مؤشر "S&P 500" يسجل أقوى صعود متواصل في أربع جلسات خلال 2024

مؤشرات الأسهم الأميركية ترتفع قبيل أرقام التضخم مع انخفاض عوائد السندات

لافتة تشير إلى "وول ستريت" - الشرق/بلومبرغ
لافتة تشير إلى "وول ستريت" - الشرق/بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية وانخفضت عائدات السندات بعد أن عززت بيانات التضخم الأخيرة التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتمكن من تنفيذ خفض سعر الفائدة المتوقع على نطاق واسع في سبتمبر.

وقبل 24 ساعة فقط من صدور تقرير تضخم أسعار المستهلك، أظهرت البيانات ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين بأقل من المتوقع. كانت الفئات في تقرير مؤشر أسعار المنتجين المستخدمة لحساب مقياس التضخم الأكثر متابعة من قبل بك الاحتياطي الفيدرالي -مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي- مستقرة بشكل عام. وصعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.7%، بقيادة ارتفاع أسعار أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم. ارتفعت سندات الخزانة بكافة آجالها، بقيادة الأوراق ذات فترات الاستحقاق الأقصر. انخفضت قيمة الدولار.

قال كريس لاركين من "إي تريد" (E*Trade) التابعة لـ"مورغان ستانلي": "حصلت الأسواق الباحثة عن الاستقرار على المزيد من الأدلة على تباطؤ التضخم". و"من المحتمل أن ترحب السوق -التي تحاول الارتداد من أكبر تراجع لها هذا العام- بالأرقام (أي التضخم) الأقل من المتوقع".
عزز تراجع ضغوط الأسعار الثقة في قدرة مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي على البدء في خفض تكاليف الاقتراض مع إعادة التركيز على سوق العمل، التي تُظهر علامات أكبر على التباطؤ. قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، إنه ينتظر "المزيد من البيانات" قبل دعمه خفض أسعار الفائدة، بينما كرر أنه من المحتمل أن يكون مستعداً للخفض "بحلول نهاية العام".

 

بيانات تدعم خفض الفائدة

يرى إيان لينجن من "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets)، أنه لا يوجد أي شيء في البيانات المعلن عنها يوم الثلاثاء يشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيتردد بأي شكل حيال خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. وأضاف: "ومع ذلك، فإن بيانات تضخم أسعار المستهلك المنتظرة يوم الأربعاء أكثر صلة بتوقعات السياسة النقدية على المدى القريب".

أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسرش" (22V Research) أن 52% من المستثمرين يتوقعون أن يكون رد فعل السوق على مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء هو "الإقبال على المخاطرة". ومع ذلك، ظلت نسبة المشاركين الذين يتوقعون حدوث "ركود" مرتفعة.

سجل مؤشر "إس آند بي 500" أكبر ارتفاع له على مدار أربعة أيام هذا العام. وصعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2.5%. كما ارتفع مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة 1.6%. قادت شركة "إنفيديا" صعود أسعار أسهم الشركات الكبرى. ارتفع سهم شركة "ستاربكس" بنسبة 25% بعد إقالة رئيسها التنفيذي واختيار بريان نيكول من شركة "تشيبوتل مكسيكان غريل". انخفض مؤشر التقلب الأكثر متابعة في وول ستريت -VIX- إلى حوالي 18 نقطة.

انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ست نقاط أساس إلى 3.85%. وتوقع متداولو عقود المقايضة خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة 40 نقطة أساس في سبتمبر، على أن يصل إجمالي تيسير السياسة النقدية إلى حوالي 105 نقاط أساس في 2024. وأوقفت أسعار النفط ارتفاعها الذي استمر لمدة خمسة أيام.

 

السوق تحتفل بانكماش الأسعار

يقول دان وانتروبسكي من "جاني مونتغمري سكوت": "يحتفل المستثمرون بالبيانات التي تشير إلى انكماش الأسعار -ليس لأنها تشير إلى تباطؤ الاقتصاد هنا في الولايات المتحدة- ولكن لتأكيد ظروف تحسن السيولة في الفترة المقبلة عبر تخفيضات أسعار الفائدة المنتظرة والتي من المفترض أن تبدأ في سبتمبر".

ومن المثير للاهتمام أن بيانات انكماش الأسعار التي أدت إلى "التناوب الكبير" الشهر الماضي لم يكن لها نفس التأثير بعد صدور أرقام مؤشر أسعار المنتجين الأخير. تتفوق أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى على الشركات الصغيرة يوم الثلاثاء كما يتضح من الصناديق المتداولة في البورصة (QQQ) و(IWN) التي تتبع مؤشري "ناسداك 100" و"راسل 2000".

في حين أن الظروف لا تزال تشير إلى "ذروة البيع بما فيه الكفاية" للاستفادة من بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الإيجابية يوم الأربعاء، يقول وانتروبسكي إنه لم ير أي إشارات تلغي أو تعكس "دورة التصحيح" التي بدأت بشكل جدي في الأول من أغسطس تقريباً. واختتم كلامه بالقول: "لا نزال نتوقع رحلة وعرة للغاية على المدى القصير، في رأينا".

رهان الهبوط السلس

تقلبات أسواق المال العالمية لم تؤثر على تفاؤل المستثمرين بشأن عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة أو توقعات الهبوط الاقتصادي السلس، وفقاً لمسح عالمي أجراه "بنك أوف أميركا كورب".

في حين أظهر الاستطلاع، الذي أجري في الفترة من 2 إلى 8 أغسطس وغطى ذروة الاضطرابات الأسبوع الماضي، تحولاً للاستراتيجية الدفاعية في السندات والنقد والتخارج من الأسهم، ظلت الرهانات الشرائية على الشركات الكبرى "العظماء السبعة" هي التجارة الأكثر إقبالاً، وإن كانت بنسبة أقل بعد عمليات البيع.

وكتب الخبير الاستراتيجي مايكل هارتنت: "التفاؤل الأساسي بشأن الهبوط السلس وأسهم النمو الأميركية الكبرى لم يتزعزع، المستثمرون يعتقدون الآن أن بنك الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى خفض الفائدة بشكل أكبر لضمان عدم حدوث ركود".

تصدرت أسهم التكنولوجيا التراجع الأخير في الأسواق المالية العالمية وسط مخاوف بشأن التقييمات المرتفعة في وقت أظهر فيه الاقتصاد الأميركي بعض إشارات التباطؤ.

وفي "سيتي غروب"، قال كريس مونتاغو إن أسهم التكنولوجيا الأميركية لا تزال تحت "ضغوط كبيرة" مع استمرار إجهاد مراكز المستثمرين المراهنة على الصعود رغم عمليات البيع التي شهدتها الشهر الماضي.

وكتب مونتاغو: "يتوقع أن تتسبب أي بيانات اقتصادية سلبية في حدوث ضغط كبير على هذه المراكز الشرائية. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى تضخيم أي تحركات هبوطية من هنا على المدى القريب".

شراء متواصل

كان عملاء "بنك أوف أميركا" مشترين صافين للأسهم الأميركية للمرة الأولى منذ أكثر من شهر الأسبوع الماضي، إذ اشتروا الأسهم أثناء هبوط أسعارها والانتعاش اللاحق. وقالت جيل كاري هول إن المستثمرين المؤسسيين قادوا عمليات شراء صافية بقيمة 5.8 مليار دولار في الأسهم الأميركية، في وقت باعت فيه صناديق التحوط والمستثمرون الأفراد الأسهم.

وعلى مستوى القطاعات، سجلت خدمات التكنولوجيا والاتصالات أكبر التدفقات الداخلة خلال الأسبوع، وعلى أساس تراكمي منذ بداية العام.

 

وأشارت كاري هول إلى أن "تدفقات عملائنا تميل إلى الضعف في أشهر الخريف"، مضيفة أنها تتوقع استمرار تقلبات الأسهم مع اقتراب الانتخابات الأميركية.

