قالت شركة "توشيبا" اليابانية إنها تلقت عرض شراء أولي من "سي في سي كابيتال بارتنرز" ( CVC Capital Partners)، مما يمهد الطريق لأكبر عملية استحواذ محتملة بقيادة شركة الأسهم الخاصة منذ سنوات، وسط توقعات بارتفاع أسهمها.
وقالت الشركة اليابانية العملاقة إنها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات أثناء تقييمها للاقتراح.
وقال مصدر مطلع على الأمر إن مجلس إدارة "توشيبا" يعتزم عقد اجتماع اليوم الأربعاء لمناقشة الصفقة المحتملة.
وارتفعت أسهم "توشيبا" 33% في اليابان منذ بداية 2021 حتى أمس الثلاثاء، مما منح الشركة قيمة سوقية تزيد عن 1.74 تريليون ين (15.9 مليار دولار).
ويأتي عرض الاستحواذ المحتمل في وقت تواجه "توشيبا" تدقيقا من جانب نشطاء في أعقاب سلسلة من الفضائح، بما في ذلك غرامة قياسية على الحسابات الخاطئة، وشطب مليارات الدولارات، وتكبدها خسائر بسبب أعمالها في قطاع الطاقة النووية بالولايات المتحدة.
وعينت الشركة الرئيس التنفيذي نوبواكي كوروماتاني - مسؤول تنفيذي كبير سابق في " سي في سي"- لاستعادة ثقة المستثمرين.
لاعب أساسي في مجال الدفاع
ولا تزال توشيبا، اليوم لاعبا رئيسيا في مجالات الدفاع والطاقة في اليابان، وتمتلك حصة كبيرة في "كيوكسيا هولدنغز" ( Kioxia Holdings Corp)، والتي يقال إنها تعمل على متابعة طرح عام أولي في فصل الصيف.
وذكرت صحيفة "نيكي" في وقت سابق أن شركة "سي في سي" تخطط لإبرام صفقة تكون بموجبها "توشيبا" شركة أسهم خاصة، غير مدرجة في البورصة، من خلال تقديم عرض سخي قد تصل قيمته إلى أكثر من 20 مليار دولار.
وقد يتم الكشف عن الاقتراح رسميا اليوم، وفقا للصحيفة، وهذا من شأنه أن يجعل صفقة الاستحواذ المحتملة، الأكبر بقيادة شركة أسهم خاصة منذ عام 2013، وأكبر عملية استحواذ لشركة "سي في سي" على الإطلاق.
وقال ناوكي فوجيوارا، كبير مديري الصناديق في شركة "شينكين آسيت مانجمنت" ( Shinkin Asset Management Co ): "قد يتقبل المساهمون ( العرض) في ضوء أن الصفقة يبدو أنها تقدم علاوة". وأضاف "لكن الأمر يتطلب موافقة الحكومة على الصفقة، بسبب مشاركة توشيبا في مجال الدفاع.
ولا يزال هناك الكثير من الأسئلة حول ما إذا كان هذا النوع من الصفقات قابل للتحقيق على الإطلاق".
وتنشط "توشيبا" في عدد من الصناعات المهمة والمؤثرة، ما قد يؤدي إلى تعقيد موافقة الحكومة على صفقة البيع لصالح شركة أجنبية.
مواجهة المساهمين الغاضبين
وتواجه عملية الاستحواذ تدقيقا من جانب الحكومة بسبب دورها الكبير في إيقاف تشغيل محطة الطاقة النووية "فوكوشيما داي-إيتشي"، وهي عملية ستستغرق عقودا. وطورت الشركة نظاما لتنقية المياه الملوثة بالإشعاع التي تتسرب إلى محطة الطاقة النووية وتعمل معها لوضع خطة للبحث عن حطام الوقود المنصهر وإزالته من قاع المفاعلات.
وبغض النظر عن الجهات التنظيمية، فإن كوروماتاني – أول رئيس تنفيذي من الخارج يقود شركة توشيبا منذ أكثر من 50 عاما - قد يضطر أيضا لمواجهة المساهمين غير الراضين على صفقة البيع المحتملة.
وفي الشهر الماضي، أصدر المستثمرون قرارا قدمته شركة " إيفيسيمو كابيتال مانجمنت" (Effissimo Capital Management) ومقرها سنغافورة ، أكبر مساهم في شركة " توشيبا"، يدعو إلى إجراء تحقيق في نزاهة التصويت خلال الجمعية العمومية السنوية للمساهمين لعام 2020.
ويقول تاكيشي كيتورا وإيان ما، المحللان في " بلومبرغ إنتليجنس" إن نشاط "توشيبا" في مجال الطاقة النووية قد يجعل موافقة الحكومة صعبة بشأن عرض الاستحواذ من " سي في سي كابيتال بارتنرز" وغيرها.
ومع ذلك، قد تسلط الصفقة مزيدا من الضوء على ما وراء الطاقة النووية وأنشطة النمو الأساسية المتعلقة بالأمن القومي، مثل أجهزة الطاقة وأجهزة التوزيع الكمي، لتوثيق وضمان الأمان في نقل البيانات في الاتصالات، مع إمكانية الأخيرة في زيادة الأرباح بنسبة 10% بحلول عام 2030، وفق توقعات محللي "بلومبرغ إنتليجنس".
الصفقة الثانية
وستكون صفقة "توشيبا" الثانية التي تعلن عنها "سي في سي" في اليابان منذ بداية 2021، والتي تشتري وحدة العناية الشخصية لشركة " شيسيدوكو" (Shiseido Co)، وهي شركة يابانية متعددة الجنسيات تعمل في مستحضرات التجميل وإنتاج العطور، في صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار.
وتقول تقارير إن " سي في سي"، التي تميل إلى التركيز على صفقات أصغر حجما، مقارنة بعرض الاستحواذ المحتمل على توشيبا، قد أكملت جمع تمويل بقيمة 21.3 مليار يورو (24 مليار دولار) لصندوقها الرئيسي الثامن في 2020.
وأعلنت شركات الأسهم الخاصة عن صفقات بقيمة 15.1 مليار دولار تستهدف الشركات اليابانية على مدار الـ 12 شهرا الماضية، وفقا لبيانات جمعتها "بلومبرغ"
واضطرت" توشيبا" إلى بيع حصة أغلبية في شركتها التابعة لها والتي تصنع شرائح الذاكرة الإلكترونية، التي تمثل جوهرة التاج، لتفادي شطبها من بورصة طوكيو للأوراق المالية. وحصلت توشيبا خلال 2021، على الموافقة للعودة إلى القسم الأول من بورصة طوكيو.
وكان كوروماتاني أشار في ديسمبر 2020 إلى أن توشيبا تحاول مجددا تنفيذ عمليات الاستحواذ ومتابعتها وتوسيع أنشطتها. وتعد الحصة المتبقية لـ "توشيبا" في شركة " كيوكسيا" لتصنيع شرائح الذاكرة سابقا من بين أصولها الأكثر قيمة.
وقال هيديكي ياسودا، المحلل في معهد أبحاث " أيه سي إي" (Ace)، إن " كيوكسيا"، التي تصنع رقائق الذاكرة " إن أيه إن دي" (NAND)، تفكر في طرحها للاكتتاب العام ويمكن أن تقدر قيمتها بأكثر من 36 مليار دولار في السوق الحالية.
يذكر أن "توشيبا" شريك أيضا في الطاقة النووية مع " طوكيو الكتريك باور " (Tokyo Electric Power Co).