بدأت "بتكوين" و"إيثريوم" اليوم الثلاثاء في التعافي من خسائرهما الحادة التي لحقت بهما يوم أمس، بعد أن امتدت موجة النفور من المخاطرة في الأسواق العالمية إلى العملات المشفرة.
عادت "بتكوين" ليتجاوز سعرها مستوى 56 ألف دولار لفترة وجيزة، فيما ارتفع سعر "إيثر" -المصنفة كثاني أكبر عملة مشفرة- بنسبة 4.6% ليتخطى 2500 دولار. تمثل هذه الارتفاعات تعافياً جزئياً من عمليات البيع المحمومة يوم أمس، والتي دفعت سعر "بتكوين" للانخفاض إلى ما دون 50 ألف دولار لأول مرة منذ فبراير. كما واجهت "إيثر" أكبر هبوط منذ 2021.
يمثل الانهيار أول اختبار ضغط كبير للأصول الرقمية منذ منح الولايات المتحدة تراخيص لمجموعة من صناديق "بتكوين" و"إيثر" المتداولة بالبورصة في يناير ويوليو على التوالي.
قام مستثمرو صندوق "إيثر" المتداول بشراء تسعة منتجات وقت تراجعت أسعارها بصافي تدفقات داخلة بلغت 49 مليون دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، وهو ما يتجاوز التدفقات الخارجة من صندوق "غراي سكيل إيثريوم تراست" (Grayscale Ethereum Trust).
عانت صناديق الاستثمار المتداولة في "بتكوين" من صافي تخارجات بلغت 168 مليون دولار يوم أمس، وذلك في أعقاب تدفقات خارجة كثيفة الأسبوع الماضي. ارتفع سعر "بتكوين" بنحو 1.5% عند 55200 دولار، فيما تداولت "إيثر" بسعر 2460 دولاراً مرتفعةً 1% في الساعة 9:31 صباحاً اليوم الثلاثاء في نيويورك.
بيئة اقتصادية مضطربة
رغم ذلك، فالمكاسب المتواضعة التي حققتها "بتكوين" و"إيثر" والعملات الأخرى اليوم الثلاثاء قد تكون قصيرة الأجل في حال لم يحصل تحسن واسع النطاق في البيئة الاقتصادية الكلية، ولم تهدأ التوترات في الشرق الأوسط.
يقول شون ماكنولتي، مدير التداول في "أربيلوس ماركتس": "نشهد عمليات شراء عند الأسعار المنخفضة". وأضاف: "لكن المشاعر بشكل عام لا تزال حذرة بسبب المخاوف من أن تكون هذه بداية لعملية تخارج على نطاق أوسع". بلغت القيمة الإجمالية لعمليات التسييل في الرهانات على العملات المشفرة حوالي 1.1 مليار دولار يوم الإثنين، وهو أحد أكبر الأرقام المسجلة منذ أوائل مارس من هذا العام، وفقاً لبيانات "كوين غلاس".
ومع ذلك، يعتقد بعض المتداولين أن التحول السريع ممكن. قال ريتش روزنبلوم، الرئيس التنفيذي المشارك والمؤسس المشارك لشركة "جي إس آر ماركتس": "قبل تسعة أيام فقط كان مجتمع بتكوين هو الأكثر تفاؤلاً على الإطلاق"، و"من الممكن أن يرتفع سعر بتكوين ليتخطى مستوى 70 ألف دولار، بنفس سرعة موجة البيع التي شهدتها".
