تؤدي الشكوك حيال الطلب إلى تراجع أسواق النفط، مما يدفع صناديق التحوط لتقليص رهاناتها على صعود الأسعار. فيما يسير خام الحديد كذلك نحو اتجاه هبوطي مع انخفاض أسعار الصلب في الصين. وعلى النقيض من ذلك، يشهد الوقود الحيوي زخماً متزايداً على حساب النفط في البرازيل.
كل هذه السلع وأكثر نستعرض تطوراتها في 5 رسوم بيانية ينبغي أخذها بعين الاعتبار في أسواق السلع العالمية مع بداية أسبوع التداول كالآتي:
النفط
تنحسر مشاعر التفاؤل لدى صناديق التحوط تجاه النفط الخام لمستويات هي الأقل خلال ما يفوق 13 سنة من البيانات المسجلة مع احتمال زيادة المعروض وهبوط الطلب.
قلصت شركات إدارة الثروات مراكزها الشرائية مجتمعة على خامي برنت وغرب تكساس الوسيط بمقدار 99889 عقداً ليصل إجمالي صافي المراكز الاستثمارية الشرائية الطويلة إلى 139242 عقداً، وفق بيانات بورصة "إنتركونتيننتال إكستشينج" الأوروبية ولجنة تداول السلع الأساسية المستقبلية الأميركية للأسبوع المنتهي في 3 سبتمبر.
تشكل هذه الأرقام -التي صدرت بعد ظهر أمس الجمعة الماضية- أدنى مراكز شرائية صافية بناء على بيانات ترجع إلى مارس 2011. ويأتي هذا التوجه الهبوطي وسط انخفاض كبير في الأسعار خلال الأيام الأخيرة، مدفوعاً بالقلق بشأن الطلب في الولايات المتحدة الأميركية والصين، وتفاقم عمليات البيع واسعة النطاق من قبل الصناديق التي تعتمد على التداول عبر الخوارزميات.
خام الحديد
يُعد الحديد أبرز ضحايا أزمة العقارات في الصين مقارنة بالسلع الأساسية الأخرى، حيث تراجعت المادة الخام لتصنيع الصلب بنحو الثلث منذ بداية العام الحاري، ويجري تداولها حالياً أقل كثيراً من مستوى 100 دولار للطن.
توقعت شركة التعدين "بي إتش بي غروب" وصول الأسعار لنطاق دعم يتراوح ما بين 80 و100 دولار حيث تضطر المناجم عالية التكلفة إلى الإغلاق، لكن هذا التوقع الشائع ربما يكون مهدداً في حالة ضعف التعافي الصيني بعد فصل الصيف.
البطاريات
من المنتظر أن تسجل شركات بطاريات تخزين الطاقة حضوراً كبيراً في مؤتمر "آر إي+" -أكبر مؤتمر للطاقة النظيفة في أميركا الشمالية- والذي ينطلق الأسبوع الحالي في مدينة أناهايم بولاية كاليفورنيا.
تستمر الشركات والمطورون المتخصصون في مجال الطاقة المتجددة في تركيب المزيد من البطاريات للمساعدة في دمج كمية متزايدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح غير المنتظمة في الشبكة العامة للكهرباء. يمكن شحن البطاريات عندما تكون الطاقة النظيفة وفيرة ورخيصة ثم استخدامها حال عدم سطوع الشمس أو هبوب الرياح. من المتوقع أن يتضاعف السوق العالمي لأنظمة تخزين الطاقة بحلول نهاية العقد الجاري، وفق "بلومبرغ إن إي إف".
الكانولا
أطلقت الصين تحقيقاً انتقامياً ضد واردات بذور اللفت الكندية، وذلك رداً على قضية إغراق الأسواق العالمية بالبضائع، ووسط احتدام التوترات التجارية بعدما فرضت كندا رسوماً جمركية على السيارات الكهربائية والصلب والألمنيوم المصنوعة في الصين.
تُعد كندا من بين أكبر البلدان المنتجة والمصدرة للزيت النباتي المعروف في البلاد باسم زيت الكانولا. تشير توقعات وزارة الزراعة الأميركية إلى أن كندا ستستعيد المرتبة الأولى في الإنتاج للسنة التسويقية 2024-2025، منهية سلسلة استمرت 3 سنوات متتالية تصدر الاتحاد الأوروبي خلالها الإنتاج العالمي. وفق تقديرات الوزارة فإن كندا ستمثل 23% تقريباً من الإنتاج العالمي. كان أكثر من 90% من واردات الصين من بذور اللفت العام الماضي من كندا.
الوقود الحيوي
يُرجح أن يدعم تشريع جديد في البرازيل المزارعين من خلال تحفيز أكثر للطلب على الوقود الحيوي، وذلك أملاً في التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري الذي تنتجه شركة النفط الحكومية العملاقة بتروليو برازيليرو.
بدأت حكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إصدار أوامر إلزامية لاستخدام الإيثانول والديزل الحيوي على نطاق أوسع، ما يعزز استراتيجية البرازيل في الاعتماد على محاصيلها الوفيرة لتلبية عملية التحول في مجال الطاقة. تستهلك البرازيل بالفعل كميات ضخمة من الوقود الحيوي، إذ تنتج سيارات مرنة من حيث نوع الوقود المستخدم والتي يمكنها أن تعمل بالإيثانول وحده.