أسهم القطاع المالي تتراجع تحت وطأة خفض توقعات الأرباح

التكنولوجيا تنهض بمؤشرات الأسهم الأميركية وسط ترقب لبيانات التضخم

متداولون في قاعة التداول ببورصة نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
متداولون في قاعة التداول ببورصة نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أدى ارتفاع أسعار أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم إلى صعود مؤشرات وول ستريت، في مواجهة سلسلة من التعليقات الحذرة من المسؤولين التنفيذيين في البنوك، والتي أدت إلى تراجع أسهم القطاع المالي.

في جلسة شهدت العديد من التقلبات، أغلق مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) التعاملات مرتفعاً. قادت "تسلا" صعود أسعار أسهم الشركات الكبرى بعد مكالمة محللين متفائلة. وسجل سعر سهم "أوراكل" أعلى مستوياته على الإطلاق. وقال "بنك أوف أميركا كورب" إن نتائج أعمال الخدمات المصرفية الاستثمارية ستكون أقل مما توقعه البعض في وول ستريت. كما خفف "حيه بي مورغان" من تفاؤله بشأن الأرباح. في وقت سابق من هذا الأسبوع، أشار "غولدمان ساكس"  إلى أن نتائج أعمال وحدة التداول الخاصة به في طريقها للانخفاض 10% عن العام السابق.
كما يتفحص المتداولون المخاطر المرتبطة بالانتخابات قبل المناظرة الأولى بين الرئيس السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس كامالا هاريس. تعد هذه المناظرة بمزيد من الوضوح للمستثمرين الذين أمضوا أشهراً في فحص بيانات وشعارات الحملات الانتخابية حول المقترحات الضريبية، وتوقعات الرسوم، وخطط الإنفاق الحكومي، والسياسات المتعلقة بالطاقة والمركبات الكهربائية والرعاية الصحية ضمن أمور أخرى.

ترقب بيانات التضخم

وقبيل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك، أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسرش" (22V Research) أن 56% من المشاركين يعتقدون أن التضخم الأساسي يسير على "مسار تباطؤ مناسب للاحتياطي الفيدرالي". وفي الوقت نفسه، ظلت نسبة المستثمرين الذين يتوقعون حدوث ركود مرتفعة. ويتوقع ما يقرب من 48% من المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع أن يكون رد الفعل على مؤشر أسعار المستهلكين "مختلطاً/ضئيلاً"، بينما رجح 32% "إقبالاً على المخاطرة" و20% فقط توقعوا "عزوفاً عن المخاطرة".

قال سمير سمانا من "معهد ويلز فارغو للاستثمار": "بالنظر إلى توقعات السوق القوية لتخفيضات أسعار الفائدة، فإذا جاءت أرقام التضخم أعلى من المتوقع، فسيؤدي ذلك إلى تقلبات هبوطية"، و"إن القراءة الأقل من المتوقع تنطوي على المزيد من المخاطر في الاتجاهين لأنها تخلق مساحة أكبر لبنك الاحتياطي الفيدرالي للخفض، ولكنها قد تشير أيضاً إلى أن الاقتصاد يتباطأ بشكل أسرع من المتوقع".

 

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.4%. صعد مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) بنسبة 0.9%. وانخفض مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.2%. وقفز مؤشر بلومبرغ للشركات الكبرى "العظماء السبعة" بنسبة 1.5%. واستقر مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة. وانخفض مؤشر البنوك "KBW" بنسبة 1.8%.

وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار ست نقاط أساس إلى 3.64%. وتراجعت أسعار عقود مزيج برنت الآجلة إلى ما دون 70 دولاراً في ظل تفاقم المخاوف من زيادة المعروض.

خفض الفائدة المتوقع يدعم وول ستريت

من غير المرجح أن تنخفض الأسهم الأميركية بنسبة 20% أو أكثر، خاصة أن مخاطر الركود لا تزال منخفضة مقارنة بتخفيضات الاحتياطي الفيدرالي المتوقعة في أسعار الفائدة، وفقاً لاستراتيجيي "غولدمان ساكس".

وقال الفريق الذي يقوده كريستيان مولر غليسمان إنه رغم أن أسعار الأسهم قد تنخفض حتى نهاية العام -متأثرة بالتقييمات المرتفعة وتوقعات النمو المختلطة وعدم اليقين بشأن السياسات النقدية- فإن احتمالات التحول إلى سوق هابطة تماماً ضئيلة خاصة أن الاقتصاد مدعوم جزئياً أيضاً بـ"قوة القطاع الخاص".

علاوة على ذلك، يُظهِر التحليل التاريخي الذي أجراه الخبراء الاستراتيجيون أن الانخفاضات التي تجاوزت 20% في مؤشر "إس آند بي 500" أصبحت أقل تواتراً منذ التسعينات، مدفوعة بدورات أعمال أطول، وانخفاض تقلبات الاقتصاد الكلي، و"الإجراءات الوقائية" من قبل البنوك المركزية.

اقتناص الصفقات

قال الاستراتيجيون الكميون بقيادة جيل كاري هول يوم الثلاثاء إن عملاء "بنك أوف أميركا" سجلوا صافي شراء بقيمة 2.4 مليار دولار في الأسهم الأميركية الأسبوع الماضي والذي تكبد فيه مؤشر "إس آند بي 500" أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس 2023.

استقبلت ثمانية من 11 قطاعاً استثمارات واردة الأسبوع الماضي -بقيادة التكنولوجيا- والتي شهدت أكبر تدفقات واردة لها منذ يونيو. وتلقت خدمات الاتصالات ثاني أكبر حجم من الاستثمارات الواردة، لتواصل مكاسبها على مدى 23 أسبوعاً. وتخلص العملاء من أسهم العقارات والصناعات والمواد.

قال ديفيد باهنسن من "باهنسن غروب" (Bahnsen Group): "إن التوقعات بتيسير السياسة النقدية خلقت ظروفاً إيجابية للأسواق، ولكن نظراً لأن تقييمات أسهم التكنولوجيا أصبحت مبالغاً فيها للغاية، فإن أي إيجابية في السوق تظهر الآن بشكل أكبر في المناطق المقومة بأقل من قيمتها السوقية، بدلاً من الأسهم المبالغ في تقييمها في السوق". و"يتجاهل العديد من المستثمرين الذين يركزون على أسهم التكنولوجيا الكبيرة التقييمات، والتي تعد واحدة من أهم المقاييس".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك