداته قضية أمن قومي.
وأضاف فريدلاند الشريك المؤسس ورئيس شركة "إيفانو ماينز Ivanhoe Mines Ltd." التي تعمل على استكشاف المناجم وتطويرها في افريقيا، أنَّ شركات التعدين يجب أن تصبح "كالأبطال الحقيقيين"، وعلى الحكومة أن تدعم الصناعة لتحقيق الانتقال بنجاح إلى الطاقة والنقل النظيفين. كما أشار إلى أنَّ العالم لم يدرك بعد حجم الاضطراب الذي قد يتسبَّب فيه استبدال الوقود الأحفوري، إذ لا يعلم معظم الناس في المدن مصدر المواد الخام اللازمة لاستمرار حياتهم اليومية.
وقال فريدلاند في مؤتمر النحاس العالمي CRU يوم الثلاثاء: "كل شيء نحاس، نحاس، نحاس ، نحاس ، نحاس ، نحاس".
وفي الوقت الذي يتبنَّى الملياردير البالغ من العمر 70 عاماً وجهة نظر طويلة المدى بشأن زيادة الإمدادات؛ تناقضت دعواته التحذيرية مع كلمات بعض زملائه في المؤتمر، الذين أعربوا عن ترددهم في الإسراع بخطط النمو في سوق حساس لتطورات أنشطة الأعمال.
وتتفق تعليقات فريدلاند مع آراء محللين صاعدين، مثل نيكولاس سنودون من مجموعة "غولدمان ساكس" الذي يتوقَّع ارتفاعاً قياسياً في الأسعار في الوقت الذي تتجه فيه إمدادات النحاس لمواجهة ظروف قاسية، لم تشهدها منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
تراجع الاستثمارات بقطاع التعدين
وقال فريدلاند، إنَّ التعدين يعاني من ندرة الاستثمارات منذ سنوات، مما أدَّى إلى تراجع الاستكشافات في أمريكا. فعلى مدار 20 - 30 عاماً "لم يكن الأمر رائعاً بالنسبة لي". وأكمل قائلأ: من أين تأتي الإمدادات المستقبلية؟ "سيكون موضوع نقاش محتدم"، وكذلك كيفية فرض الضرائب عليها وتنظيمها.
ويعدُّ النحاس مكوِّناً رئيسياً في البنية التحتية الخضراء، ويدخل في تشييد الشبكات إلى توربينات الرياح، كما تزداد الحاجة لضخِّ استثمارات كبيرة من أجل توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لتلك الاقتصادات.
وأشار فريدلاند إلى أنَّ شبكة الطاقة الأمريكية تعدُّ "مزحة" مقارنة بالشبكة الصينية لذلك، فهي تحتاج إلى استثمار 10 تريليونات دولار و"كميات قياسية" من المعادن الضرورية لكي تصل إلى حجم الشبكة الصينية.
وقال فريدلاند: "شهدنا ارتفاعاً كبيراً في أسعار النحاس على المدى القصير، لكن بالنظر إلى المدى المتوسط نجد النحاس بالفعل قضيةَ أمن قومي، وعاملاً أساسياً لتحقيق أهدافنا الاقتصادية ".
كما أوضح أنَّ التعدين، وفي الوقت الذي تزداد فيه أهميته كعامل رئيسي في وقف الانبعاثات الكربونية عالمياً، يواجه تحديات بشان خفض الانبعاثات الخاصة به في الوقت الذي تتدهور جودة وإمدادات الخام حول العالم، في حين نحتاج لزيادة حجم تلك الإمدادات، وهو ما سوف يزيد من انبعاثات الكربون.
وقال فريدلاند، التعدين يحتاج إلى الطاقة الكهرومائية والنووية، وكذلك الطاقة المتجددة. وأضاف: على الجميع توقُّع فرض ضريبة على كلِّ الأنشطة التي تتسبَّب في انبعاثات الكربون.