هبط خام الحديد مجدداً دون 100 دولار للطن، ما قوض انتعاشه في وقت سابق، وذلك بعدما تضررت السلع الأساسية المستخدمة للأغراض الصناعية بصورة بالغة من التوقعات المتشائمة إزاء الاقتصاد الصيني.
صعد خام الحديد المستخدم في تصنيع الصلب 10% تقريباً خلال الأسبوعين الماضيين وسط مؤشرات أولية على انتهاء أسوأ موجة تراجع للصلب في الصين خلال فصل الصيف. لكن ضعف النشاط التصنيعي وجولة أخرى من الأخبار السلبية حول قطاع العقارات في البلاد هبطت مجدداً بالأسعار اليوم.
خام الحديد وأزمة العقارات
أدى تراجع العقارات الذي دام لفترة طويلة إلى الضغط على طلب الصين للصلب، وأثار موجة خسائر عبر كافة أنحاء القطاع. وخلال اجتماع عقد في بكين الأسبوع الماضي، تعهد قادة 18 شركة من بين أكبر منتجي البلاد بتطبيق المزيد من "ترشيد الإنتاج الذاتي" للحد من فوائض المعدن.
هبطت عقود خام الحديد المستقبلية 3.9% مسجلة 97.10 دولار للطن في سنغافورة في تمام الساعة 3:47 مساءً بالتوقيت المحلي. كما تراجعت العقود المستقبلية للصلب في بورصة شنغهاي.
انخفض نشاط التصنيع في الصين للشهر الرابع على التوالي خلال أغسطس الماضي، في حين أظهرت أحدث أرقام مبيعات العقارات تفاقم تراجع قطاع الإسكان. وتكبدت إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في البلاد أول خسارة لها منذ أكثر من عقدين.
كما "يصعب تحسين الوضع في سوق الحديد والصلب بطريقة جوهرية" في ظل حجم معروض أكبر من الطلب، حسبما ذكرت شركة "أنغانغ ستيل"، الذراع المتداولة في البورصة التابعة لثاني أكبر منتج للصلب في البلاد، في إعلان أرباحها، الذي كشف عن خسارة للربع الثامن على التوالي.
عقدت رابطة الحديد والصلب الصينية قمة في بكين الأسبوع الماضي للتعامل مع الضغوط المتنامية على القطاع الذي ما يزال يُنتج نحو مليار طن سنوياً. وبينت الرابطة أن شركات تصنيع الصلب بحاجة إلى تجنب "التدافع الداخلي"، وهي عبارة تدل على المنافسة المدمرة التي باتت شائعة في الصين عبر السنوات الأخيرة.
خسائر شركات الصلب
من المعتاد أن تدفع ظروف النمو الاقتصادي المستمر عجلة إنتاج القطاع، وما زالت الشركات ومجموعات القطاع والحكومة تعمل على التوصل لسبل مواجهة انخفاض الطلب، وفق الرابطة.
وفي ظل الأسعار المنخفضة، لم ينجح سوى قليل من شركات تصنيع الصلب الصينية في تحقيق الربحية خلال 2024 بينما تعالت أصوات تنادي باتخاذ تدابير تضع حداً لفائض المعروض. وتكبدت "أنغانغ" صافي خسارة مليار يوان (140 مليون دولار) تقريباً خلال الربع الثاني من السنة الجارية، منخفضة 15% تقريباً مقارنة بالسنة السابقة.
لحقت المعادن الأساسية أيضاً بالتراجع الأوسع نطاقاً في الأسواق المالية في آسيا، حيث قاد الزنك -المرتبط غالباً بالحالة السائدة في سوق الصلب في الصين- الخسائر منخفضاً 1.5%. وانحدر سعر النحاس 0.2% علاوة على هبوط الألمنيوم لليوم الرابع على التوالي.