تدفقت الأموال العالمية إلى أسواق المال في إندونيسيا خلال الشهر الجاري، ما يدل على أن أصول البلاد أصبحت وجهة استثمارية مفضلة بصورة سريعة، مع اقتراب بدء دورة التيسير النقدي لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
اشترى المستثمرون الأجانب 933.8 مليون دولار من أسهم شركات البلاد في أغسطس الحالي، ما يضعها على مسار تحقيق أكبر مشتريات شهرية منذ أبريل 2022، بينما بلغ صافي الأموال الداخلة إلى السندات أعلى مستوى له في أكثر من سنة مسجلاً 2.5 مليار دولار، وفق بيانات جمعتها بلومبرغ.
أدى الدخول القوي للاستثمارات إلى صعود سعر صرف الروبية الإندونيسية مؤقتاً، لتمحو خسائرها العام الحالي مقابل الدولار الأميركي، مع تحقيق مكاسب هذا الشهر لم يتجاوزها في آسيا سوى الرينغيت الماليزي.
يأتي هذا التحول للاستثمار في الأصول الإندونيسية مع تخفيض صناديق الاستثمار الأجنبية حيازاتها في عدد من أسواق الأسهم الإقليمية الأخرى بما فيها الهند والصين لصالح جنوب شرق آسيا، والتي تتمتع بتقييمات أقل نسبياً. عزز احتمال اتباع البنك المركزي للبلاد لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وتقليص تكاليف الاقتراض لتحفيز النمو الاقتصادي، جاذبية أصول البلاد.
سوق الأسهم
في حين يرجح أن يكون صافي شراء السندات في البلاد هو الأعلى منذ يناير 2023، فإن التحول نحو الأسهم دفع مؤشر جاكرتا الرئيسي للأسهم لمستويات قياسية جديدة كل بضعة أيام خلال شهر أغسطس الحالي.
مع حصول إندونيسيا على الحصة الأكبر من التدفقات المالية إلى الأسهم الشهر الجاري، كان المستثمرون الأجانب أيضاً مشترين صافين لأسهم شركات في ماليزيا والفلبين.
كتب خبراء استراتيجيون في بنك "إتش إس بي سي هولدينغز" بقيادة برينا غارج في مذكرة بتاريخ 26 أغسطس الجاري، أن الأسهم الإندونيسية بدأت تجذب اهتماماً أكبر مع إنهاء صناديق الاستثمار الآسيوية موقفها الضعيف تجاه أسواق جنوب شرق آسيا.
في الوقت نفسه، رفع خبراء استراتيجيون في "نومورا هولدينغز" بقيادة تشيتان سيث تصنيف الأسهم في البلاد إلى "التوصية بالشراء" من "محايد" الأسبوع الحالي، قائلين إنها "أفضل طريقة ممكنة" للمراهنة على أسهم الأسواق الناشئة مع بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتخفيض أسعار الفائدة.