يشير تحليل أجرته مجموعة "غولدمان ساكس" لبيانات تمتد لأربعة عقود إلى أن شراء الأسهم الأميركية بعد الانخفاض الذي شهدته خلال الشهر الماضي عادةً ما يكون مربحاً.
فمنذ عام 1980، حقق مؤشر "إس آند بي 500" عائداً متوسطاً بنسبة 6% خلال الأشهر الثلاثة التي أعقبت انخفاضاً بنسبة 5% من أعلى مستوى سُجل حديثاً، وذلك بحسب فريق استراتيجيات "غولدمان ساكس" بقيادة ديفيد كوستين. وانخفض المؤشر القياسي بنسبة 8.5% من ذروته في منتصف يوليو.
كتب كوستين في مذكرة أن "التصحيحات بنسبة 10% كانت أيضاً فرص شراء جذابة في أغلب الأحيان"، بالرغم من أن سجل الأداء لا يكون قوياً بعد انخفاضات أصغر. ويُظهر البحث أن العوائد المسجلة بعد انخفاض قدره 5% كانت إيجابية في 84% من الحالات.
استقرار أسواق المال العالمية
شهدت الأسواق العالمية بعض الاستقرار يوم الثلاثاء، حيث انتعشت بعض المؤشرات الأكثر تضرراً من التهاوي الذي نتج عن القلق بشأن الركود الأميركي، والتقييمات المتطرفة في قطاع التكنولوجيا. وأفاد خبراء استراتيجيون في التحليل الكمّي لدى "جيه بي مورغان تشيس آند كو" أن المستثمرين المؤسسيين اشتروا الأسهم أثناء انخفاضها يوم الإثنين، حيث جرى شراء أسهم بقيمة 14 مليار دولار تقريباً خلال ساعات التداول وبيع 6.7 مليار دولار عند الإغلاق.
وامتنع فريق كوستين عن تقديم توصية استناداً إلى النتائج، لكنهم حذروا من أن التوقعات الخاصة بالمؤشر القياسي بعد انخفاض قدره 10% كانت "مختلفة بشكل ملحوظ" عندما حدث ذلك في بيئة من النمو الاقتصادي القوي، مقارنة بحدوثه كجزء من تصحيح قبل الركود.
الركود لا يُؤخذ في الحسبان
أشار فريق كوستين إلى أن الأسهم الأميركية ما تزال تستبعد الانكماش الاقتصادي من حساباتها، بالرغم من أن الأسهم الدورية الحساسة للنمو تخلفت عن الأسهم الدفاعية في انخفاض هذا الشهر. وفي مذكرة منفصلة، توقع استراتيجيو "غولدمان"، بمن فيهم بيتر أوبنهايمر، مزيداً من الانخفاضات في الأسهم العالمية، رغم أنهم لا يتنبؤون بسوق هابطة، وهو ما يوصف بأنه انخفاض بنسبة 20% من أعلى مستوى شهدته مؤخراً.
في غضون ذلك، حذر فريق الاستراتيجيات لدى "سيتي غروب" هذا الأسبوع من أن "سيناريوهات الركود لم تُوضع في الحسبان بأي شكل من الأشكال".
وكتبت بياتا مانثي، الخبيرة الاستراتيجية لدى "سيتي غروب"، في مذكرة أن القائمة التي حددها البنك للسوق الهابطة، والتي تقيس معايير مثل تقييمات الأسهم ومنحنى العائد ومعنويات المستثمرين والربحية، توصي بـ"الشراء عند ضعف القيمة، لكن "سنشعر بارتياح أكبر أثناء فعل ذلك بمجرد أن نرى دليلاً على التصفية الكاملة للمراكز الاستثمارية الحالية".