من جهة أخرى، يرى مايك ويلسون من "مورغان ستانلي" أن فرص حدوث هبوط كامل في سوق الأسهم منخفضة، رغم أن الضعف الموسمي وتوقعات النمو الغامضة من المرجح أن تحد من مكاسب الأسهم الأميركية خلال بقية الربع.

وقال يوم الثلاثاء في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: "أجد صعوبة في تصديق أن السوق ستعاود الارتفاع نحو قمتها، ولا أعتقد أيضاً أنها ستنهار تماماً بطريقة قد تشير إلى أننا ندخل سوقاً هابطة جديدة".

بيانات جوهرية

قالت كريستينا هوبر، من شركة "إنفيسكو": "في حين يبدو أن الأسهم قد استقرت، أعتقد أن هناك توتراً في الأجواء، وهو ما من المرجح أن يؤدي إلى تقلبات أعلى واحتمال حدوث ردود فعل كبيرة، وفق البيانات والتطورات".

أمّا كريس زكاريللي من "إندبندنت أدفايزور أليانس" (Independent Advisor Alliance)، فيرى أننا في "أسبوع محوري" للبيانات التي تأتي في أعقاب "الذعر المصغر" في بداية أغسطس.

وقال: "إذا جاء تقرير مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء أقل من المتوقع، مثل بيانات مؤشر أسعار المنتجين الصادرة يوم الثلاثاء، فإن الاحتياطي الفيدرالي سيكون لديه الضوء الأخضر حقاً لخفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس في اجتماعه التالي إذا رأى أنه من الضروري العودة بسرعة إلى الحياد في السياسة النقدية في مواجهة التباطؤ الاقتصادي الذي يلوح في الأفق".

احتمالات الركود

في أعقاب الاضطراب الذي شهدته السوق والذي أثار لفترة وجيزة الخوف في جميع أنحاء وول ستريت الأسبوع الماضي، تومض الأسواق المالية باحتمالية أكبر لحدوث ركود وشيك.

رغم أن فرصه لازالت ضعيفة للغاية. لكن النماذج من مجموعة "غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان" تظهر أن احتمالات السوق الضمنية لحدوث انكماش اقتصادي ارتفعت بشكل ملموس، مستندة خلال الإشارات في سوق السندات الأميركية، وبدرجة أقل، أداء الأسهم شديدة التأثر بفترات الازدهار والكساد في دورة الأعمال.

ارتفع مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي 0.1% مقارنة بالشهر السابق، مقارنة بمتوسط ​​التوقعات في استطلاع بلومبرغ للاقتصاديين البالغ 0.2%. وبالمقارنة مع العام الماضي، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين 2.2%، وباستثناء فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، لم يتغير في يوليو عن الشهر السابق، وهي القراءة الأقل منذ أربعة أشهر.

وقال جيمي كوكس، من "هاريس فاينانشال غروب" (Harris Financial Group): "المسار واضح أمام الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر"، و"إذا استمرت مثل هذه البيانات، فسيكون لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي مجال كبير لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر هذا العام".

من "إيفركور" (Evercore)، قال كريشنا جوها إنه "لا يوجد هناك شيء يدعو للخوف" في أحدث بيانات مؤشر أسعار المنتجين.

"الصورة الأكبر هنا هي أننا تجاوزنا المرحلة التي ستؤثر عندها بضع نقاط أساس هنا أو هناك في التضخم الشهري بشكل مادي على سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات الفائدة، والتي ستكون مدفوعة بشكل كبير في هذه المرحلة بـ(بيانات سوق العمل)".

يقول ديفيد راسل، من "تريد ستيشن" (TradeStation)، إن بيانات مؤشر أسعار المنتجين تعطي دليلاً إضافياً على أن الوضع تبدل بالنسبة للتضخم، خاصة في الخدمات.

"قد تستمر هذه العملية أو تتسارع في الأشهر المقبلة حيث يؤثر الضعف في الصين على أسعار السلع الأساسية". وقال إن جيروم باول يشعر بالرضا تجاه الذهاب إلى جاكسون هول. ومن المقرر أن تعقد ندوة السياسة الاقتصادية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس سيتي في جاكسون هول بولاية وايومنغ في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك